توقعت شركة النفط اليمنية في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين (أنصار الله)، اليوم الأحد، انفراج قريب لأزمة الوقود الحادة التي تشهدها المحافظات الشمالية منذ أكثر من أسبوعين.
وذكرت الشركة في بيان، بأن سفينة "نفرينوا" التي تحمل 9 آلاف و555 طنا من مادة البنزين، وصلت مساء أمس السبت، إلى ميناء الحديدة في اليمن بعد أن جرى احتجازها لمدة 28 يوما من قبل قوات التحالف العربي لدعم "الشرعية" في اليمن.
وقالت الشركة في بيان نشرته، وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي يديرها الحوثيون في صنعاء، إنه من المتوقع دخول هذه السفينة للربط في الرصيف خلال الساعات القادمة.
وأشار البيان إلى أن هذه السفينة تعد أولى السفن الأربع التي أعلنت لجنة عدن التصريح لها، وثاني سفينة تصل ميناء الحديدة من السفن العشر المحتجزة لدى قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، غير سفينة "المازوت".
وتوقعت شركة النفط اليمنية انفراجا في أزمة المشتقات النفطية في حال دخلت باقي السفن المحتجزة.
ويدور في اليمن للعام الخامس على التوالي، صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية.
وتشهد العاصمة اليمنية صنعاء منذ أكثر من أسبوعين، أزمة وقود، واتهمت جماعة الحوثيين التحالف العربي باحتجاز ثماني سفن نفطية في جيبوتي، وإعاقة وصولها إلى اليمن.
وأغلقت معظم محطات المشتقات النفطية في صنعاء أبوابها أمام والمركبات، وانتعشت السوق السوداء للمشتقات النفطية التي يملكها تجار يعملون لصالح قيادات في جماعة الحوثيين (أنصار الله)، وفقاً لمواطنين، حيث توقفت معظم وسائل النقل الداخلي والخارجي عن الحركة في المدينة التي أصيبت بأزمة مواصلات، وارتفعت أسعار دبة البنزين سعة 20 لتراً في السوق السوداء إلى نحو 20 ألف ريال يمني في حين تبلغ دبة البنزين سعة 20 لتراً في المحطات الرسمية 7300 ريال، علماً أن سعر الدولار يعادل 510 ريالات يمنية تقريباً.
وكانت اللجنة الاقتصادية التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً أصدرت قراراً بمنع استيراد أي شحنة نفطية إلا عبر البنك المركزي اليمني ومقره الرئيس مدينة عدن جنوبي البلاد، التي تتخذها تلك الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد، وأن التحالف العربي لن يسمح بدخول أي شحنة نفطية إلى اليمن يتم استيرادها دون الرجوع للبنك.
يوم الجمعة اتهمت شركة النفط اليمنية في صنعاء، قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الذي تقوده السعودية، باستمرار احتجاز أربع سفن نفط تم الإعلان السماح بدخولها إلى ميناء الحديدة.
من جهتها قالت نقابة تجار ومستوردي المشتقات النفطية في العاصمة اليمنية صنعاء، إن جميع الشحنات المستوردة من قبل التجار سيما الواردة إلى ميناء الحديدة غربي البلاد مصدرها موانئ دولة الإمارات العربية المتحدة الشريك الرئيس في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية.
وأضافت النقابة في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بنسختها في صنعاء والتي يديرها الحوثيون، أن جميع الشحنات تأتي عبر شركات إماراتية وسعودية معروفة وبموجب وثائق قانونية مكتملة ووفق حوالات بنكية مثبتة الأمر الذي يبدد أي مخاوف بشأن سفن أو شحنات إيرانية قد تصل إلى ميناء الحديدة.
وأكدت أنها تشترط في جميع السفن التي تنقل شحنات المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة أنه لم يسبق لها قط دخول أي ميناء إيراني.
وكانت لجنة خبراء الأمم المتحدة المعنية بمراقبة العقوبات ضد اليمن قالت في تقريرها النهائي للعام 2018، الذي صدر نهاية يناير الماضي إن جماعة الحوثيين تحصل على ما لا يقل عن 300 مليون دولار سنوياً من عائدات وقود مشحون من موانئ في إيران، تساهم في تمويل حربها مع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً المدعومة من تحالف عربي تقوده السعودية.
وأوضحت لجنة الخبراء أن جماعة الحوثيين تتحصل سنوياً على 407 مليارات ريال يمني ما يعادل نحو 740 مليون دولار، كإيرادات تأتي من الشركات ورسوم تراخيص شركات الاتصالات السلكية واللاسلكية والتبغ وغيرها.
وذكر التقرير أن الحوثيين يحصلون أيضاً على ما لا يقل عن 300 مليون دولار سنوياً من خلال الرسوم المفروضة على واردات الوقود عبر ميناء الحديدة وبمتوسط شهري يبلغ 25 مليون دولار، بجانب عائدات الوقود المباع في السوق السوداء والذي ارتفعت أسعاره عدة مرات خلال العامين الماضيين.
وخلّف استمرار الحرب في اليمن منذ أكثر من أربع سنوات أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، جعلت معظم السكان بحاجة إلى مساعدات، في أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة "الأسوأ في العالم".