صعدت الولايات المتحدة الأمريكية يوم الاثنين من إجراءاتها الاقتصادية ضد إيران في خطوة تهدف إلى تصفير صادرات النفط الإيراني، يرفع من حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط وتقلبات السوق العالمي.
وقال البيت الأبيض في بيان أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر اليوم الاثنين، إنهاء الإعفاءات التي سمح بموجبها لثماني دول بشراء النفط الإيراني، وذلك بهدف تحقيق "صادرات صفر" من الخام لهذا البلد الذي يعد ثالث أكبر عضو منتج في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
وذكر البيت الأبيض أنه اعتبارا من مطلع مايو المقبل، ستواجه الدول التي كان تم إعفائها من استيراد النفط الإيراني، وهي: الصين، الهند، كوريا الجنوبية، تركيا، اليابان، تايوان، ايطاليا، واليونان، عقوبات أمريكية إذا استمرت في شراء النفط الإيراني.
واعادت واشنطن في ٥ نوفمبر الماضي فرض عقوبات اقتصادية شديدة على طهران استهدفت صادراتها النفطية والتعاملات في البنوك بعد قرار ترامب في مايو العام الماضي انسحاب بلاده بشكل أحادي من الاتفاق الدولي الشامل المبرم في يوليو 2015 بين إيران وست دول كبرى، فيما رفضت الدول الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني في 2015، وهي روسيا والصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا ، دعوة واشنطن وأكدت مواصلة التزامها بالاتفاق مع طهران. وتحاول هذه الدول إنقاذ الاتفاق عن طريق إيجاد سبل لاستمرار التعامل التجاري مع إيران دون استخدام الدولار.
لكن الولايات المتحدة منحت حينها، إعفاءات لثماني دول خفضت مشترياتها من النفط الإيراني، مما سمح لها بالاستمرار في الشراء بدون مواجهة العقوبات لمدة ستة أشهر.
وأدى إعادة فرض العقوبات الأمريكية إلى انهيار العملة الإيرانية وزيادة التضخم وهروب الشركات والمستثمرين الأجانب الذين تحتاجهم طهران بشدة لتحديث اقتصادها.
وتضغط واشنطن على إيران لكبح برنامجها النووي ووقف دعم مسلحين موالين لطهران في أنحاء الشرق الأوسط.
تعهد سعودي إماراتي
وقال البيت الابيض في بيانه اليوم الاثنين، إن "الولايات المتحدة والسعودية والامارات العربية المتحدة، (وهي ثلاثة من أكبر منتجي النفط في العالم)، مع اصدقائنا وحلفائنا، تلتزم بتأمين ما يكفي من الامدادات لأسواق النفط العالمية".
من جهته أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بأن بلاده ستعمل من أجل الوصول بصادرات النفط الإيراني إلى الصفر، وقال في مؤتمر صحفي أنه "لا إعفاءات بعد الثاني من مايو".
وأضاف بومبيو أن الهدف من ذلك هو "حرمان النظام الخارج عن القانون (في إيران) من الإمكانيات التي يستخدمها في تهديد دول الجوار ودعم الإرهاب وتطوير الصواريخ"، معتبراً أن الضغوط الأمريكية على إيران "قللت من قدرتها على إحداث أضرار في العالم".
وكان بومبيو قال في وقت سابق على تويتر إن "الولايات المتحدة لن تصدر أي إعفاءات جديدة لمستوردي النفط الإيراني، وإن سوق النفط العالمي بها إمدادات كافية".
بدوره أكد وزير الطاقة والصناعة السعودي خالد الفالح، اليوم الاثنين، التزام المملكة أكبر منتج للنفط في العالم، بضمان "توازن" سوق النفط العالمية.
ونقل بيان نشرته وكالة الانباء السعودية الرسمية " واس" عن الفالح قوله "تؤكد المملكة مجدداً على مواصلة سياستها الراسخة، والتي تسعى من خلالها إلى تحقيق الاستقرار بالأسواق في جميع الأوقات، وعدم خروجها من نطاق التوازن".
وقفزت أسعار النفط بعد تقارير صادرة أمس الأحد ذكرت أن الإعفاءات ستنتهي وتظل الأسعار مرتفعة يوم الاثنين. وزاد سعر خام القياس العالمي برنت 2.6 بالمئة إلى 73.87 دولار للبرميل بعد أن لامس 74.31 دولار في وقت سابق، وهو أعلى مستوياته منذ أوائل نوفمبر الماضي.
وربحت العقود الآجلة للخام الأمريكي 2.4 بالمئة أو 1.52 دولار للبرميل مرتفعة إلى 65.52 دولار. ولامست العقود في وقت سابق المستوى المرتفع البالغ 65.87 دولار وهو أعلى مستوى لها منذ أواخر أكتوبر.
وأكد الرئيس ترامب، مراراً، أن العقوبات التي تم فرضها على إيران، هي الأشد قسوة على الإطلاق، وأن "على النظام الإيراني الاختيار، إما يغير سلوكه المزعزع للاستقرار ويندمج مجددا في الاقتصاد العالمي، وإما يمضي قدماً في مسار من العزلة الاقتصادية".
بينما قال مسؤولون إيرانيون كبار، إن بلادهم لن تستسلم بسهولة للحملة الأمريكية الجديدة لخنق صادرات النفط الإيرانية الحيوية، وهددوا بإغلاق مضيق هرمز الممر المائي الدولي الذي يمر عبره نحو ٣٠ في المئة من الخام العالمي.