الإندبندنت : ألغام الحوثيين تسببت بتمزيق اليمن في أربع سنوات من الصراع الدامي

لندن (ديبريفر)
2019-04-24 | منذ 5 سنة

مجموعة الغام- أرشيف

قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، يوم الثلاثاء إنه مع دخول الحرب الدامية في اليمن عامها الخامس على التوالي، ارتفع عدد القتلى إلى أكثر من سبعة آلاف قتيل، حيث حذرت جماعات حقوق الإنسان من أن الألغام الأرضية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد قد تسببت في وقوع مئات القتلى ومنعت تدفق المساعدات.

ونقلت الصحيفة عن تقرير صادر عن "مركز النزاع المسلح ومشروع تحليل بيانات الأحداث" الدولي (ACLED)قوله إنه ‏في الأشهر الخمسة الماضية وحدها قُتل عشرة آلاف شخص، مما زاد عدد ضحايا الصراع الدامي في اليمن .

‏وأضاف التقرير أنه من بين إجمالي عدد القتلى، قُتل أكثر من 7000 مدني في هجمات مباشرة ، إما بسبب غارات التحالف العربي أو ألغام الحوثيين وقذائفهم.

‏وقالت هيئة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ، في أغسطس 2018 ، إن الخسائر بين المدنيين بلغت نحو 17 ألف شخص، بينهم 6500 قتيل.

وفي عام 2017، قالت الأمم المتحدة إن حوالي عشرة آلاف شخص قد لقوا مصرعهم - دون تحديد ما إذا كان هذا هو عدد القتلى المدنيين أو الرقم الإجمالي للقتلى (مدنيين وغير مدنيين) في الحرب اليمنية.

ويدور في اليمن منذ أكثر من أربع سنوات، صراع دموي على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية، وقوات جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران.

وخلّفت الحرب أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، جعلت معظم السكان بحاجة إلى مساعدات، في أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة "الأسوأ في العالم".

‏ وحذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير حديث صدر الاثنين الماضي، من أن "الاستخدام الواسع النطاق" للألغام الأرضية من قبل جماعة الحوثيين، قد أسفر عن مقتل وجرح مئات الأشخاص في اليمن ومنع جماعات الإغاثة من الوصول إلى المناطق المتأثرة بالصراع.

‏وقالت هيئة الرقابة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها إن الألغام الأرضية قد زرعت في الأراضي الزراعية والقرى والأراضي الرطبة والطرق، مما أسفر عن مقتل 140 مدنياً على الأقل بما في ذلك 19 طفلا في محافظتي الحديدة وتعز فقط ، منذ 2018، كما منعت المنظمات الإنسانية من الوصول إلى السكان المحتاجين، وألحقت الأذى بالمدنيين الذين يحاولون العودة إلى ديارهم.

‏وقالت بريانكا موتابارثي، مديرة الطوارئ في هيومن رايتس ووتش: "لم تقتل وتشوه الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون العديد من المدنيين فحسب، بل منعت اليمنيين من حصاد المحاصيل وسحب المياه النظيفة التي هم في أمس الحاجة إليها للبقاء على قيد الحياة".

‏وأضافت أن "الألغام منعت جماعات الإغاثة من توفير الغذاء والرعاية الصحية للمدنيين اليمنيين الذين يعانون من الجوع والمرض بشكل متزايد".

‏وتابعت موتابارثي "في الواقع، لقد مزقت اليمن حرب مدمرة استمرت أربع سنوات أدت إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم ودفعت البلاد إلى شفا المجاعة".

وأكدت المنظمة الدولية المهتمة بحقوق الإنسان في العالم، أن استخدام الحوثيين الواسع للألغام الأرضية على طول الساحل الغربي لليمن منذ منتصف 2017 قتل وجرح مئات المدنيين ومنع منظمات الإغاثة من الوصول إلى المجتمعات الضعيفة.

وقالت "هيومن رايتس" إنها وجدت أدلة على أنه بالإضافة إلى زرع الألغام الأرضية المضادة للأفراد، زرعت قوات الحوثيين الألغام المضادة للمركبات في المناطق المدنية، والألغام المضادة للمركبات المعدلة، لكي تنفجر من وزن الشخص، والأجهزة المتفجرة يدوية الصنع المموهة على شكل صخور أو أجزاء من جذوع الأشجار.

كما وجدت أن الحوثيين استخدموا الألغام المضادة للأفراد في جيزان، قرب الحدود السعودية، وأكدوا استخدامهم للألغام البحرية على الرغم من المخاطر التي تتعرض لها سفن الصيد التجارية وسفن المساعدات الإنسانية.

وذكر التقرير، أن الألغام الأرضية منعت المنظمات الإنسانية من الوصول إلى المجتمعات المحلية المحتاجة على طول الساحل الغربي، وشملت هذه القرى والبلدات في مديريتي التحيتا وموزع، وكذلك مدينة الحديدة الساحلية الرئيسية.

واعتبرت "هيومن رايتس ووتش" في تقريرها، أن استخدام الحوثيين للألغام الأرضية، التي تحرم الناس من مصادر المياه والغذاء، تسهم في الأزمة الإنسانية في كامل أنحاء البلاد .

وتنتشر في عدة مدن يمنية، الآلاف من الألغام والقنابل زرعتها جماعة الحوثيين (أنصار الله) منذ اندلاع الحرب مطلع عام 2015، في مناطق تشهد معارك مسلحة بين المقاتلين الحوثيين المدعومين من إيران، والقوات اليمنية التابعة للحكومة المعترف بها دولياً المدعومة من تحالف عربي تقوده السعودية.

وأطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في ٢٥ يونيو الماضي مشروع "مسام" لنزع الألغام في اليمن، بكلفة ٤٠ مليون دولار بتمويل سعودي، ويستمر لمدة خمس سنوات، وفقاً للمركز.

مليون لغم

في مطلع فبراير الماضي، اتهم تقرير دولي جماعة الحوثيين، بزراعة نحو مليون لغم أرضي منذ بدء الصراع الدامي في هذا البلد الفقير، ما تسبب في مقتل نحو ألف مدني منذ العام ٢٠١٦.

التقرير الذي أعده "مركز النزاع المسلح ومشروع تحليل بيانات الأحداث" الدولي (ACLED)، المتخصص بجمع بيانات مناطق النزاع حول العالم وتحليلها وقتها، سلط الضوء على تأثير الألغام الحوثية في السكان المدنيين في اليمن، موضحاً أن المركز "وثق مقتل 267 مدنياً على الأقل بفعل الألغام الحوثية في 140 حالة تم الإبلاغ عنها منذ العام 2016، وهذا الرقم يشمل الأسماء المسجلة رسمياً فقط. فيما تشير التقديرات إلى أن عدد القتلى بفعل الألغام يتجاوز 920 مدنياً، فضلاً عن آلاف الجرحى".

وحذر تقرير "مركز النزاع المسلح "، من الخطر الأوسع المتمثل في أن الألغام المجهولة إلى حد كبير والأجهزة المتفجرة البدائية (العبوات الناسفة) والتي لا تزال تشكل خطراً على المدنيين اليمنيين في جميع أنحاء البلاد.

وتقول بعض التقديرات إن الحوثيين زرعوا أكثر من مليون لغم أرضي، منذ بدء الحرب، ما جعل اليمن "أكبر دولة ملغومة" منذ الحرب العالمية الثانية.

وأوضح التقرير الدولي، أن حدة الانفجارات الناجمة عن الألغام الحوثية، تزايدت منذ بدء تحالف من القوات اليمنية المشتركة بحملة عسكرية في محافظة الحديدة غربي البلاد، مشيراً إلى أن تلك الألغام تشكل حوالي 60 بالمئة من مجموع الوفيات المدنية المرتبطة بالألغام التي زرعها الحوثيون في عام 2018.

وأكد أن حوادث الألغام ازدادت تدريجياً خلال العام المنصرم، وبلغت ذروتها في ديسمبر 2018 ويناير 2019، وهي الأشهر الأكثر دموية منذ أن بدأ مركز (ACLED) بتوثيق أحداث العنف في اليمن.

وذكر التقرير بأن تفحص البيانات عن كثب، يمكن أن يساعد في تفسير العوامل التي تقف وراء هذه الزيادة، حيث تفيد التقارير أنه بين يناير ومايو من العام 2018، قتلت الألغام التي زرعها الحوثيون، ما يبلغ متوسطه ثلاثة مدنيين في كل شهر في محافظة الحديدة.. معتبراً أن الاستخدام المتفشي للأجهزة المتفجرة يؤدي أيضاً إلى إضعاف النشاط الاقتصادي، وكثيراً ما أصابت الألغام الأرضية التي يتم زرعها في المراعي المزارعين والحيوانات التي تشكل المصدر الرئيس لكسب العيش بالنسبة لكثير من الأسر في المناطق الريفية.

ولفت إلى أن جماعة الحوثيين زرعت ألغاماً بحرية تهدد السفن التجارية والصيادين في البحر الأحمر، مما ضاعف من التهديد الذي يواجهه الصيادين بالفعل نتيجة التهديد المستمر للهجمات الجوية أيضاً، مشيراً إلى أنه وفقا للبيانات، فقد تسببت الألغام البحرية المتحركة في مقتل ما لا يقل عن 13 صياداً قبالة ساحل الحديدة منذ يوليو الماضي.

وحذر التقرير الدولي من أن الاستخدام العشوائي للألغام والعبوات البدائية الصنع يساهم في معاناة المدنيين، في الوقت الذي يشكل فيه أيضاً انتهاكاً لمبادئ التمييز، وأخذ الاحتياطات على النحو المنصوص عليه في القانون الدولي الإنساني.

وتتهم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والتحالف العربي، جماعة الحوثيين باستخدام ميناء الحديدة لتهريب الأسلحة والصواريخ الباليستية التي تأتيها من إيران وتطلقها على السعودية، وهو ما تنفيه الجماعة وطهران.

وبحسب وزير حقوق الإنسان في حكومة "الشرعية" اليمنية، محمد عسكر في تصريحات أواخر أغسطس، فإن عدد الألغام التي زرعها الحوثيون حتى عام 2018، بلغت أكثر من مليون لغم.

وتؤكد الأمم المتحدة أن الأزمة الإنسانية في اليمن، هي "الأسوأ في العالم"، وأن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet