اعتبر وزير النفط الإيراني بيجن نامدار زنكنة، يوم أمس الثلاثاء ، إن حلم الولايات المتحدة الأمريكية بتقليص صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، سيبقى حلماً غير قابل للتحقق، عقب تشديد واشنطن من إجراءاتها الاقتصادية الغير مسبوقة على طهران .
وقال زنكنة، في معرض ردّه على أسئلة نواب إيرانيين في الجمعية العامة لمجلس الشورى الإيراني، أن العرض والطلب على النفط في السوق العالمية في وضع هش.. مؤكداً إن قطاع النفط، يأتي على رأس الأهداف في الحرب الاقتصادية التي تشنها الولايات المتحدة على طهران .. موضحاً " أن سوق النفط ليس المكان المناسب للتنبؤات وأنه لن يكون هناك ضمان بأن النفط سينتج حسب الحاجة".
وأعلنت الإدارة الأمريكية ، الاثنين ، إنهاء إعفاءات ممنوحة لثماني دول خفضت مشترياتها من النفط الإيراني، مما سمح لها بالاستمرار في الشراء بدون مواجهة العقوبات لمدة ستة أشهر ، بعد إعلان واشنطن في نوفمبر الماضي إعادة فرض عقوبات على قطاعات الطاقة والشحن والمصارف الإيرانية ، وذلك بهدف تحقيق "صادرات صفر" من الخام لهذا البلد الذي يعد ثالث أكبر عضو منتج في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
وهذه الدول هي الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا واليونان ، واعتباراً من 2 مايو المقبل، لن تتمكن أي من دول العالم من شراء النفط الإيراني، بفعل العقوبات الأمريكية على طهران.
وأعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات في نوفمبر الماضي، على صادرات النفط الإيراني بعد أن انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على نحو منفرد من الاتفاق النووي المُبرم في عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية ، وتضغط واشنطن على إيران لكبح برنامجها النووي ووقف دعم مسلحين في أنحاء الشرق الأوسط.
وذكر وزير النفط الإيراني ، أن بعض بلدان المنطقة تعلن عن حجم صادرات نفطية أكبر من طاقاتها الإنتاجية، وأن الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة يستخدمون النفط كسلاح سياسي، إلا أن هذا السلاح سيحرق عيونهم .. مشيراً إلى أن إيران هي ثالث منتج للغاز الطبيعي في العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا، وأن محطات الطاقة ومصانع البتروكيماويات سوف تواصل تنفيذ أنشطتها دون أي قيود.
وأكد زنكنة إن العمل في مجال صفقة الغاز الطبيعي التي أبرمت مع تركيا جاري على قدم وساق ، وقد جرى مؤخراً التوقيع على اتفاقيتين بقيمة 60 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي مع العراق ، إضافة إلى اتفاقيات مع أرمينيا وأذربيجان ، أمّا الاتفاقية الموقعة مع باكستان لم تتمكن إيران من تنفيذها بسبب الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة وبعض الدول في المنطقة.
مضيق هرمز
إلى ذلك دعت الولايات المتحدة إلى إبقاء مضيقي هرمز وباب المندب مفتوحين، وذلك بعد يوم من مطالبة واشنطن مشتري النفط الإيراني بوقف شراء الخام من الجمهورية الإسلامية.
وقال كودلو مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية "نطالب إيران وجميع الدول باحترام حرية تدفق الطاقة والتجارة وحرية الملاحة" في المضيقين ، مضيفاً في حديثه بنادي الصحافة الوطني "لا أرى أي تأثير ملموس. فالعالم يفيض بالنفط".
وهدد الحرس الثوري الإيراني، مساء الاثنين ، بإغلاق مضيق هرمز، وهو ممر مائي رئيسي لتجارة النفط، وذلك ردا على قرار الرئيس ترامب، إنهاء الإعفاءات التي سمح بموجبها لثماني دول بشراء النفط الإيراني، ما يزيد حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط وتقلبات السوق العالمي.
وأعلن قائد البحرية التابعة للحرس الثوري الجنرال علي رضا تنكسيري ، أن إيران ستغلق مضيق هرمز إذا تم منع بلاده من استخدامه.
ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية شبه الرسمية عن الجنرال تنكسيري قوله: "وفقا للقانون الدولي فإن مضيق هرمز ممر بحري وإذا مُنعنا من استخدامه فسوف نغلقه" ، مضيفاً "في حالة أي تهديد فلن يكون هناك أدنى شك في أننا سنحمي المياه الإيرانية وسندافع عنها".
وتضخ إيران نحو 3 مليون برميل يومياً بما يقرب من خمسة بالمائة من إجمالي الإنتاج العالمي.
ويعد مضيق هرمز أهم مسار بحري لنقل النفط في العالم، وتمر فيه قرابة 30 ناقلة نفط يومياً تحمل ما يقارب 15 مليون برميل من الخام، أي نحو 30 في المائة من إجمالي تجارة النفط المنقول بحرا.
وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فإن السعودية التي تُعد أكبر منتج للنفط في العالم بـ10 ملايين برميل يومياً، تصدر معظم نفطها في ناقلات تمرّ في مضيق هرمز.
يذكر أن آخر اضطراب لعبور النفط في مضيق هرمز كان عام 1984، أبان الحرب "العراقية الإيرانية" عندما شنت كل منهما هجمات على المنشآت النفطية وناقلات النفط للدولة الأخرى.