واشنطن بوست: العقوبات الأمريكية على إيران قد تدفع لنشوب حرب في المنطقة

واشنطن – طهران (ديبريفر)
2019-04-29 | منذ 5 سنة

حذرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الاثنين، من أن العقوبات الأمريكية على إيران قد تؤدي إلى مواجهة عسكرية وحرباً في منطقة الشرق الأوسط.. معتبرة أن للولايات المتحدة مصلحة واضحة في معاقبة وردع "العدوان" الإيراني.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن إدارة ترامب "تريد إجبار طهران على قبول ضوابط أكثر صرامة على نشاطها النووي من تلك التي تفاوضت عليها إدارة أوباما، حيث توفر العقوبات الاقتصادية وسيلة غير عسكرية لتحقيق هذه الغايات، وتؤكد التجربة السابقة أنه يمكن فعلاً أن تؤدي تلك العقوبات غرضها".

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن خطر هذه العقوبات قد تستفز إيران، وقد تؤدي إلى استئناف إيران عمليات تخصيب اليورانيوم على نطاق واسع، أو شن هجمات على الأمريكيين، وهو ما يتطلب رداً أمريكياً، وربما يتصاعد الأمر إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط، رغم تعهد ترامب بتجنُّبها.

وكانت الولايات المتحدة قد طالبت مشتري النفط الإيراني، الاثنين الماضي، بالتوقف عن الشراء بحلول الثاني من مايو المقبل وإلا واجهوا عقوبات، وذلك بهدف تحقيق "صادرات صفر" من الخام لهذا البلد الذي يعد ثالث أكبر عضو منتج في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).

وتزايدت حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ انسحبت إدارة ترامب، في مايو العام الماضي، من اتفاق نووي دولي مع إيران وست قوى كبرى وبدأت في إعادة فرض عقوبات اقتصادية قاسية عليها في إطار مساعيها للضغط على طهران لكبح برنامجها النووي ووقف دعم مسلحين في أنحاء الشرق الأوسط.

وهدد  الجيش الإيراني، أمس الأحد، بإغلاق مضيق هرمز، في حال منع طهران من استخدامه في تصدير نفطها ، كما هددت بالانسحاب من الاتفاق النووي ذاته حال إخفاق القوى الأوروبية في ضمان حصول طهران على منافع اقتصادية.

وأضافت الواشنطن بوست: "خلال العام الماضي، جرَّب ترامب فرض العقوبات الاقتصادية على إيران بعد أن أعاد فرض العقوبات النفطية عليها، مع استثناء بعض أكبر عملائها، حيث أدت تلك العقوبات إلى خفض واردات إيران بنحو 10 مليارات دولارات كانت تدخل خزينتها من تصدير النفط والتي كانت تصل إلى 50 مليار دولار؛ وهو ما دفع طهران إلى خفض تمويل حزب الله اللبناني، وعلى الرغم من التهديدات الإيرانية، فإنها لم تردَّ على تلك الخسائر التي تعرضت لها".

واعتبرت الصحيفة الأمريكية، أنه هذا الأمر ربما شجَّع إدارة ترامب على تشديد العقوبات النفطية على إيران، وإنهاء الإعفاءات التي كانت ممنوحة سابقاً لكبار مشتري النفط الإيراني والتي ستدخل حيز التنفيذ في الثاني من مايو المقبل.

وأشارت إلى أنه "إذا نجحت العقوبات الأمريكية الجديدة المفروضة على النفط الإيراني، فإن ذلك سيؤدي إلى تدمير الاقتصاد الإيراني الذي يعاني أصلاً، وترامب يراهن على هذا الأمر بشكل أساسي".

وتوقعت "الواشنطن بوست"، أن يختار المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، عدم المواجهة، ويُبقي على تعاونه مع الشركاء الأوروبيين، على أمل أن يشجع ذلك الديمقراطيين على الوصول إلى البيت الأبيض ولا تتم إعادة انتخاب ترامب مرة أخرى.

لكن، كما تقول الصحيفة، في حال ردَّت إيران بقوة، فقد يضطر ترامب إلى الاختيار بين التسامح مع الجرائم الإيرانية التي أوقف بسببها صفقة إدارة أوباما عام 2015، أو أن ينزلق نحو حرب يرغب فيها قليل من الأمريكيين.

وترى الواشنطن بوست أن أحد أسباب المواجهة المرتقبة مع إيران هو أن إدارة ترامب لم تترك لطهران سوى خيارات ضئيلة، فلقد كرر وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الاثنين الماضي، انفتاح إدارته على المفاوضات مع إيران، لكنه وضع قائمة من الشروط، يتوجب على طهران الوفاء بها قبل ذلك.

وأشارت إلى أن شروط واشنطن تتراوح بين وقف تطوير الصواريخ القادرة على صنع الأسلحة النووية وإنهاء حالة العداء مع إسرائيل، وهي شروط تبدو غير واقعية، بحسب الصحيفة، خصوصاً في ظل غياب أي تسوية مع خصوم إيران التقليديين، وضمن ذلك السعودية.

واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها بالقول "ربما يكون الهدف الحقيقي لإدارة ترامب هو فرضية انهيار النظام، فكما قال بومبيو إن مطالبه تشبه ما نسمعه من الشعب الإيراني نفسه، ولن نُرضي مضطهديهم. لكن التاريخ لا يقدم كثيراً من بوادر التشجيع، وهو ما يثير التساؤل عن مدى دراسة ترامب خطواته بعناية".

 

لا تفاوض تحت الضغط

في السياق، أكّد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، اليوم الاثنين، أن بلاده لن تتفاوض مع الولايات المتحدة، تحت ضغط العقوبات الاقتصادية.

وقال سليماني خلال لقائه قائد قوى الأمن الداخلي العميد حسين اشتري وعددا من قادة ومسؤولي هذه القوى، إن "الولايات المتحدة الأمريكية وأذنابها لا يمتلكون اليوم أدوات قوية يعتمدون عليها في غرب وشرق آسيا، وانّ كلّ اعتمادهم الآن هو على الحكومات غير الشرعية".

واضاف: "العدو اليوم تزداد نفقاته بحجم التهديدات الّتي يوجهها، والعدو يريد عبر الضغوط الاقتصادية إجبارنا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، إلّا أنّ شعبنا الواعي والفطن يرى بأنّ المفاوضات في مثل هذه الظروف تعني الاستسلام، وهو لن يرضخ لمثل هذا الذل بالتأكيد".


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet