Click here to read the story in English
أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، زيادة الخطر الذي تشكله ترسانة الطائرات المسيرة لجماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، على السعودية والإمارات اللتان تقودان تحالفاً عسكرياً يساند قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في حربها للعام الخامس على التوالي ضد جماعة الحوثيين المدعومة من إيران.
وفي تقرير نشرته، الخميس نقلت الصحيفة الأمريكية عن أشخاص مطلعين قولهم إن الهجمات التي تشنها جماعة الحوثيين بطائراتها المسيرة ضد خصومها، أكثر دقة وأبعد مسافة مما تقر بها رسمياً دول التحالف والولايات المتحدة.
ويعيش اليمن منذ أكثر من أربع سنوات، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية.
وينفذ التحالف، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين، دعماً لقوات الرئيس عبدربه منصور هادي لإعادته إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون منذ أواخر عام 2014، والذين يردون بين الحين والآخر بإطلاق صواريخ باليستية وهجمات بطائرات مسيرة على السعودية.
وأكد مسؤول تنفيذي في شركة "أرامكو" السعودية الحكومية ومسؤول خليجي آخر للصحيفة أن طائرة للحوثيين استهدفت، في يوليو الماضي، مصفاة تابعة للشركة قرب العاصمة الرياض، وألحقت أضرارا مادية محدودة بها، رغم نفي حكومة المملكة رسمياً وقوع الهجوم.
وفي الشهر نفسه، خرقت طائرة مسيرة أخرى أجواء الإمارات وقصفت مطار دبي الدولي، ما ألحق ضرراً بشاحنة وأسفر عن تأجيل بعض الرحلات، حسب مصادر مطلعة.
ونفت الحكومة الإماراتية أيضاً صحة التقارير حول الهجوم، ودعمت الولايات المتحدة هذه الرواية، حسب مسؤولين أمريكيين سابقين.
وتجاوز عدد الطائرات المسيرة لـ "أنصار الله" التي أسقطتها القوات السعودية 140 طائرة، حسب تقييمات المسؤولين في المملكة.
واعتبرت الصحيفة أن الحوثيين وجدوا في الطائرات المسيرة بديلاً عن الصواريخ الباليستية، وأصبحت جماعتهم خلال فترة قصيرة من الجماعات الأكثر مهارة في استخدام هذا السلاح، ما أثار جدلاً في واشنطن.
وذكرت الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين يشعرون بقلق متزايد إزاء الخطر الذي تشكله طائرات الحوثيين بدون طيار على الملاحة التجارية وتحركات السفن الحربية الأمريكية في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قوله: "حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يدركون التأثير المزعزع للحوثيين على الوضع في اليمن والدول المجاورة، لكن كثيرين لا يأخذون الأمر في الحسبان بالجدية المطلوبة".
وحمل مسؤول في البنتاغون إيران المسؤولية عن إنجازات الحوثيين، غير أن مسؤولا آخر قال إن الاستخبارات الأمريكية خلصت إلى أن برنامج الطائرات المسيرة للحوثيين يحمل طابعاً محلياً ولا يحتاج إلى كثير من الدعم الخارجي.
وقالت الصحيفة إن مسؤولين في الولايات المتحدة والأمم المتحدة يرون أن الطائرات المسيرة للحوثيين محلية الصنع، إلا أن خبراء في مجال الأسلحة يشيرون إلى أن الجماعة تحتاج إلى تهريب أنظمة التوجيه المتطورة والمحركات الصغيرة القوية من الخارج.
وأشارت وول ستريت جورنال إلى عثور خبراء أمميين داخل طائرات الحوثيين على محركات مصنوعة في الولايات المتحدة والصين وألمانيا واليابان.
وأفادت أن جماعة الحوثيين انتقلت بسرعة من استخدام طائرات مسيرة صغيرة الحجم إلى تطوير نسخة أكبر بشكل طائرة تصنفها الأمم المتحدة بـ "المركبة الجوية غير المأهولة" أو "UAV-X"، وهي قادرة على قطع مسافة تتجاوز 1400 كلم، ما يضع عاصمتي السعودية والإمارات في مرمى نيرانها.
وأوضحت أن هذه الطائرة استخدمت لأول مرة لاغتيال مسؤولين في التحالف، في يناير الماضي، إذ هاجم الحوثيون بواسطتها عرضاً عسكرياً في قاعدة العند باليمن، ما أودى بأرواح ستة أشخاص، بمن فيهم ضابط رفيع المستوى.
وعقب الهجوم على قاعدة العند، أطلق التحالف العربي حملة ضد مواقع الطائرات المسيرة في اليمن، فيما كثف الحوثيون هجماتهم بهذه الطائرات.
وأسقطت دفاعات الجو السعودية خلال الأسابيع القليلة الماضية 17 طائرة مسيرة على الأقل فوق أراضي اليمن والمملكة، حسب مسؤولين سعوديين.
وأكد مسؤول أمريكي للصحيفة أن السعودية والإمارات استثمرتا بشكل ملموس في إنتاج التكنولوجيا المضادة للطائرات المسيرة، غير أن السهولة النسبية لإنتاج هذه الأسلحة تجعل من الصعب محاربتها.
وعلى الرغم من إلقاء السلطات السعودية والأمريكية اللوم على إيران في ما يحققه الحوثيون في هذا المجال، أكدت "وول ستريت جورنال" أن بعض المسؤولين الأمريكيين يتساءلون عن حجم دعم طهران للجماعة في تطبيق هذه المشاريع.