بعد تعثر التوصل لاتفاق تجاري بين البلدين

توقعات باجتماع مرتقب بين الرئيسين الأمريكي والصيني على هامش قمة مجموعة الـ 20

واشنطن (ديبريفر)
2019-05-13 | منذ 4 سنة

توقع  لاري كودلو المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض ، يوم الأحد ، أن يجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الصيني شي جين بينغ ، على هامش قمة مجموعة الـ 20  يومي 28 و29 يونيو المقبل في اليابان ، وذلك بهدف التطرق إلى المأزق الذي آلت إليه محادثات التجارة بين واشنطن وبكين ، والتي اختتمت دون التوصل لاتفاق تجاري نهائي بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

وقال المستشار كودلو لقناة فوكس نيوز الأمريكية  "إن فرص عقد لقاء بين الرئيسيين ترامب و شي خلال قمة العشرين الرئيسية "G20 "في أوساكا باليابان ، هي على الأرجح كبيرة نسبياً".. مشيراً إلى الرسوم الجمركية على الواردات الصينية ستبقى .

وذكر المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض إلى أنه لم يتم تحديد أي خطة عملية ونهائية بشأن باقي المفاوضات.

واختتم مفاوضون تجاريون كباراً أمريكيون وصينيون ، يومي الخميس والجمعة الماضيين ، محادثات في واشنطن دون التوصل لاتفاق تجاري نهائي بات على شفا الانهيار ، مع مضي واشنطن قدماً في خطط زيادة الرسوم على سلع مستوردة من الصين بقيمة مئات المليارات من الدولارات ، واتهمت واشنطن بكين بالتراجع عن العديد من النقاط التي تم بحثها لأشهر بغرض التوصل إلى اتفاق تجاري نهائي بين البلدين .

ودخلت زيادة أمر بها الرئيس ترامب للرسوم الجمركية على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار إلى 25 بالمائة حيز التنفيذ يوم الجمعة، وذلك في وقت كان الوفد الصيني في المحادثات برئاسة نائب رئيس الوزراء الصيني ليو خه موجودا في واشنطن. وفي الاجمال فان قيمة المنتجات الصينية التي فرضت عليها رسوم إضافية من واشنطن تبلغ حاليا 250 مليار دولار.

كما أمر ترامب ببدء الإجراءات بهدف فرض رسوم جمركية على الواردات الباقية البالغة قيمتها نحو 300 مليار دولار.

وقالت بكين إنها سترد، مما يفاقم التوترات في وقت اختتم الطرفان محادثات أخيرة لم تعلن نتائجها بعد.

ودعت الصين وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين والممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر لزيارة بكين لكن بدون تحديد أي موعد للزيارة.

وقال نائب رئيس الوزراء الصيني ليو خه لوسائل إعلام رسمية صينية في الولايات المتحدة ، يوم الجمعة ، إن الصين وأمريكا اتفقتا على إجراء المزيد من محادثات التجارة في بكين، وذلك بعد جولة مناقشات في واشنطن وصفها بأنها صريحة وبناءة.

وذكر ليو إنه لا يعتقد أن اتفاق التجارة المحتمل قد ”انهار“ ، وأن حدوث انتكاسات صغيرة أمر لا مفر منه.. معتبراً أن أمريكا والصين لديهما تفاهمات متبادلة كبيرة لكن لا تزال هناك خلافات بشأن ”قضايا مبدئية“.

وأكد ليو أن الصين لا يمكن أن تقدم تنازلات بشأن تلك ”القضايا المبدئية“، لكنه متفائل بحذر بشأن مستقبل محادثات التجارة.. مشيراً إلى معارضة الصين بقوة إحداث زيادة في الرسوم الجمركية الأمريكية ويتعين عليها أن ترد على تلك الزيادة.

وتشترط واشنطن خفضا لعجزها التجاري الضخم مع بكين (378 مليار دولار في 2018) و”تغييرات بنيوية” مثل وضع حد للنقل التلقائي للتكنولوجيا وحماية الملكية الفكرية الأمريكية إضافة إلى إلغاء الدعم الحكومي الصيني للشركات العامة.

أمس السبت ، دعا الرئيس الأمريكي الصّين إلى إبرام اتّفاق تجاري مع بلاده الآن، مُحذّراً إيّاها من أنّ الوضع سيكون “أسوأ بكثير” إذا ما استمرّت المفاوضات التجاريّة خلال ولايته الرئاسيّة الثانية المحتملة.

ويخضع أكثر من 250 مليار دولار من الواردات الصينيّة لرسوم جمركيّة عقابيّة، رُفِعت الجمعة من 10 إلى 25 في المائة على ما يُساوي 200 مليار دولار من البضائع الصينيّة.

وأمرَ ترامب بإطلاق إجراءات تُتيح فرض رسوم جمركيّة على بقيّة الواردات الصينيّة وقيمتها 300 مليار دولار.

ولن يكون هذا الرّفع الجديد للرسوم الجمركيّة على الأرجح فاعلاً إلا بعد بضعة أشهر، لكنّ التلويح به يُتيح تشديد الخناق على الصين في المفاوضات التجاريّة الشاقة.

وقال ترامب على تويتر “أعتقد أنّ الصّين شعرت بأنّها تعرّضت لضربة مبرحة في المفاوضات الأخيرة، إلى درجة أنّها قد تنتظر الانتخابات المقبلة في 2020، لكي ترى ما إذا كان سيُحالفها الحظّ ويتحقّق فوزٌ للحزب الديموقراطي ، وفي هذه الحالة ستُواصل سرقة الولايات المتحدة بـ500 مليار دولار في السنة”.

وأضاف “المشكلة الوحيدة هي أنّهم (الصينيّون) يعلمون أنّني سأفوز (أفضل أرقام اقتصاد وتوظيف في تاريخ الولايات المتحدة، وأكثر من ذلك بكثير)، والاتّفاق سوف يُصبح أسوأ بكثير بالنسبة إليهم إذا كان لا بُدّ من التفاوض بشأنه خلال ولايتي الثانية. سيكون من الحكمة بالنسبة إليهم أن يتصرّفوا الآن. ولكن (في الانتظار) أحبّ جمع رسوم جمركيّة كبيرة!”.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، ربط  إلغاء الرسوم الجمركية الأمريكية على واردات سلع الصين ، التي دخلت حيز التنفيذ يوم الجمعة ، بنتيجة محادثات التجارة بين واشنطن وبكين ، والتي اختتمت دون التوصل لاتفاق تجاري نهائي بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

وقال ترامب في تغريدة على تويتر ، مساء الجمعة ، إن محادثات التجارة بين واشنطن وبكين  ستستمر في المستقبل، وإن الإلغاء أو الإبقاء على الرسوم الجمركية الأمريكية مرهون على نتيجة المفاوضات.

وأضاف ترامب "على مدار اليومين الماضيين، أجرت الولايات المتحدة والصين محادثات صريحة وبناءة بشأن وضع العلاقات التجارية بين البلدين" مشيداً بعلاقته بالرئيس الصيني شي جين بينغ .. ومشيراً إلى إن المحادثات بين الجانبين ستستمر.

وتابع ترامب قائلا "في غضون ذلك، الولايات المتحدة فرضت رسوماً جمركية على الصين قد تلغى وقد لا تلغى تبعاً لما يحدث في المفاوضات مستقبلا".

ودافع ترامب في سلسلة من التغريدات الصباحية ، الجمعة ، عن قراره بفرض رسوم إضافية على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار أمريكي،  وقال إن الرسوم ستُقدم دفعة للولايات المتحدة أكثر من أي اتفاق.

وكتب ترامب ”ستقدم التعريفات لبلادنا ثروة أكثر بكثير من أي اتفاق استثنائي من النوع التقليدي“.

وأكد ترامب إن ”المباحثات مع الصين مستمرة بأسلوب شديد التوافق ، وأنه ما من حاجة إلى التعجل على الإطلاق“ ، مضيفاً ”سنواصل التفاوض مع الصين على أمل ألا تحاول مجددا التراجع عن اتفاق“.

ويصر ترامب على أن الصين ستدفع الرسوم لا المستهلكين الأمريكيين ، لكن أسعار عدد من المنتجات ارتفعت مع تحمل الشركات الأمريكية التكاليف.

والضرائب الجديدة التي فرضها ترامب تُحتسَب على المستوردين الأمريكيين للبضائع الصينية وليس على المصدّر الصيني، وتدخل قيمتها ضمن أسعار البيع الخاصة بهم.

وبذلك، تجد الطبقة الوسطى الأمريكية نفسها أمام خطر دفع أسعار أعلى مقابل سلع الاستهلاك الجاري.

وتقول  منظمة “ترايد بارتنرشب”، أن رفع الرسوم الجمركيّة الذي دخل حيّز التنفيذ الجمعة يؤدّي إلى رفع قيمة المصاريف السنوية لعائلة أمريكية من أربعة أفراد بـ767 دولاراً.

وانتهج ترامب سياسة ”أمريكا أولا“ التي تهدف إلى إعادة توازن التجارة العالمية لصالح الولايات المتحدة.

وتتهم إدارة ترامب، الصين بممارسات تجارية غير نزيهة، مشيرة إلى الدعم الحكومي المقدم للشركات، وعمليات النقل المفروضة في التكنولوجيا الأمريكية لدخول السوق الصينية، وسرقة الملكية الفكرية.

كذلك تطالب الإدارة الأمريكية، بكين بشراء مزيد من السلع الأمريكية لتقليص خلل كبير في الميزان التجاري، وتسهيل دخول الشركات الأجنبية السوق الصينية.

بكين لا تخضع للتهديدات

من جهتها، تؤكّد بكين أنّها لن تخضع للتهديدات ، حيث أعلن المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية غاو فينغ الجمعة أن “الصين لن تستسلم في مواجهة الضغط”.. معرباً عن أسف بلاده بشدة" للقرار الأمريكي ، وكرر تعهد بكين باتخاذ "التدابير المضادة اللازمة" دون تقديم أي تفاصيل ، في مؤشر لتدهور حاد في العلاقات بين البلدين بعد أشهر من المحادثات.

وقال المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية في مؤتمر صحافي وقتها في بكين إن “الصين وفت بوعودها وهذا لم يتغير يوما”، من دون أن يحدد ماهية الإجراءات التي قد تتخذها بلاده، لكنّه حذّر بأن الصين “مستعدة لكل الاحتمالات”.

ومنذ العام الماضي تبادل الطرفان فرض رسوم جمركية على أكثر من 360 مليار دولار من التجارة الثنائية، ما أضر بالصادرات الزراعية الأميركية إلى الصين وبقطاعي التصنيع في البلدين.

ودعا صندوق النقد الدولي الجانبين لاتخاذ قرار سريع محذرا من أن الخلاف التجاري يشكل "تهديدا" للنمو العالمي.

وتخوض الصين والولايات المتحدة مفاوضات مكثفة لإنهاء حرب تجارية مستمرة بين أكبر اقتصاديين في العالم منذ أشهر وأثارت اضطراباً في الأسواق العالمية.

وحذر صندوق النقد الدولي ، في 12 أبريل  ، من الإفراط  في التفاؤل بشأن مصير محادثات التجارة بين واشنطن وبكين ، معتبراً أن الفشل في الوصول إلى اتفاق بين أكبر عملاقين اقتصاديين في العالم قد يثير رد فعل حاد في الأسواق.

وتسبب النزاع التجاري بين أكبر اقتصاديين في العالم في هبوط حاد في أسواق الأسهم وأضر بأسعار الخام، ليغطي على التوترات الجيو سياسية وانخفاضات في الإمدادات من أمريكا اللاتينية وأفريقيا والشرق الأوسط.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet