نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، اليوم السبت، عن مصادر خليجية مطلعة، قولها إن عدد من دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها السعودية، وافقت على طلب الولايات المتحدة الأمريكية، لإعادة نشر قواتها في مياه الخليج، وأراضي دول خليجية.
وقالت المصادر إن الموافقة جاءت بناء على اتفاقات ثنائية بين الولايات المتحدة ودول خليجية، حيث يهدف الاتفاق الخليجي- الأمريكي إلى ردع إيران عن أي اعتداءات محتملة قد تصدر منها، بفعل سلوكياتها المزعزعة لأمن المنطقة واستقرارها، حسب الصحيفة.
وأكدت المصادر ذاتها أن الدافع الأول لإعادة انتشار القوات الأمريكية في دول الخليج هو القيام بعمل مشترك بين واشنطن دول الخليج، لردع إيران عن أي محاولة لتصعيد الموقف عسكرياً ومهاجمة هذه الدول أو مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، وليس الدخول في حرب معها.
وكشفت مصادر دبلوماسية عربية للصحيفة السعودية التي تصدر في لندن، عن اتصالات مكثفة تجري حالياً بين عدد من العواصم العربية من أجل التجهيز لعقد قمة عربية محدودة على هامش القمة الإسلامية التي تشهدها مكة المكرمة في العشر الأواخر من شهر رمضان.
وذكرت المصادر التي اشترطت عدم الإفصاح عنها، أن هذه القمة العربية في حال عقدها ستضم عدداً من الدول العربية التي سيحضر قادتها القمة الإسلامية، والتي تجمعها مبادئ ورؤى منسجمة حيال التطورات الإقليمية والدولية.
وتسارعت وتيرة التصعيد في منطقة الخليج، مؤخرا بصورة غير مسبوقة، مع قيام واشنطن بتعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط وإرسالها حاملة طائرات هجومية أبراهام لنكولن والسفينة الحربية أرلنغتون وقطع مرافقة، وقاذفات من طراز بي-52 ، وصواريخ باتريوت في استعراض للقوة إلى منطقة مياه الخليج لمواجهة ما قالت إدارة الرئيس دونالد ترامب إنها "مؤشرات واضحة" على تهديدات بهجمات وشيكة ضد القوات الأمريكية ومصالحها في المنطقة، مصدرها إيران.
والمواجهة بين إيران والقوات الأمريكية بالخليج ليست بجديدة، ففي أواخر الثمانينيات وقع اشتباك بين البحريتين الأمريكية والإيرانية بعد اتهام طهران بزرع ألغام في ممرات ملاحية.
ومنذ ذلك الحين، يحاول الحرس الثوري توجيه رسالة بشأن قوته البحرية وذلك بالقيام بعمليات وتدريبات عسكرية منتظمة بالخليج، واحتجزت بحريته عسكريين بريطانيين عامي 2004 و2007، وعشرة من البحارة الأمريكيين في عام 2016. وأفرجت إيران عنهم جمعيا في النهاية.
وفي السنوات الأخيرة، نفذ الحرس الثوري الإيراني مناورات عسكرية ومهمات خارج الخليج. وقامت قوات خاصة من بحريته بعمليات لمكافحة القرصنة على مدار أربعة أشهر تقريباً في خليج عدن عام 2012، وذلك وفقا لما قاله قائدهم آنذاك.