"سي إن إن": الحوثيون نهبوا الغذاء المخصص للنازحين والمتضررين من حرب اليمن

نيويورك (ديبريفر)
2019-05-21 | منذ 4 سنة

أحد مخازن برنامج الغذاء العالمي في اليمن - أرشيف

اتهمت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، بنهب وسرقة مساعدات غذائية مخصصة للنازحين والمتضررين من الحرب المستمرة في هذا البلد الفقير للعام الخامس على التوالي.

وقالت "سي إن إن" إنها أجرت تحقيقاً سرياً في عشرات المناطق في اليمن، ووجدت أنه تم تسليم المساعدات للمستفيدين "على الورق فقط".

واكدت الشبكة في تقرير لها أمس الإثنين أنه "في الواقع، لم يتم مساعدة العديد من العائلات، وبعضاً من الأطعمة يتم سرقتها من قبل جماعة الحوثيين المدعومين من إيران، على نطاق أكبر بكثير مما تم الإبلاغ عنه من قبل".

وذكرت الشبكة الإخبارية الأمريكية العريقة أن الامم المتحدة وجدت العام الماضي، أن 1 في المئة من المساعدات كانت مفقودة، معترفة بأن إساءة المعاملة قد تكون أكثر انتشارا.

وأشارت "سي إن إن" إلى أن الأمم المتحدة تشتبه في أن الإمدادات يتم تحويلها بعيداً عن الأطفال الجائعين نحو المقاتلين أو مؤيدي القوات المدعومة من إيران التي تسيطر على معظم البلاد، رغم أن الحوثيين ومسؤوليهم ينكرون ذلك".

ويعيش اليمن منذ أكثر من أربع سنوات، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية، ما أنتج أوضاعاً إنسانية صعبة، جعلت معظم سكان هذا البلد الفقير بحاجة إلى مساعدات عاجلة، في أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة "الأسوأ في العالم".

ونقلت "سي إن إن" الإخبارية، وصف مدير تنسيق المساعدات في جماعة الحوثيين، تلك المزاعم بأنها مزاعم "مجنونة".

وأفادت الشبكة الاخبارية الأمريكية أن أهالي منطقة بني قيس في محافظة حجة (شمال غربي اليمن) الحدودية مع السعودية لم يتلقوا أي حبوب أو زيت للطهي أو غيرها من إمدادات المساعدات لأسابيع وأسابيع.

واعتبرت "إنهم ضحايا لنقاش بين برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ووكالة مساعدات عينها الحوثيون وكانت لديهم عقود لتوزيع أغذية البرنامج، ولكنهم فشلوا في معرفة من الذي حصل على ماذا".

ونقلت عن مصادر إنسانية ومحلية لم تسمها، القول إن "المساعدات قد توقفت الآن لأن الزعماء القبليين المحليين المرتبطين بحكومة الحوثيين يعطلون عملها".

يأتي إتهام شبكة الأمريكية الإخبارية بعد ساعات قليلة من إتهام مماثل لجماعة الحوثيين من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الذي هدّد  بوقف توزيع المساعدات الغذائية في مناطق سيطرة جماعة الحوثيين (أنصار الله) في شمال اليمن، بسبب مخاوف من وقوع "اختلاسات" وعدم إيصال المساعدات لمستحقيها، فيما أعلنت الجماعة رفضها إدخال شحنة من دقيق القمح تابعة للبرنامج "بسبب احتوائها على حشرات".

وقال برنامج الأغذية العالمي يوم الاثنين في بيان إنه يبحث تعليق إرسال المساعدات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن بسبب القتال وانعدام الأمن والتدخل في عمله.

وأضاف البرنامج التابع للأمم المتحدة: "لا يستطيع العاملون في المجال الإنساني في اليمن الوصول إلى الجياع ويتم منع قوافل المساعدات وتتدخل السلطات المحلية في توزيع الغذاء. يجب أن يتوقف ذلك".

ويعكس تهديد برنامج الأغذية، الذي يوفر الطعام لأكثر من عشرة ملايين شخص في أنحاء اليمن، ما قال إنها "عراقيل توضع في طريقنا" حد تعبيره.

واكد البرنامج إنه يواجه "تحديات يومية نتيجة القتال المتواصل وانعدام الأمن في اليمن. ومع ذلك فإن التحدي الأكبر لنا ليس من المدافع التي لم تسكت حتى الآن في هذا القتا، ولكن من الدور المعرقل وغير المتعاون من بعض قادة الحوثيين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم".

وأوضح البيان أن "تعليق المساعدات الذي سيتم على مراحل سيكون الملجأ الأخير وإن عمليات التغذية التي تستهدف مباشرة النساء والأطفال الذين يعانون من سوء تغذية سوف تتواصل".

وأوضح البرنامج أنه "تفاوض في السابق مع زعماء لحل مشكلات منها عندما أعاق التحالف الذي تقوده السعودية ويقاتل الحوثيين، وصول رافعات إلى ميناء الحديدة الرئيسي وقطع إمدادات الغذاء من خلال محاصرة الميناء".

وقال برنامج الأغذية العالمي، إن المفاوضات مع قادة الحوثيين لإتاحة الوصول إلى الجياع لم تسفر حتى الآن عن أي نتائج ملموسة رغم أن بعضهم قدم تعهدات إيجابية.

ومضى يقول" للأسف فإنهم (بعض قادة الحوثيين) يتعرضون للخذلان من زعماء حوثيين آخرين تراجعوا عن الضمانات التي أعطوها لنا بشأن منع تحويل مسار المواد الغذائية والاتفاق في النهاية على تحديد المستفيدين وإجراء عملية تسجيل باستخدام الإحصاء الحيوي".

وكانت جماعة الحوثيين (أنصار الله)، قالت يوم الأحد الفائت، إن الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة الخاضعة للجماعة، رفضت دخول شحنة من دقيق القمح تقدر بـ163 ألف كيس لمخالفتها للمواصفات القياسية المعتمدة.

وبحسب وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في صنعاء والتي يديرها الحوثيون فقد أظهرت الفحوصات التي أجريت وجود حشرات في شحنة الدقيق التي تم رفض دخولها عبر ميناء الحديدة غربي البلاد.

وتعدُّ العمليات الإنسانية لبرنامج الأغذية العالمي الإنسانية في اليمن هي أكبر عملياته على مستوى العالم. ويزعم البرنامج إنه يسعى حالياً إلى زيادة نطاق المساعدات الغذائية لليمن لتصل إلى نحو 12 مليون شخص؛ أي ما يعادل 40 بالمئة من عدد السكان.

وفي 31 ديسمبر الماضي، اتهم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، جماعة الحوثيين (أنصار الله)، بنهب وسرقة المساعدات الغذائية المخصصة لملايين المحتاجين في البلاد وبيعها في أسواق المحافظات والمدن الخاضعة لسيطرة الجماعة.

وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، في بيان حينها، إنه بعد سماع البرنامج بأن مساعدات غذائية إنسانية تباع في السوق المفتوحة في صنعاء، وجد أن كثيراً من الأشخاص لم يتسلموا حصص الغذاء المستحقة لهم وأن منظمة واحدة على الأقل من الشركاء المحليين تابعة لوزارة التربية والتعليم الخاضعة لسيطرة الحوثيين تمارس احتيالاً.

واعتبر بيزلي أن "هذا الفعل يصل إلى سرقة الطعام من أفواه الجائعين، في وقت يموت فيه الأطفال في اليمن لأنهم لا يملكون ما يكفي من طعام، ويعد هذا فعلا شائناً، يجب أن يتوقف هذا السلوك الإجرامي على الفور".

وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 24 مليون يمني، أي أكثر من 80 بالمئة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet