قالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بنسختها في الرياض وعدن، والتابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، إن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، أكد أن المنظمة الأممية ستعلق توزيع المساعدات في اليمن إذا استمرت جماعة الحوثيين في إعاقة وصولها إلى المحتاجين في هذا البلد الفقير الذي يعيش حرباً دامية للعام الخامس على التوالي.
ونقلت الوكالة عن لوكوك في مؤتمر صحفي عقب اجتماع رفيع المستوى بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الرياض أمس الأربعاء، قوله إن الأمم المتحدة تحقق في جميع الحالات التي يقوم بها الحوثيين الخاصة بنهب المساعدات الإنسانية ووضع العراقيل أمام المنظمات الأممية، و"سنعلق توزيع المساعدات إذا استمرت هذه الانتهاكات وإذا لزم الأمر".
وذكرت الوكالة أن المسؤول الأممي أدان "الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق العمل الإنساني في اليمن".. موضحاً أن عملية إعادة البناء والنهوض بالاقتصاد اليمني ومعالجة الأضرار المادية ستحتاج لأعوام طويلة.
وأشارت إلى أن لوكوك أشاد "بدعم السعودية والإمارات للعمل الإنساني والإغاثي في اليمن، وذلك من خلال تقديمهما 1.5 مليار دولار أمريكي في مؤتمر المانحين خلال شهر فبراير الماضي، وكذلك منحهما 930 مليون دولار للشعب اليمني، كما قدما 300 مليون دولار من تعهد سابق لهما في نوفمبر الماضي، إضافة إلى دورهما في وصول المساعدات في مدينة الحديدة، الأمر الذي مكّن الأمم المتحدة من تسريع عمليات الإغاثة وتلبية الاحتياجات الغذائية".
وأوضحت وكالة (سبأ) التابعة للحكومة اليمنية "الشرعية"، أن الاجتماع "ناقش الوضع الإنساني في اليمن واستعرض تقرير الأمم المتحدة ومنحة المملكة والإمارات لليمن لعام 2018م، ومراجعة تقارير اللجنة الفنية للمنحة السعودية والإماراتية وبحث المقترحات حولها".
ولفتت إلى أن الاجتماع حضره، المستشار بالديوان الملكي السعودي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة، ومندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي، ووزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة ريم الهاشمي، ومساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية بالإمارات سلطان الشامسي، والممثل المقيم للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي، بالإضافة إلى خالد المولد من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا).
يأتي تلويح الأمم المتحدة بتعليق المساعدات الإنسانية إلى اليمن في ظل اتهامات وجهها برنامج الأغذية العالمي، لجماعة الحوثيين بنهب تلك المساعدات وإعاقة وصولها للمحتاجين.
ويعيش اليمن منذ أكثر من أربع سنوات، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية.
وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن الناجمة عن الحرب بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمئة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.
وأمس الأربعاء توقع المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، أن تتسبب انتقاداته العلنية لجماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن بمزيد من التضييق على أعمال الإغاثة في المناطق الخاضعة لسيطرتها شمالي اليمن.
ونقلت "بي بي سي" البريطانية عن بيزلي قوله إن انتقاداته العلنية غير المعتادة قد تتسبب في رد فعل من جهة الحوثيين، بمزيد من التضييق على عمال الإغاثة، مضيفاً لكن الأطفال يموتون بسبب هذا "الوضع المزري".
وذكر إن جهود البرنامج للوصول للمحتاجين تتعرض لعراقيل مستمرة، معرباً عن قلق عميق إزاء تحويل مسارات المساعدات الغذائية في بعض مناطق اليمن التي يسيطر عليها الحوثيون.
وأردف بيزلي "وهذا الوضع يخرق المعايير الدولية الإنسانية الأساسية، لأن الأبرياء يعانون من سرقة الطعام والتلاعب بالمساعدات الغذائية والفساد." وتابع: "أعلم أن هذه ليست طبيعة الحوثيين وقادتهم. أعلم أن هناك قادة صالحين، وأتمنى أن يتغلبوا (على الفاسدين)."
وكان برنامج الأغذية العالمي هدد بتعليق تدريجي للمساعدات الغذائية في مناطق سيطرة جماعة الحوثيين بسبب مخاوف من وقوع "اختلاسات" وعدم إيصال المساعدات لمستحقيها.
وقال برنامج الأغذية في بيان نشره موقع أخبار الأمم المتحدة يوم الإثنين الماضي إن "العاملين في المجال الإنساني في اليمن لم يُمنحوا حق الوصول إلى الجياع. كما تم حظر قوافل المساعدات، فيما تدخلت السلطات المحلية في عملية توزيع الأغذية".
وذكر البيان أنه "تم وضع عقبات متكررة أمام عملية اختيار البرنامج المستقلة للمستفيدين من مساعداته، وطُلب وقف نظام التسجيل البيومتري الذي من شأنه أن يسمح للبرنامج بتحديد واستهداف أكثر الجوعى وضمان استفادتهم من المساعدات الغذائية".
وأشار البيان إلى أن المفاوضات مع زعماء الحوثيين حول مسألة الوصول المستقل إلى الجياع لم تسفر عن نتائج ملموسة، لافتاً إلى أنه فيما تعهد بعض قادة الحوثيين بالتزامات إيجابية، فإن قادة حوثيين آخرين يعملون بخلاف تلك الالتزامات.