مع هجوم وشيك للتحالف العربي على المدينة ومينائها

مجلس الأمن يدعو إلى خفض التصعيد في مدينة الحديدة اليمنية

نيويورك – ديبريفر
2018-06-12 | منذ 6 سنة

مجلس الأمن الدولي

 Story in English: https://debriefer.net/news-881.html

 دعا مجلس الأمن الدولي، اليوم الاثنين، التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية وحليفتها الإمارات، إلى خفض التصعيد العسكري في محافظة الحديدة وميناءها الاستراتيجي غربي اليمن.

  جاء ذلك في جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن الدولي مساء اليوم الاثنين، بناء على طلب بريطانيا، أحد أعضاء المجلس الدائمين، لمناقشة التداعيات الإنسانية للمعارك الدائرة الحالية بين القوات اليمنية المشتركة مدعومة من التحالف العربي والحوثيين على مشارف مدينة الحديدة الواقعة على ساحل البحر الاحمر.

ويعد ميناء الحديدة بمثابة الشريان الحيوي الأول، لاستقبال معظم الواردات التجارية وإمدادات الإغاثة والمساعدات الإنسانية العاجلة لسكان البلد الذي مزقته الحرب لأكثر من ثلاثة أعوام.

 وقال بيان صادر عن مجلس الأمن عقب الاجتماع المغلق أن المجلس بحث خلال اجتماعه كافة السبل الكفيلة بإثناء التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات عن شن هجوم شامل لانتزاع مدينة الحديدة ومينائها من الحوثيين الذي يسيطرون عليها منذ أواخر 2014.

 واكد مجلس الأمن الدولي في بيانه أهمية عودة جميع أطراف الأزمة في اليمن إلى طاولة المفاوضات السياسية باعتبارها الطريق الوحيد للتوصل إلى حل في اليمن.

 وكان مسؤولون كبار بوكالات الإغاثة الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى تزود التحالف بالأسلحة ومعلومات استخباراتية، حثوا على دفع التحالف العربي للعودة إلى المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة مع الحوثيين المدعومين من إيران لوقف إراقة الدماء وإنهاء الحرب الدائرة في اليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات.

 وعقب اجتماع مجلس الأمن، اليوم، قال الرئيس الدوري للمجلس، السفير الروسي، فاسيلي نيبيزيا، أن تطوراً خطيراً يحدث حاليا حول مدينة الحديدة وميناءها الحيوي في ضوء إبلاغ الإمارات بريطانيا بهجوم عسكري وشيك على الحديدة خلال ساعات.

 وأضاف السفير الروسي للصحفيين "الموقف صعب في الحُديدة في ضوء تصاعد حدة الاشتباكات العنيفة بين الحوثيين وقوات التحالف العربي، بقيادة السعودية".

 وتابع: "نحن قلقون إزاء التداعيات المترتبة علي التصعيد وآثار ذلك علي حياة المدنيين.. أجرينا مناقشات تفصيلية مع المبعوث الخاص، ونتمنى أن نصل إلى حل سريع".

 وأوضح نيبيزيا أن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون إنسانية، مارك لوكوك، والمبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، قدما إحاطتين خلال الجلسة، وأن الجميع ناقشوا ضرورة "خفض التصعيد".

 واستطرد: "جميعنا يأمل في أن يتمكن غريفيث من التوصل الي حل، واتفق أعضاء المجلس على ترك ملف اليمن في يد المبعوث الخاص، وسنسمع منه إحاطة أخرى، في 18 يونيو/ حزيران الجاري، واتفقنا أن تبقي مسألة اليمن قيد نظر المجلس، وسنجتمع عند الحاجة".

 من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غويتريس، إن المبعوث الأممي مارتن غريفيث يجري "مفاوضات مكثفة بشأن مصير الميناء".

 واعرب غويترس عن أمله "في أن نجد سبيلا لتجنب المواجهة العسكرية في الحديدة".

 وأطلع غريفيث أعضاء مجلس الأمن، على تطورات الأوضاع من خلال الفيديو، مع مدير المساعدات في الأمم المتحدة مارك لوفكوك.

 فيما قالت سفيرة بريطانيا في مجلس الأمن الدولي، كارين بيرس، قبل الاجتماع، وفقا لفرانس برس: "نحن ندرك مخاوف الإمارات الأمنية والتي يجب معالجتها.. ولكننا كذلك قلقون بشأن الوضع الإنساني".

 كما قال سفير هولندا في المجلس، كارل فان أوستيروم، إنه "من المهم جدا بالنسبة إلينا أن يجتمع المجلس ويوجه إشارة مشتركة ورسالة سياسية واضحة جدا للأطراف المعنيين.. يجب ألا نرى هجوما على ميناء الحديدة".

  وكان وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، أصدر بيان قبل الاجتماع أكد فيه أن الولايات المتحدة تتابع التطورات في الحديدة باليمن وأنه تحدث مع قادة إماراتيين.

  وأضاف بمبيو: "تحدثتُ مع القادة الإماراتيين وأوضحت رغبتنا في مراعاة هواجسهم الأمنية مع الحفاظ على التدفق الحر للمساعدات الإنسانية والواردات التجارية المنقذة للحياة".

 واستطرد "نتوقع من جميع الأطراف أن تفي بالتزاماتها من خلال العمل مع مكتب الأمم المتحدة للمبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن حول هذه القضية وكذلك دعم العملية السياسية لحل هذه النزاع وضمان وصول المساعدات الإنسانية للشعب اليمني فضلا عن رسم خارطة سياسية مستقرة لليمن في المستقبل".

  فيما كانت وزارة التنمية الدولية البريطانية قالت أمس الاحد إن الامارات أبلغتها بأنها أمهلت منظمات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية ثلاثة أيام لمغادرة مدينة الحديدة الساحلية غربي اليمن.

 وذكرت الوزارة إنها وجهت مذكرات رسمية إلى منظمات الإغاثة الانسانية الدولية تدعوها إلى وضع خطط طوارئ لهجوم وشيك على ميناء الحديدة الاستراتيجي، وفقا لصحيفة "الغارديان".

 وتقول المذكرة الموجهة من وزارة التنمية الدولية في بريطانيا، إلى وكالات الإغاثة: "نحن نبذل كل ما في وسعنا عبر القنوات الدبلوماسية لمنع هجوم على الحديدة، لكن على الرغم من هذه التصرفات، فإن الهجوم العسكري يبدو الآن وشيكا".

 واضافت " الإماراتيون في اليمن أبلغونا بأنه سيُسمح لمدة 3 أيام لكي يغادر أفراد منظمات الأمم المتحدة وشركاؤها مدينة الحديدة غربي اليمن".

 إلى ذلك كشفت مصادر في الأمم المتحدة، اليوم الاثنين، أن مبعوث الامين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث وصل الأحد إلى  الامارات في اطار مساعيه لوقف هجوم وشيك لاقتحام مدينة الحديدة والسيطرة على الميناء الذي يعد نقطة الدخول الرئيسية للطعام والإمدادات الضرورية لتخفيف المجاعة ومواجهة تفشي الكوليرا.

 تأتي التطورات المتسارعة حول مدينة الحديدة وميناءها المثير للجدل في وقت أكدت مصادر عسكرية وصول تعزيزات وتجهيزات عسكرية اماراتية ضخمة إلى مشارف مدينة الحديدة ، إحدى أهم المدن الاستراتيجية للبلاد، لحسم المعركة وانتزاع السيطرة عليها من قبضة قوات الحوثي التي تسيطر عليها منذ أواخر ٢٠١٤.

 وأكدت صحيفة البيان الإماراتية اليوم الإثنين أن "تعزيزات كبيرة وصلت إلى مدينتي الدريهمي وحيس لإسناد القوات هناك استعداداً لتحرير مدينة الحديدة ومينائها".

 وتضم التعزيزات المئات من الجنود الذين تم تدريبهم بإشراف التحالف العربي والعتاد الدبابات والمعدات العسكرية.

 وأكدت المصادر أن هذه القوات ستساند القوات اليمنية المشتركة التي تتقدم من منطقة الطائف إلى منطقة منظر، أولى أحياء مدينة الحديدة.

 كما ستشارك قوات أخرى في السيطرة على بقية مزارع منطقة الحسينية بمديرية بيت الفقيه جنوب الحديدة والتقدم نحو مديرية المنصورية لقطع طرق إمدادات قوات الحوثي عن تجمعاتها في مديريتي زبيد وبيت الفقيه.

 وكانت معارك واشتباكات عنيفة جرت خلال الثلاثة الايام الماضية بين  قوات يمنية مشتركة مكونة من ألوية العمالقة الجنوبية والمقاومتين التهامية وقوات طارق نجل شقيق الرئيس السابق الراحل علي عبدالله صالح بدعم وإسناد من الإمارات وقوات الحوثي بالقرب من مدينة الحديدة خلفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الطرفين.

  وحذرت الامم المتحدة الجمعة الماضية من مخاطر الهجوم على ميناء الحديدة الاستراتيجي 260 كيلومتر غرب صنعاء وإمكانية وقوع كارثة إنسانية وتداعيات خطيرة جراء المعارك الدائرة، منذ نحو أكثر من شهر ، بمحافظة الحُديدة الساحلية.

وقالت ليز جراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن يوم الجمعة إن هجوما من المتوقع منذ وقت طويل أن يشنه التحالف بقيادة السعودية على ميناء الحديدة اليمني، قد يزهق أرواح ما يصل إلى 250 ألف شخص.

 واضافت جراندي في بيان ”سيؤثر أي هجوم أو حصار عسكري للحديدة على مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء“.

 وتشعر وكالات إغاثة إنسانية تعمل في اليمن بقلق شديد إزاء العواقب المحتملة للهجوم، وقالت الأمم المتحدة إن ما يصل إلى 600 ألف مدني يعيشون حاليا داخل وحول مدينة الحديدة الواقعة على ساحل البحر الأحمر.

وتقول الأمم المتحدة إن الأزمة الإنسانية في اليمن هي الأسوأ في العالم وإن 22.2 مليون يمني يحتاجون مساعدات إنسانية بينما تهدد المجاعة 8.4 مليون يمني، وهو عدد سيرتفع إلى 18 مليونا هذا العام إذا لم تتحسن الأوضاع.

 وتؤكد الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ومعها لتحالف العربي الداعم لها  أن ميناء الحديدة يمثل العصب الرئيسي الذي تستقبل منه جماعة الحوثي الأسلحة والصواريخ المهربة من إيران ويشكل منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر، ومعبرا لتهريب الصواريخ الباليستية التي تطلقها الجماعة السعودية ، وهو ما تنفيه الجماعة.

 وتقود السعودية تحالفا عربياً عسكريا ينفذ منذ 26 مارس 2015 عمليات برية وجوية وبحرية ضد معاقل جماعة الحوثيين في اليمن دعماً لقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي بغية إعادة للحكم في صنعاء.

 وأسفر النزاع في اليمن عن مقتل نحو 11 الف مدني يمني، وجرح مئات الآلاف، كما شرد الصراع نحو ثلاثة ملايين شخص من منازلهم.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet