أعلن محافظ البنك المركزي اليمني، حافظ معياد، اليوم السبت، أنه تم العمل على ربط فرع البنك في محافظة مأرب، وذلك بعد ساعات من تلويحه بالاستقالة من منصبه جراء حملة تشنها قوى لم يسمها، ضد شخصه لإصراره على ربط فرعي البنك في محافظتي مأرب والمهرة بالمركز الرئيسي ومقره مدينة عدن.
وقال معياد في منشور على صفحته بموقع "فيسبوك" ‘نه "بناءً على توجيهات ومتابعة الرئيس عبدربه منصور هادي، تم العمل على ربط فرع البنك بمارب بالمركز الرئيسي بعدن وبإشراف مباشر من قبل اللواء سلطان العرادة، محافظ مارب، الذي كان لجهوده الدور الكبير في إنجاح عملية الربط، وسيلي ذلك استكمال عملية ربط فرع المهرة".
وأرفق محافظ المركزي اليمني بمنشوره، صورة لمحضر اتفاق بينه ومحافظ مأرب، على ربط فرع البنك في مأرب بالمركز الرئيسي في محافظة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد.
ويظهر في صورة المحضر توقيع محافظ مأرب بتاريخ 31 مايو الفائت، ولا يوجد تأريخ لتوقيع محافظ البنك المركزي الذي لم يوضح في منشوره السبب وراء ذلك.
يأتي إعلان معياد اليوم السبت بعد ساعات قليلة من تلويحه بالاستقالة من منصبه، مساء أمس الجمعة، في حال عدم إلزام فرعي البنك المركزي في مأرب والمهرة بتوريد إيراداتهما إلى المقر الرئيس للبنك في محافظة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد.
وفي منشور له على "فيسبوك" مساء أمس الجمعة، عبر معياد عن استيائه من انخراط قوى لم يسمها، في حملة لجماعة الحوثيين، وصفها بـ"المسعورة" تستهدف شخصه وتشكك في عمله "لإنقاذ الاقتصاد اليمني" حسب تعبيره.
وقال معياد إن هناك "حملة مسعورة منذ أشهر تقوم بها المليشيات الحوثية ضد شخص محافظ البنك وضد كل الخطوات والإجراءات التي يقوم بها لإنقاذ الاقتصاد اليمني، لكن ما يحز في النفس أن تنخرط قوى في هذه الحملة الهستيرية جراء انزعاجها من التحرك الأخير الهادف الى إعادة ربط فرعي البنك المركزي بمأرب والمهرة بمقر البنك المركزي في عدن".
ودعا محافظ البنك المركزي اليمني في منشوره "المنزعج" من يديرون الحملة التي تستهدفه إلى القيام بمهامه، قائلاً: "نطالب الاخوان الذين انزعجوا من طريقة إدارتنا للمعركة الاقتصادية تولي المهمة، ونحن جاهزون لتسليمها لهم بحيث يوفرون حملاتهم الإعلامية الهادفة إلى عرقلة جهود البنك والتشكيك في الإجراءات المتخذة من قبله، وتجييرها لصالح الاقتصاد اليمني".. مضيفاً أن "من المهم أن نضع أمام أعيننا مصلحة 30 مليون يمني قبل أي شيء آخر".
وأكد أنه لا يستطيع البقاء في هذا العمل إلا إذا تم جباية إيرادات فرعي البنك المركزي في محافظتي مارب والمهرة وتوريدها إلى المقر الرئيس للبنك في محافظة عدن جنوبي اليمن، في تلويح واضح بتقديم استقالته.
وأرفق معياد منشوره بفيديوجرافيك، مجهول المصدر، يتهمه بإدارة مؤامرة كبرى على الاقتصاد اليمني وبأنه يد الإمارات وعصى "الشرعية" في تدمير الاقتصاد اليمني وغيرها من التهم.
ووفقاً لمصادر في البنك المركزي اليمني، جاءت تهديدات معياد بالاستقالة بعد محاولة محافظ مأرب، التنصل من اتفاقه مع محافظ البنك والذي أبرمه في 31 مايو الفائت، على إعادة ربط فرع البنك المركزي في مأرب بالمقر الرئيسي في مدينة عدن.
وقال المركز الإعلامي للبنك المركزي، في بيان يوم 31 مايو الفائت، إن اتفاق الجانبين جاء بعد لقاء معياد والعرادة، اليوم السابق في مدينة جدة السعودية وبحضور مدير فرع البنك المركزي بمأرب، جمال الكامل، لمناقشة الإجراءات والحلول الفنية والتقنية المطلوبة لتجاوز أي إشكاليات أو تعقيدات تواجه عملية إعادة فرع مأرب بالمقر الرئيسي للبنك في عدن، وتفعيل الآليات المترتبة على تلك العملية الفنية المطلوبة في الربط.
وجاء الإعلان عن هذا الاتفاق، بعد تصاعد حدة الانتقادات الموجه للحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً، لفشلها في إلزام السلطة المحلية في مأرب التي يسيطر عليها حزب الإصلاح (فرع الاخوان المسلمين في اليمن) بالتوريد إلى البنك المركزي اليمني في عدن، رغم مرور قرابة ثلاثة الأعوام على نقل المقر الرئيسي للبنك من صنعاء إلى عدن.
وآثار تلويح معياد بالاستقالة جدلاً واسعاً لدى الأوساط الاقتصادية والإعلامية في اليمن، وشهدت منصات التواصل الاجتماعي تضامنا من النشطاء والمتابعين مع معياد ضد ما اعتبروها "حملة" تستهدفه من قوى نافذة في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً تسيطر على مقاليد القرار فيها.
كما فتح تأكيد معياد أنه لا يستطيع البقاء في عمله دون الزام فرعي البنك المركزي في محافظتي مأرب والمهرة بتوريد الإيرادات إلى المقر الرئيس للبنك في محافظة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد، باب الانتقادات واسعاً ضد حزب الإصلاح الذي يسيطر على قرار "الشرعية" وعلى محافظة مأرب ومناطق يمنية أخرى، واتهمه عدد كبير من المراقبين والناشطين والمختصين بالتواطؤ مع الحملة التي تستهدف معياد.
وتُعد محافظة مأرب إحدى المحافظات النفطية والغازية، حيث يوجد بها قطاعين لإنتاج وتصدير النفط، فضلاً عن إنتاج وتصدير الغاز من منشأة مأرب الغازية، وتجني إيرادات مالية ضخمة لكن فرع البنك المركزي في هذه المحافظة لا يقوم بتوريدها إلى المقر الرئيس للبنك في عدن.
وبات الوضع المالي أكثر فوضوية منذ قررت حكومة الرئيس هادي "الشرعية" في سبتمبر 2016 نقل مقر البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، فيما رفض الحوثيون هذه الخطوة ما أدى إلى وجود بنكين مركزيين متنافسين يعملان في البلاد، بالإضافة إلى توقف صرف مرتبات حوالي مليون موظف حكومي حتى الآن.
وقبل أن تتملص حكومة الرئيس هادي من تعهداتها بصرف مرتبات جميع الموظفين حينما قررت نقل البنك المركزي إلى عدن، كان البنك في صنعاء يصرف المرتبات لجميع موظفي الجهاز الإداري للدولة في جميع المحافظات رغم سيطرة الحوثيين عليه.