Click here to read the story in English
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" يوم الجمعة إن امرأة وستة مواليد يموتون كل ساعتين بسبب المضاعفات أثناء الحمل أو الولادة في اليمن هذا البلد الغارق في الحرب للعام الخامس على التوالي.
وذكرت المنظمة في تقرير لها بعنوان "الأمومة والأبوة في اليمن في ظل الصراع"، أن معدل وفيات الأمهات ارتفع بشكل حاد منذ تصاعد النزاع، من خمس وفيات للأمهات في اليوم عام 2013 إلى 12 وفاة بين الأمهات يوميا عام 2018.
وأشار التقرير الذي اطلعت عليه وكالة ديبريفر للأنباء، إلى أن امرأة تموت من بين كل 260 أثناء الحمل أو الولادة، وأن ثلاث ولادات فقط من بين كل عشر ولادات تتم في المرافق الصحية.
ويعيش اليمن منذ أكثر من أربع سنوات، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ أواخر العام 2014.
ووفقاً لتقرير اليونيسف يموت طفل واحد من بين 37 مولوداً في الشهر الأول من الحياة. وبالإضافة إلى ذلك، أنجبت واحدة من بين كل 15 فتاة مراهقة تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاماً.
وجاء في التقرير أن "الصراع الوحشي في اليمن لايزال يحرم الأطفال من حقهم في الحياة ، وللناجين منهم، الحصول على أفضل رعاية صحية ممكنة. حيث تتجلى إحدى نتائج الحرب في اليمن على أنها هجوم واضح على الأمومة والأبوة".
ولفتت اليونيسف إلى حاجة 1.1 مليون امرأة حامل ومرضعة إلى علاج لسوء التغذية الحاد والوخيم، مشددة على أن "الحصول على خدمات صحية جيدة قبل الولادة وبعدها هو مفتاح بقاء حديثي الولادة والأمهات".
وحذرت من غياب الخدمات الكافية، بسبب عدم القدرة على الوصول إلى تلك الخدمات وتكاليف النقل غير الميسورة، مما يجعل التوجه إلى مقدمي الخدمات الصحية الملاذ الأخير للنساء والأطفال، خاصة في المناطق النائية والريفية وتلك المتأثرة بالحرب.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف هنريتا فور إن " قدوم مولود جديد إلى الحياة في اليمن يمكن أن يتحول في كثير من الأحيان إلى مأساة للأسرة بأكملها".
وأضافت أن "عقوداً من تدني التنمية وسنوات من القتال العنيف أوصلت الخدمات العامة الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية الأساسية للأمهات والأطفال، إلى حافة الانهيار التام".
وشددت فور على أن "توفر خدمات رعاية الحوامل والولادة بحضور كادر صحي مؤهل أمران ضروريان لبقاء كلاً من الأمهات والأطفال على قيد الحياة".
وأردفت "في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بالذكرى الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل فإننا نجدد النداء لجميع الأطفال - سواءً في اليمن أو في أماكن أخرى من العالم - للتمتع بحقوقهم الكاملة في الصحة والتعليم والحماية والسلام".
وبحسب أحدث بيانات المنظمات الدولية، لا تعمل نصف المرافق الصحية في اليمن بسبب نقص عدد الموظفين أو شح الإمدادات أو عدم القدرة على تغطية التكاليف التشغيلية أو محدودية الوصول، بينما تعاني المرافق العاملة من نقص حاد في الأدوية والمعدات والموظفين، مما يعرض الأرواح للخطر.
ودعت اليونيسف في تقريرها جميع أطراف النزاع والمجتمع الدولي إلى حماية نظام الرعاية الصحية في اليمن، مع إيلاء اهتمام خاص للرعاية الصحية الأولية، وتركيز الموارد على المجتمعات الفقيرة والمهمشة ومجتمعات النزوح.
كما دعت إلى استئناف دفع الرواتب للعاملين في القطاع الصحي، ودعم تقديم حوافز للموظفين المشاركين في تقديم الخدمات المنقذة للحياة، وأيضاً الحفاظ على نظم الحماية الصحية الاجتماعية وتوسيع نطاقها، مثل التحويلات النقدية والقسائم الصحية للأسر الضعيفة.
وأوضحت اليونيسف أنها تدعم تقديم الخدمات المجتمعية ومرافق الرعاية الصحية الأولية، من خلال العمل مع الشركاء على أرض الواقع، مع التركيز على الرعاية المستمرة قبل الحمل وأثنائه، ووقت الولادة وبعدها للأم والطفل