عدن على صفيح ساخن .. الإمارات تدفع بالانتقالي للسيطرة على مؤسسات الدولة

عدن - ديبريفر
2019-06-16 | منذ 4 سنة

قوات المجلس الانتقالي الجنوبي تنتشر في عدد من المناطق الحيوية بعدن

تضاربت الأنباء بشأن صحة تسجيل صوتي مسرب منسوب لقائد عسكري بارز في قوات الحماية الرئاسية بمدينة عدن جنوبي اليمن، كشف فيه عن مخطط إماراتي للسيطرة على المدينة التي تتخذها الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي يوم السبت، تسجيلاً صوتياً منسوباً لقائد اللواء الرابع حماية رئاسية العميد مهران القباطي إن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً أنهى ترتيباته للسيطرة على البنك المركزي والوزارات الحكومية والقصر الرئاسي اليمني في عدن.

وأضاف القباطي أن اجتماعاً برئاسة وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري -وضم القيادات العسكرية والأمنية- خُصص لمناقشة مخطط المجلس الانتقالي الجنوبي لتشكيل مجلس عسكري والسيطرة على مقر البنك المركزي اليمني وشركة مصافي عدن وقصر الرئاسة في منطقة معاشيق.

ونشرت وسائل إعلام محلية اليوم الأحد بياناً منسوباً إلى العميد مهران القباطي نفى فيه ما ورد في تسجيل نسب إليه بشأن مخطط للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً للانقلاب على الحكومة اليمنية "الشرعية".

وجاء في البيان إن "ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي من تسجيل صوتي تمت نسبته لـ قائد اللواء الرابع مدرع حمايه رئاسية العميد مهران محمد سعيد القباطي، وهو يتحدث عن نشوب حرب متهماً الأشقاء في التحالف العربي من دولة الإمارات الشقيقة، مفبرك ولا أساس له من الصحة".

العميد مهران القباطي

وأضاف أن "مانقل غير صحيح إطلاقاً"، مؤكداً "أن عدن العاصمة المؤقتة تنعم بأمنها وسلامتها وهناك جهات إعلامية من قنوات تسعى لتعكير الأجواء وإشعال فتيل الفتنة مستخدمين الفبركة ودبلجة الأصوات لتأجيج الأوضاع" حد قوله.

وأردف البيان أن استخدام هذه الأساليب في الوقت الراهن يهدف إلى "تغيير مسار القضية ولجر البلاد والعباد إلى حرب داخلية طاحنة خدمةً للعدو الخارجي وجماعة الحوثي بعد التقهقر الكبير لهم في الجبهات".

وأكد أن "شرعية فخامة رئيس الجمهورية اليمنية والتحالف العربي في خندق واحد ضد مليشيات الحوثي ، لن نسمح لمروجي الفتنة بأن يمرروا فتنتهم علينا لحدوث اقتتال جنوبي".

وكانت تقارير إخبارية أفادت أمس السبت أن المجلس الانتقالي الجنوبي يحشد قوات جديدة بدعم عسكري ومالي كبير، لفرض سيطرته على المدينة وسط تصاعد المخاوف من انفجار الوضع في المنطقة.

وقال وزير التربية والتعليم في الحكومة اليمنية "الشرعية" عبد الله لملس في منشور بصفحته على "فيسبوك" إن "الشرعية تواجه انقلاباً في صنعاء (في إشارة إلى انقلاب الحوثيين ، كما تواجه تمرداً في عدن في إشارة إلى حلفاء الإمارات في المجلس الانتقالي الجنوبي"، مضيفاً "إن الله مع الشرعية وستخرج منتصرة من بين فكي كماشة".

من جهته قال رئيس صحيفة "الجيش"، الموالية للشرعية في عدن، علي منصور مقراط، في منشور مماثل إن "المشهد في عدن قاتم، والأمور متوترة، وقابلة للانفجار لا سمح الله".

وكان القيادي في الحراك الجنوبي العميد علي السعدي شن هجوماً عنيفاً على الإمارات في مايو الماضي، متهما أبو ظبي بتشكيل "مليشيات" مناطقية تهدد وحدة اليمن واستقراره.

وقال السعدي في منشور بصفحته على فيسبوك "إن البعض لديهم وهم، ويقولون إن الإمارات شكلت جيشاً جنوبياً ودعمته بالمال والسلاح، ولكن الحقيقة أنه حتى اللحظة لا يوجد جيش وإنما مليشيات مناطقية، وهذه المليشيات هي عبارة عن لغم موقوت ستفجره الإمارات في الجنوب متى شعرت بأنه غير مرغوب في بقائها بالبلاد".

فادي باعوم

كما دعا رئيس المكتب السياسي للحراك الجنوبي فادي باعوم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى إخراج الإمارات من التحالف العربي، ووصف الوجود الإماراتي في اليمن بأنه "احتلال لأنه أوجد بؤرا لمليشيات تسيطر على سقطرى وحضرموت وعدن وشبوة والمهرة وأبين وميون وباب المندب في الجنوب".

وأكد باعوم أن "الإماراتيين جاؤوا من أجل مصالحهم وأطماعهم في الجنوب، وليس لأجل الشعب اليمني، فهم لم يتركوا مكانا إلا وسيطروا عليه، بما في ذلك الموانئ ومنابع النفط".

وأنشأت الإمارات العربية المتحدة عدة قوات وتشكيلات عسكرية وأمنية محلية، خصوصاً في المحافظات الجنوبية لليمن، ودربتها وأشرفت على تجهيزاتها وتعمل تحت إمرتها تضم آلاف الجنود في إطار إستراتيجية تزعم الإمارات أنها لمواجهة الحوثيين من جهة، ومحاربة تنظيم القاعدة الذي استغل الحرب الأهلية المستمرة في اليمن للعام الخامس على التوالي وحاول توسيع سيطرته في البلاد.

وفي مايو الماضي أعلن عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، التعبئة العسكرية العامة وتأسيس محاور قتالية وعملياتيه، للتصدي لقوات جماعة الحوثيين (أنصار الله)، وطرد قوات تابعة للحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً ، من جنوبي البلاد.

وقال الزبيدي في اجتماع حينها لقيادات قوات "المقاومة الجنوبية" في مدينة عدن، أنه تقرر أيضاً تشكيل غرفة عمليات موحدة لكافة القطاعات العسكرية والأمنية وقوات المقاومة الجنوبية، لتوحيد العمل والقيادة لإدارة العمليات القتالية وحماية الأمن والاستقرار الداخلي".

والمجلس الانتقالي الجنوبي المسلح، كيان مدعوم من الإمارات العربية المتحدة ثاني أهم دولة في تحالف تقوده السعودية لدعم الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً في حربها ضد الحوثيين.

أنشأت الإمارات العربية المتحدة عدة قوات وتشكيلات عسكرية وأمنية خارج نطاق الشرعية

وتم انشاء المجلس في مايو العام ٢٠١٧، وتنضوي تحت مظلته بعض القوى من جنوبي اليمن تطالب بالانفصال عن شماله واستعادة الدولة في جنوبي البلاد التي كانت قائمة قبل عام 1990 عندما توحد شطري اليمن، ولكن تحت مسمى "الجنوب العربي" وليس "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" السابقة على الرغم من أنه يرفع علمها كعلم للجنوب.

ويُنصِّبُ الانتقالي الجنوبي المسلح نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن المجلس يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.

ولا يقر المجلس الانتقالي الجنوبي المسلح بتبعيته للحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ويؤكد أن مساندته لقوات التحالف بقيادة السعودية تندرج في إطار مساعيه لتحقيق "مشروع استعادة دولة الجنوب" حد تعبيره.

ويفرض الانتقالي الجنوبي، سيطرته العسكرية على أغلب المناطق في مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد. ونفذ المجلس في نهاية يناير 2018، محاولة انقلاب عسكري فاشلة ضد الحكومة الشرعية في عدن راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet