عاود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، من جديد إطلاق تهديداته بشن حرب ضد إيران لمنعها من امتلاك سلاح نووي، وذلك وسط تصاعد التوتر غير مسبوق في المنطقة، عقب إعلان الولايات المتحدة تعزيز وجودها العسكري في المنطقة وتأكيد إيران أنها ستتجاوز قريبا الحد المسموح به من احتياطها من اليورانيوم المخصب بموجب الاتفاق النووي، وتحذيرات روسية صينية من التصعيد العسكري بالمنطقة.
وقال ترامب في مقابلة نشرتها مجلة تايم يوم الأمريكية ، الثلاثاء إنه سيبحث استخدام القوة العسكرية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي لكنه لم يجب على سؤال بشأن ما إذا كان سيلجأ لذلك لحماية إمدادات النفط.
وردا على سؤال عما إذا كان سيفكر في اتخاذ إجراء عسكري ضد إيران لمنعها من امتلاك سلاح نووي أو لضمان حرية تدفق النفط من الخليج، قال ترامب ”قطعا سأجري مراجعة للقوات فيما يتعلق بالأسلحة النووية وسأبقي (الشق) الآخر (من السؤال) علامة استفهام“.
وذكر ترامب إنه يتفق مع تقديرات المخابرات الأمريكية بأن إيران كانت وراء الهجوم على ناقلتي النفط في بحر عمان الخميس، لكنه أعتبر أن عداء طهران للولايات المتحدة أصبح أقل منذ أن أصبح رئيسا لها.
ورغم دعوة بعض الأعضاء الجمهوريين في الكونجرس الأمريكي لرد عسكري، اعتبر ترامب في حديثه للمجلة الأمريكية، إن تأثير أحدث هجمات على ناقلتي نفط نرويجية ويابانية في خليج عمان يبدو ”ضعيفا للغاية“ حتى الآن.
وأضاف ”إذا نظرت في الخطاب الحالي مقارنة بما كان عليه في الوقت الذي أبرموا فيه الاتفاق (النووي الإيراني في 2015)، حين كان (الخطاب) السائد هو ’الموت لأمريكا، الموت لأمريكا، سندمر أمريكا، سنقتل أمريكا‘، لم أعد أسمع هذا كثيرا الآن“. وأضاف” ولا أتوقع أن أسمعه“.
واتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والبنتاغون يوم الجمعة، رسمياً إيران بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف ناقلتي نفط في بحر عمان الخميس، على الرغم من نفي طهران المتكرر، وهو ما زاد من المخاوف من اندلاع مواجهة بين إيران والولايات المتحدة في مضيق هرمز الممر الملاحي الدولي الحيوي لقطاع النفط بمنطقة الخليج والعالم.
ورفضت إيران الاتهامات الأمريكية بشدة، بالوقوف وراء الهجوم الذي وقع يوم الخميس وألحق أضرارا بالناقلتين، خلال عبورهما المنطقة البحرية في خليج عمان الواقعة بين إيران والإمارات العربية المتحدة بالقرب من مضيق هرمز. وقالت إيران إنها تستخدم ككبش فداء ”مناسب“.
في 5 يونيو الجاري، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، استعداده للحوار مع الرئيس الإيراني حسن روحاني ولكن احتمال العمل العسكري الأمريكي ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وارد دائما.
وقال ترامب لتلفزيون (آي.تي.في) البريطاني ”إيران كانت مكانا عدوانيا جدا عندما توليت للسلطة، كانت الدولة الإرهابية الأولى في العالم آنذاك وربما لا تزال أن تكون اليوم“.
وأجاب ردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أنه بحاجة لاتخاذ عمل عسكري” الاحتمال وارد دائما. هل أريد ذلك؟ لا. أفضل ألا يحدث ذلك ولكن هناك احتمالا واردا دائما“.
وقال عندما سئل عما إذا كان مستعدا للحديث مع روحاني ”نعم بالطبع ، أفضل التحاور دائما وإجراء مباحثات مع الرئيس الإيراني حسن روحاني":.مضيفا ": روحاني قال إنه لا يسعى لخوض حرب ضد الولايات المتحدة الأمريكية”.
وأعتبر ترامب، أن الاتفاق النووي مع إيران لم يجد نفعا .. مؤكدا أنه لا يمكن أن يترك إيران تمتلك أسلحة نووية.
وتتهم إسرائيل والولايات المتحدة والسعودية إيران بتأجيج التوتر في الشرق الأوسط ورعاية الإرهاب. وتنفي طهران ذلك.
وتشهد منطقة الخليج العربي توتراً متصاعداً بين الولايات المتحدة وإيران، بسبب الهجمات على ناقلات النفط، وعقوبات واشنطن على طهران واتهامات للأخيرة بمحاولة زعزعة أمن المنطقة.
ودخلت إيران والولايات المتحدة في مواجهة محتدمة الشهر الماضي، بعد عام من انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الدولي المبرم مع طهران عام 2015 وست قوى عالمية، وشددت واشنطن العقوبات على طهران في محاولة للضغط عليها عبر خنق اقتصادها بإيصال صادراتها النفطية إلى مستوى الصفر، من أجل ما تصفه واشنطن بدفع إيران لتقديم تنازلات أكثر من التي قدمتها بموجب اتفاقها النووي عام 2015، مما زاد القلق من إمكانية اندلاع حرب كبرى بالمنطقة بين البلدين في منطقة الشرق الأوسط.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية " البنتاغون " أمس الاثنين " ، إرسال 1000 جندي أمريكي إضافي ومزيد من المعدات العسكرية إلى الشرق الأوسط، وسط توترات مع إيران.
وبحسب بيان لوزارة الدفاع الأمريكية فإن إرسال القوات يأتي استجابة لطلب قيادة القوات المركزية الأمريكية للحصول على قوات إضافية، لأغراض دفاعية فحسب، وبتنسيق بين رئيس هيئة الأركان المشتركة والبيت الأبيض.
وقال القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان ويوم الإثنين "سمحت بإرسال ألف جندي إضافي لأهداف دفاعية من أجل التصدي للتهديدات الجوية والبحرية والبرية في الشرق الأوسط". مؤكدا أن الولايات المتحدة "ستواصل مراقبة الوضع بدقة" من أجل "تعديل حجم القوات" إذا اقتضى الأمر.
تحذير روسي صيني
وحذرت روسيا والصين اليوم الثلاثاء من تصعيد التوتر في منطقة الشرق الأوسط.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، الثلاثاء، أن بلاده تنظر إلى قرار زيادة القوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط استفزاز متعمد لإثارة الحرب.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية تاس عن ريابكوف الثلاثاء قوله، "صرح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبو في سوتشي في مايو الماضي أن الوجود العسكري لبلاده في منطقة الخليج لا يهدف إلى بدء الحرب، بل إلى منع الحرب"، "إذا كان هذا هو الحال، فعلى الولايات المتحدة الامتناع عن زيادة تعزيز قواتها هناك ومن الخطوات الأخرى التي تشمل دفع الحلفاء في أنحاء مختلفة من العالم لزيادة الضغط على إيران".
فيما حذر وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم الثلاثاء العالم من ”فتح أبواب الجحيم“ في منطقة الشرق الأوسط .
وندد وانغ في تصريحات للصحفيين بالضغوط الاقتصادية الأمريكية على إيران.. داعيا طهران إلى عدم الانسحاب من الاتفاق النووي.. مؤكدا إنه يجب على الولايات المتحدة ألا تستخدم ”الضغط المبالغ فيه“ عند تسوية الأمور مع إيران.
وقال وانغ إن الصين” قلقة جدا بالقطع“إزاء الوضع في الخليج ومع إيران ودعا كل الأطراف إلى تهدئة التوتر.
ودعا وزير الخارجية الصيني كل الأطراف إلى مواصلة الاحتكام للعقل والتحلي بضبط النفس وعدم الإقدام على أي تصرفات تصعيدية تثير توترات إقليمية وعدم فتح أبواب الجحيم“.
وأضاف ”وبالأخص ينبغي على الجانب الأمريكي تغيير أساليب الضغط المبالغ فيه التي يتبعها“.
من جهته قال الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الثلاثاء إن بلاده "أوفت بما وقعت عليه. إيران التزمت بالاتفاقات الدولية والطرف الذي يقف بمواجهتنا اليوم هو الطرف الذي سحق كل المعاهدات والاتفاقيات والاتفاقات الدولية".
وأضاف في خطاب بثه التلفزيون الرسمي على الهواء "اليوم نحن في مواجهة مع أمريكا حيث لا أحد في العالم لا يشيد بإيران".
مواصلة الضغط
فيما توعد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اليوم الثلاثاء، بمواصلة الولايات المتحدة حملة الضغط على إيران وستواصل ردع العدوان في المنطقة، لكنها لا تريد للصراع مع طهران أن يتصاعد.
وقال بومبيو للصحفيين في قاعدة ماكديل التابعة لسلاح الجو في فلوريدا “تبادلنا رسائل عديدة مع إيران، وحتى في الوقت الحالي، لنوصل لإيران أننا هناك لردع العدوان، الرئيس ترامب لا يريد الحرب وسنواصل توصيل تلك الرسالة بينما نفعل ما يلزم لحماية المصالح الأمريكية في المنطقة”.
وكثفت واشنطن ضغوطها على طهران، اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، في الآونة الأخيرة بصورة غير مسبوقة، وتسعى واشنطن لوقف صادرات النفط الإيرانية بهدف كبح جماح برنامج إيران النووي وتوسعها في المنطقة، وإجبارها على إبرام اتفاق نووي جديد.
وألحقت العقوبات الأمريكية أضراراً فادحة بالاقتصاد الإيراني، حيث ارتفعت معدلات التضخم وانخفضت قيمة العملة الوطنية فيما باتت أسعار الواردات باهظة الثمن.