اليمن: حكومة الشرعية تنتفض في وجه الإمارات ووزير الدولة يصفها بالاحتلال "تقرير"

الرياض - سقطرى (ديبريفر)
2019-06-20 | منذ 5 سنة

مطالبات شعبية وحكومية لسحب الإمارات من التحالف العربي

To read the report in English click here

تصاعدت حدة التوترات بين حكومة اليمن الشرعية المعترف بها دوليا، ودولة الامارات العربية المتحدة الشريك الرئيس في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، على خلفية الأحدث التي شهدتها عدد من المحافظات المحررة وآخرها ما شهدته محافظة أرخبيل سقطرى في المحيط الهادي جنوبي اليمن أمس الثلاثاء .

وأكد وزير الدولة أمن العاصمة في الحكومة اليمنية "الشرعية" في منشور على صفحته بموقع "فيسبوك" رصدته وكالة ديبريفر للأنباء، بأن التواجد الإماراتي في جزيرة سقطرى بأنه "احتلال مكتمل الأركان".

وقال "لا يوجد هناك أي مبرر يذكر لوجود الإمارات في جزيرة سقطرى، هذا يعني احتلال بمعنى الكلمة، احتلال متكامل الأركان".

وتساءل "ماذا تريدون من سقطرى لا يوجد فيها حوثي، لا توجد فيها قاعدة أو داعش أو أي عناصر تخريبية على الإطلاق".. داعيا الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته إلى اتخاذ قرار حاسم حيال ذلك، ومكاشفة الشعب اليمني بما يدور في الجزيرة الواقعة جنوبي البلاد وتوضيحه للرأي العام.

وأختتم منشوره المقتضب بنبرة تحدي للإمارات قائلا "عهدا ووعدا لن نكون شماعات أو جسر عبور لاحتلال جزرنا وموانئنا وانتهاك سيادة بلدنا مهما دفعنا الثمن في الدفاع عن سيادتنا وكرامتنا لا وألف لا، لن نسكت لن نسكت طفح الكيل".

تأتي التصريحات النارية لوزير في الحكومة الشرعية، عقب تصريحات لوزراء ومسؤولين آخرين في الحكومة الشرعية انتقدوا الممارسات الإماراتية في اليمن.


واندلعت مواجهات أمس الثلاثاء، بين القوات الحكومية وقوات "الحزام الأمني" قوات محلية مدعومة من الإمارات في ميناء سقطرى.

واتهمت السلطة المحلية في محافظة أرخبيل سقطرى شرقي اليمن، يوم الثلاثاء، قوات "الحزام الأمني" المدعومة من الإمارات بمهاجمة ميناء الأرخبيل.

وأكدت السلطة المحلية في محافظة أرخبيل سقطرى جنوبي اليمن، يوم الثلاثاء سيطرتها على الوضع في الميناء وتأمينه عقب محاولات قوات الحزام الأمني المدعومة من دولة الإمارات العربية المتحدة السيطرة على ميناء جزيرة سقطرى.

وقالت السلطة المحلية في بيان اطلعت عليه وكالة ديبريفر للأنباء "حاولت مجموعة من العناصر التخريبية تطلق على نفسها مسمى الحزام الأمني، مهاجمة ميناء أرخبيل سقطرى ظهر الثلاثاء واشتبكت مع قوات خفر السواحل المكلفة بتأمين الميناء".

وأكد البيان أن تلك المجموعة لاذت بالفرار وتم السيطرة على الوضع وتأمين الميناء عقب وصول التعزيزات من قوات الجيش والأمن.

واعتبرت مصادر وشخصيات محلية في سقطرى أن ما حدث في الأرخبيل "محاولة احتلال" للميناء من قبل عناصر تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً.

قوات من الحزام الأمني المدعوم إماراتيا في سقطرى

وطالبت الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً بإنهاء التواجد الإماراتي في محافظة سقطرى، لافتة إلى أن ما تقوم به الإمارات في الأرخبيل، رغم عدم وجود جماعة الحوثيين (أنصار الله) فيها، يؤكد أن مساعيها هو الاحتلال، وليس إعادة الشرعية.

كما اعتبرت المصادر "الحزام الأمني" بمثابة "قنبلة ستنفجر بوجه السلطة الشرعية" في أي وقت مستدلة بما حدث في ميناء أرخبيل سقطرى.

وأضافت المصادر أن القوات الإماراتية تسعى منذ أكثر من عامين لاحتلال جزيرة سقطرى، "عبر عمليات التجنيس وشراء الذمم والولاءات" إضافة إلى نشر قواتها وتجنيد شباب الجزيرة خارج إطار الدولة الشرعية، ونقل الكثير من ثروات الجزيرة النباتية والحيوانية إلى أبوظبي، حد تعبيرها.

الانتقالي الجنوبي يتوعد

واتهم المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات ، يوم الأربعاء ، نائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر الموالي لحزب الإصلاح " فرع الأخوان المسلمين في اليمن " ، بالوقوف وراء إثارة الفوضى والعنف في سقطرى .

وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي نزار هيثم في منشور على صفحته بالفيسبوك مساء الأربعاء ،": أن الجهة التي تقف خلف محاولة جر سقطرى الى مستنقع الفوضى، متصلة بنائب الرئيس علي محسن الأحمر ، الذي يعتمد على عناصره من ‎الإصلاح يقودهم وزير الثروة السمكية في الحكومة الشرعية الذي وصفه بالفاسد فهد كفاين و رمزي محروس وهما قياديان في الإصلاح ، ممن كثفوا عداوتهم ضد التحالف العربي وتجبروا على الأبرياء”.

وأكد هيثم، أن “‎سقطرى ترفض الاخوان ولن يقبل أهلها الكرام أن يستمر أمثالهم ممن ارتضوا أن يكونوا أبواق للفتنة والتحريض ضد أبناء سقطرى”.

تحرك حكومي

إلى ذلك أكد رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبد الملك، أن حكومته تعمل على معالجة بؤر التوترات ومنع حدوث أي تداعيات في عموم المحافظات المحررة.

وقال عبد الملك في تغريدة له على حسابه بموقع " تويتر" مساء الأربعاء ،": نعمل في كل لحظة على معالجة بؤر التوترات ومنع حدوث اي تداعيات مستخدمين في ذلك أدوات الدولة وأساليبها وقنواتها، بعيداً عن توظيف القضايا الوطنية للإثارة والكسب السياسي":.. معتبرا، أن الحفاظ على الأمن ونزع التوترات وتطبيق القانون هي مهمة أجهزة الدولة ومحور عمل الحكومة مع السلطات المحلية في كافة أرجاء البلاد.

وكان رئيس الوزراء معين عبد الملك قد أجرى اتصالات بمحافظ ارخبيل سقطرى رمزي محروس وعدد من المسؤولين والقيادات الأمنية والعسكرية بمحافظة سقطرى للاطلاع على تطورات الوضع الأمني في المحافظة، وموجهاً باتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لحفظ الأمن ونزع كل بؤر التوتر والاحتقانات والعمل على تجاوز الإشكالات الأخيرة.

مطلع الشهر الماضي ، اتهم مسئولون في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، دولة الإمارات عضو رئيسي في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن ، الذي تقوده السعودية، بإرسال أكثر من 100 جندي انفصالي إلى محافظة أرخبيل سقطرى ، رغم تحذيرات الحكومة من "وجود تشكيلات أمنية خارجة سيطرة الدولة".

وقال مسؤولون يمنيون إن نحو 100 مقاتل من الحزام الأمني التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي، يرتدون ملابس مدنية نزلوا وقتها، من سفينة تابعة للبحرية الإماراتية على سقطرى، الجزيرة الرئيسية في أرخبيل يمني منخفض الكثافة السكانية ببحر العرب.

وأكدت مصادر حكومية، أن الإمارات دربت في عدن دفعة من 300 جندي من أجل الإرسال إلى سقطرى، وأرسلت أكثر من 100 منهم إلى الجزيرة.

وسقطرى أرخبيل يمني مكون من ست جزر على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي بالقرب من خليج عدن، على بعد 350 كم من سواحل محافظة حضرموت جنوبي اليمن، وتقع في الممر الدولي البحري الذي يربط دول المحيط الهندي بالعالم.

ويؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، ان لديه أكثر من 50 ألف مقاتل سلحتهم الإمارات ودربتهم وإنهم يهدفون إلى استعادة دولة اليمن الجنوبي المستقلة التي اتحدت مع اليمن الشمالي عام 1990 في نهاية حرب طويلة.

وكان أرخبيل سقطرى على بعد أكثر من 300 كلم جنوب سواحل محافظة حضرموت، شهد في مايو 2018 توتراً كبيرا غير مسبوق إثر إرسال أبو ظبي قوات عسكرية إماراتية سيطرت على المطار والميناء دون إذن من السلطات المركزية والمحلية اليمنية، في تصرف عدته الحكومة المعترف بها دوليا ، تعدياً على السيادة اليمنية وانحرافاً في سلوك وأهداف الإمارات ضمن التحالف العربي العسكري بقيادة السعودية الذي يقود منذ 26 مارس 2015 حرباً ضد جماعة الحوثيين ، انتهت بسحب القوات الإماراتية بعد وساطة سعودية التي اضطرت ، إلى إرسال قوات سعودية إلى سقطرى لنزع فتيل مواجهة بين القوات الإماراتية وقوات هادي.

وفي 30 أبريل الفائت تعهد محافظ أرخبيل سقطرى، رمزي محروس، بعدم السماح بإنشاء تشكيلات عسكرية أو قوات أمنية خارج إطار المؤسسات الرسمية "الشرعية"، واصفاً هذه التشكيلات بأنها بؤرة للصراع في المحافظة.

محافظ سقطرى رمزي محروس

وقال محروس خلال اجتماع موسع لشخصيات عامة في سقطرى إن تلك التشكيلات فرقت بين اليمنيين وأذكت الصراعات، مشدداً على رفض إنشاء قوات "الحزام الأمني" في المحافظة على غرار ما حدث في محافظات أخرى.

وأضاف "الحزام الأمني بؤرة للصراع في هذه المحافظة، ولا نريد أن تكون سقطرى ساحة للنزاع والصراع، سقطرى لابد أن تكون آمنة لكل أبنائها"، وذلك في إشارة إلى التواجد الإماراتي المتزايد مؤخراً في الجزيرة، وتجنيدها للعشرات ضمن تشكيلات الحزام الأمني.

وتوعد محافظ سقطرى باتخاذ الإجراءات القانونية حيال أي محاولات لزعزعة أمن واستقرار المحافظة.

وتحظى جزيرة سقطرى كبرى الجزر اليمنية بأهمية عالمية نظرا لموقعها الحيوي والهام بين شبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي و بما تمتلكه من مقومات طبيعية وبيئية ساحرة ونادرة وتشتهر بالطبيعة النباتية الخلابة الفريدة والمتنوعة .. فضلا إنها تبدو بمنأى تماما عن الحرب والصراع الدائر في اليمن منذ أكثر من أربع سنوات.

وسقطرى مدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لمواقع التراث الطبيعي العالمي للمحميات الطبيعية العالمية منذ أغسطس 2008 ، وتخضع لحماية المنظمة الدولية بسبب نباتاتها وحيواناتها المميزة.

وسبق أن أكدت الحكومة اليمنية الشرعية مراراً رفضها وجود أي تشكيلات عسكرية أو أمنية في أرخبيل سقطرى على غرار قوات الحزام الأمني في عدن ومحافظات جنوبية أخرى.

وقالت الحكومة إنها ترفض أي قوات تنشأ بعيدا عن وزارتي الدفاع والداخلية، محذرة من أن تلك التشكيلات الأمنية والعسكرية "سيكون مصيرها مصير المليشيات المسلحة التي لا تتمتع بأي وجود شرعي".

وأنشأت الإمارات العربية المتحدة، قوات الحزام الأمني كقوات محلية، لا تخضع لسيطرة الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دوليا، في عدد من محافظات جنوبي اليمن ودربتها وزودتها بآليات ومعدات عسكرية بداعي محاربة تنظيم القاعدة الذي استغل الحرب الأهلية بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دولياً والمدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية من جهة، وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران من جهة ثانية.

والإمارات عضو رئيسي في التحالف الذي تقوده السعودية وينفذ منذ مارس 2015 عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس هادي.

 

 


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet