ينطلق اليوم الثلاثاء في العاصمة البحرينية "مؤتمر المنامة الاقتصادي" تحت شعار "الازدهار من أجل السلام"، وذلك في أول إجراء عملي لخطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط، المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن".
وتقوم خطة السلام الأمريكية وفقاً لتسريبات إعلامية على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة إسرائيل، بما فيها وضع مدينة القدس الشرقية المحتلة، وحق عودة اللاجئين.
ويترأس مؤتمر المنامة الذي دعت له الولايات المتحدة ويستمر يومين، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنر لبحث الجوانب الاقتصادية في خطة السلام الأمريكية وسط مقاطعة الأمم المتحدة وروسيا والصين، وفلسطين، وحضور رسمي عربي باهت.
وقالت الولايات المتحدة إن خطتها تهدف إلى جذب استثمارات تتجاوز قيمتها 50 مليار دولار لصالح الفلسطينيين وخلق مليون فرصة عمل لهم ومضاعفة إجمالي ناتجهم المحلّي، وذلك خلال 10 أعوام.
وبموجب الخطة، ستساهم الدول المانحة والمستثمرون بنحو 50 مليار دولار بالمنطقة منها 28 ملياراً للأراضي الفلسطينية، الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل وقطاع غزة، و7.5 مليارات للأردن وتسعة مليارات لمصر وستة مليارات للبنان.
ومن بين 179 مشروعاً مقترحاً هناك طريق بتكلفة خمسة مليارات دولار لربط الضفة الغربية وقطاع غزة.
واعتبر كوشنر أن مناهضة خطة السلام من قبل الجانب الفلسطيني "خطأ استراتيجي"، قائلاً إن الانتقادات للخطة مبنية على العاطفة ولم يتم التعاطي مع تفاصيلها، مشدداً على عدم إمكانية تطبيق الخطة الاقتصادية بدون سلام واستتباب للأمن.
وأضاف كوشنر، عشية انعقاد مؤتمر المنامة "لا يمكن التوصل إلى اتفاق بين الطرفين العربي والإسرائيلي في ظل الموقف الإسرائيلي والإصرار العربي على عودة إسرائيل إلى حدود ما قبل 1967 (والسماح للاجئين الفلسطينيين بالعودة).
واستطرد "أعتقد أنه لابد من أن نعترف بأنه إذا تم التوصل إلى اتفاق، فلن يكون متمشياً مع مبادرة السلام العربية، بل سيكون حلاً وسطاً بين المبادرة العربية والموقف الإسرائيلي."
وأكد كوشنر أنه حتى دون تمثيل الحكومتين الإسرائيلية والفلسطينية، سيكون وجود رجال أعمال إسرائيليين وصحفيين مع نظرائهم من العالم العربي مهما في وقت يتصاعد فيه التوتر مع إيران.
و قلل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مؤتمر صحفي في رام الله، من قدرة المشاركين في مؤتمر المنامة على تحويل المبالغ المطروحة لواقع عملي ملموس مشككا بقدرة المؤتمر على توفير ما سيسفر عنه من وعود مالية، وصفها بـ"الكاذبة".
وفي تصريحات سابقة قال عباس إن "مشروع المنامة هو من أجل قضايا اقتصادية، ونحن بحاجة إلى الاقتصاد والمال والمساعدات، لكن قبل كل شيء هناك حل سياسي، وعندما نطبق حل الدولتين ودولة فلسطينية على حدود 67 بحسب قرارات الشرعية الدولية، عندها نقول للعالم ساعدونا".