أكدت منظمة أطباء بلا حدود، يوم الخميس، أن تجدد القتال في محافظة حجة شمال غربي اليمن والحدودية مع المملكة العربية السعودية في أواخر مارس الماضي، أجبر الآلاف من السكان على النزوح إلى مدينة عبس والمناطق المحيطة بها.
وقالت المنظمة في تغريدة على تويتر نشرها مكتبها في اليمن رصدتها وكالة ديبريفر للأنباء "، أن تجدد الاشتباكات في أواخر شهر مارس في شمال عبس محافظة حجة، أدى إلى نزوح أكثر من 20 ألف شخص، مما رفع عدد النازحين إلى 100 ألف نازح منذ بداية العام 2019.
وأشارت إلى حاجة ماسة إلى توفير الماء والغذاء والمأوى والرعاية الطبية للمحتاجين نتيجة القتال الدائر في المحافظة.
وتشهد المناطق القريبة من مديرية عبس غربي محافظة حجة، معارك منذ قرابة ثلاثة أشهر بين قوات الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً، وقوات جماعة الحوثيين (أنصار الله).
وأطلق الجيش التابع للحكومة الشرعية، أواخر مارس الماضي، عملية عسكرية لتحرير أولى مناطق مديرية عبس التابعة لمحافظة حجة شمالي غرب اليمن، وانتزع الكثير من المواقع والمناطق من تحت قبضة مقاتلي جماعة الحوثيين.
ويدور في اليمن منذ 26 مارس 2015، صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية والإمارات، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية، ما أدى إلى "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" وفقاً للأمم المتحدة.
وأرفقت بعثة منظمة أطباء بلا حدود في تغريدتها تسجيلا صوتيا لأحد مسئوليها، تحدثت فيه عن تفاقم الأوضاع الإنسانية في عبس، التي ازدادت صعوبة وسواءً منذ نهاية ماس الماضي.
وأشارت المسئولة، إلى اقتراب جبهات القتال من عبس، مما جعل كافة السكان الذين كانوا يهربون من أماكن أبعد في الشمال مثل " صعدة، وحيران، وحرض وميدي "، بحثا عن النجاة ومكان آمن يلجئون إليه ويشعرون بالاستقرار يأتون إلى عبس منذ بداية الحرب في اليمن.
لكن المسئولة قالت ": أنه في الوقت غير ممكن تحقيق ذلك، وأطباء بلا حدود قلقة من هذا الوضع سيء للغاية، لأن خطوط القتال تقترب كثيرا وتكاد فعليا، أن تبلغ المدينة فوق طاقتها، فلدى أطباء بلا حدود أعداد كبيرة من النازحين ووصلوا بما معهم من متاع ".
وأكدت، أن المستشفى التابع للمنظمة في عبس، والذي يخدم منطقة بها أكثر من 1,2 مليون شخص في عبس والمنطقة المحيطة بها، مكتظ بأكثر من طاقته، ويوجد هناك أكثر من 100 ألف نازح وبات الوضع يزداد سوءاً، في ظل اقتراب الاشتباكات من المدينة ".
ودعت أطباء بلا حدود، المنظمات غير الحكومية وغير من المنظمات الإنسانية الأخرى، إلى التعاون مع أطباء بلا حدود، لتغطية كافة الاحتياجات الإنسانية الرئيسية للسكان النازحين المتمثلة في الرعاية الطبية والمياه والمأوى والغذاء ومواد الإغاثة، وذلك حتى تتمكن المنظمة من مواجهة هذا الوضع.
أطباء بلا حدود منظمة طبية إنسانية دولية تأسست بواسطة مجموعة من الأطباء والصحفيين في فرنسا سنة 1971، ويوجد مقر المنظمة المركزي في مدينة جنيف السويسرية، وهي منظمة غير ربحية تعمل بشكل مستقل وفقاً للأخلاقيات الطبية الدولية والقانون الإنساني الدولي.
وتعمل أطباء بلا حدود في اليمن منذ عام 1986، وبشكل مستمر منذ عام 2007. ولا تقبل المنظمة التمويل من أي جهة حكومية لأنشطتها في اليمن وتعتمد حصراً على تبرعات الأفراد حول العالم.
وتؤكد الأمم المتحدة أن الأزمة الإنسانية في اليمن هي "الأسوأ في العالم"، وأن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمائة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.