اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها من كبار منتجي النفط خارج المنظمة بقيادة روسيا، يوم الثلاثاء، على تمديد تخفيضات إنتاج النفط لـ "التسعة الأشهر القادمة حتى مارس 2020، في خطوة لدعم الأسعار في سوق النفط، وسط زيادة الإمدادات من الولايات المتحدة وتباطؤ الاقتصاد العالمي.
وأكد وزير الطاقة والصناعة السعودي، خالد الفالح، أن اجتماع أوبك مع روسيا وحلفاء آخرين، فيما يُعرف باسم تحالف لأوبك+، يوم الثلاثاء في فيينا، أقر تمديد اتفاق خفض إنتاج الخام حتى 30 مارس 2020.
وارتفع خام القياس العالمي برنت أكثر من 25 بالمائة منذ بداية العام الجاري بعد أن شددت واشنطن العقوبات على فنزويلا وإيران عضوي أوبك، مما تسبب في انخفاض صادراتهما النفطية.
تأتي الموافقة على تمديد الاتفاق بعد قرار أوبك في أمس الاثنين، لمناقشة اتفاق خفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يوميا. ولا تشارك الولايات المتحدة في الاتفاق.
وتخفض أوبك وحلفاؤها بقيادة روسيا إنتاج النفط منذ 2017 للحيلولة دون هبوط الأسعار، وسط ارتفاع الإنتاج من الولايات المتحدة التي تفوقت على روسيا والسعودية لتصبح أكبر منتج في العالم.
وزادت المخاوف بشأن تراجع الطلب العالمي نتيجة الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين من التحديات التي تواجهها أوبك المؤلفة من 14 دولة.
والولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، ليست عضوا في أوبك، ولا تشارك في اتفاق خفض الإمدادات. وربما تؤدي قفزة في أسعار النفط إلى ارتفاع تكلفة البنزين، وهي مسألة مهمة لترامب الذي يسعى لإعادة انتخابه العام القادم.
ويتوقع أن تُغضب تلك الخطوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي طلب من السعودية أكبر منتج في أوبك زيادة إمدادات الخام، والمساهمة في خفض أسعار الوقود، إذا أرادت الرياض الحصول على دعم عسكري أمريكي في أزمتها مع عدوها اللدود إيران.
واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وعدد من كبار منتجي النفط خارج المنظمة بقيادة روسيا خلال ديسمبر 2018، على خفض الإنتاج بدءاً من يناير 2019، بواقع 1.2 مليون برميل يومياً، ولمدة ستة أشهر، بهدف وقف زيادة المخزونات ودعم الأسعار لتحقيق التوازن في السوق، بعد هبوط أسعار النفط إلى 60 دولاراً من أكثر من 80 دولار في أكتوبر الماضي.
ووقع ممثلو الدول المصدرة للنفط أوبك اليوم الثلاثاء، على ميثاق تعاون مع المنتجين المستقلين بقيادة روسيا، يهدف إلى إقامة "تعاون دائم" في سوق النفط.
وتعد الوثيقة الموقعة بين "أوبك" وشركائها ثمرة تعاون بين الدول المشاركة في اتفاق "أوبك+"، خاصة بين روسيا والسعودية.
وتم توقيع "الميثاق" خلال حفل قصير في مستهل اجتماع في مقر "أوبك" في فيينا، بحضور ممثلي الدول الـ 14 الأعضاء في "أوبك" والمنتجين المستقلين الـ 10.
وتمت الموافقة بالإجماع برفع الأيدي على الوثيقة، التي وصفتها السعودية بأنها "تاريخية".
وقال وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، في مؤتمر صحفي الثلاثاء، إن جميع وزراء "أوبك" وافقوا على تمديد اتفاق خفض الإنتاج، وذلك بعد اتفاق روسيا والسعودية على هذه التخفيضات خلال قمة "مجموعة العشرين" في أوساكا نهاية الأسبوع الماضي.
السبت الفائت، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن روسيا اتفقت مع السعودية على تمديد اتفاق أوبك لخفض إنتاج النفط الحالية البالغة 1.2 مليون برميل يوميا، بما يعادل 1.2 بالمائة من الطلب العالمي، لما بين ستة وتسعة أشهر.
وقال بوتين في مؤتمر صحفي عقب محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية، أن الاتفاق، الذي انتهى العمل به أمس الأحد، سيمدد بشكله الحالي وبالكميات ذاتها.
واعتبر بوتين” أن الشراكة الإستراتيجية داخل أوبك+ أدت لاستقرار أسواق النفط وسمحت بخفض الإنتاج وزيادته حسب مقتضيات الطلب في السوق وهو ما يسهم في التكهن بآفاق الاستثمارات ونموها في القطاع“.
وأكد بوتين، أن روسيا والسعودية ستدعمان التمديد، فيما يتعلق بفترة التمديد لم نقرر بعد إذا كانت ستة أو تسعة أشهر، ربما ستكون تسعة أشهر“.