أظهر تقرير سعودي، يوم الخميس، أن ألغام ومتفجرات التي زرعتها جماعة الحوثيين " أنصار الله "، في اليمن قتلت نحو 149 طفلاً، وأصابت 579 آخرين بينهم إعاقات مزمنة، في عديد من المحافظات اليمنية تصدرتها محافظتي تعز والحديدة.
واعتبر التقرير الذي نشره موقع مشروع "مسام" السعودي لنزع الألغام في اليمن المدعوم "سعوديا"، أن الألغام وذخائر قوات الحوثيين، كانت السبب الرئيسي الثالث لقتل وإصابات الأطفال في اليمن، بحسب موقع مشروع مسام السعودي لإزالة الألغام في اليمن، اليوم الخميس.
واتهم التقرير، جماعة الحوثيين، بالقيام بترك مسارا مليئا بالألغام الأرضية خلال دحرهم من المحافظات والمناطق التي تم تحريرها، فيما زرعوا نحو مليون لغم في أنحاء متفرقة من المناطق الخاضعة لسيطرتهم حاليا.
وأطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في ٢٥ يونيو العام الماضي مشروع "مسام" لنزع الألغام في اليمن، بكلفة ٤٠ مليون دولار بتمويل سعودي، ويستمر لمدة خمس سنوات.
وبلغ إجمالي ما نزعه مشروع مسام من ألغام، منذ بداية عمله، وحتى 27 يونيو الفائت، 74 ألفاً و115 لغماً ، زرعتها جماعة الحوثيين، في مناطق الصراع في اليمن، وحاولت إخفاءها بأشكال وألوان وطرق مختلفة راح ضحيتها عدد كبير من الأطفال والنساء وكبار السن سواء بالموت أو الإصابات الخطيرة أو بتر للأعضاء.
ويدور في اليمن منذ أكثر من أربع سنوات، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ أواخر العام 2014.
وأدى الصراع إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ودفع أفقر دول شبه الجزيرة العربية إلى شفا المجاعة. ويُنظر للصراع في المنطقة بشكل كبير على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وخصمها اللدود إيران.
وتنتشر في عدة مدن يمنية، الآلاف من الألغام والقنابل زرعتها جماعة الحوثيين (أنصار الله) منذ اندلاع الحرب مطلع عام 2015، في مناطق تشهد معارك مسلحة بين المقاتلين الحوثيين، والقوات اليمنية التابعة للحكومة المعترف بها دولياً.
وتقول وزارة حقوق الإنسان التابعة للحكومة اليمنية الشرعية، إن الحوثيين زرعوا أكثر من مليون لغم في المحافظات اليمنية منذ بداية الحرب مطلع العام 2015، في نسبة هي الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية.
تعز والحديدة في الصدارة
وقال التقرير السعودي يوم الخميس، أن ضحايا ألغام جماعة الحوثيين توزعوا في العديد من المحافظات اليمنية، تصدرتها محافظة تعز بعدد 109، تلتها الحديدة بـ 90، وسجلت محافظة صعدة 83، والبيضاء 59 ثم محافظة لحج 58 طفل ما بين قتيل وجريح.
واستدل التقرير بحوادث عده منها في ديسمبر 2017 في محافظة الحديدة، حيث مرت ثلاث عائلات كانت فارة من الحديدة إلى عدن بسيارة فوق لغم أرضي، مما أسفر عن مقتل أربع فتيات وإصابة أربعة فتيان وخمس فتيات تتراوح أعمارهم بين 2 و17عاماً.
وفي 17 يونيو 2018، في محافظة الحديدة أيضاً، كان أب وأطفاله الأربعة يركبون دراجة نارية أثناء فرارهم من منطقة تأثرت بتبادل إطلاق النار، فمروا فوق لغم أرضي، ما أسفر عن مقتل الأب وأطفاله الثلاثة، بينما شهدت الفتاة البالغة من العمر 15 عاماً وفاة عائلتها بأكملها بجانبها وهي تنتظر إنقاذها.
في منتصف أبريل الماضي، حذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير حديث صدر حينها، من أن "الاستخدام الواسع النطاق" للألغام الأرضية من قبل جماعة الحوثيين، قد أسفر عن مقتل وجرح مئات الأشخاص في اليمن ومنع جماعات الإغاثة من الوصول إلى المناطق المتأثرة بالصراع.
وقالت هيئة الرقابة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها إن الألغام الأرضية قد زرعت في الأراضي الزراعية والقرى والأراضي الرطبة والطرق، مما أسفر عن مقتل 140 مدنياً على الأقل بما في ذلك 19 طفلا في محافظتي الحديدة وتعز فقط، منذ 2018، كما منعت المنظمات الإنسانية من الوصول إلى السكان المحتاجين، وألحقت الأذى بالمدنيين الذين يحاولون العودة إلى ديارهم.