جددت جماعة الحوثيين (أنصار الله)، اليوم الثلاثاء، اتهام التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن باحتجاز عدد من سفن المشتقات النفطية ورفض السماح لها بالدخول إلى ميناء الحديدة غربي البلاد.
ووصف عبد الله الشباطي الناطق الرسمي لشركة النفط اليمنية الخاضعة للحوثيين، إجراءات التحالف بالـ"تعسفية"، وتهدف إلى تضييق الخناق على الشعب اليمني وزيادة معاناته، حد تعبيره.
وقال شهود عيان في العاصمة اليمنية صنعاء، لوكالة "ديبريفر" الدولية للأنباء، اليوم الثلاثاء، إنهم شاهدوا طوابير من السيارات أمام بعض محطات الوقود، فيما توقفت بقية المحطات عن العمل بسبب عدم وجود وقود.
ويدور في اليمن للعام الخامس على التوالي، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية.
وقال الناطق باسم شركة النفط اليمنية في صنعاء في بيان له، إن هناك 6 سفن محملة بالمشتقات النفطية لازالت محتجزة لدى نقطة التحالف في عرض البحر على بعد أميال قليلة من ميناء الحديدة، وذلك رغم حصول تلك السفن على تصاريح رسمية من الأمم المتحدة.
ولفت إلى أن استمرار احتجاز سفن المشتقات النفطية لفترات طويلة يؤدي إلى تحملها لغرامات تأخير كبيرة (دامرج) وبالتالي ارتفاع تكاليفها وهو ما ينعكس سلباً على أسعار المشتقات النفطية في السوق والتي تزيد من تكاليف كافة السلع والخدمات الأساسية التي يستفيد منها المواطن فضلاً عن الأضرار والنتائج الكارثية التي يمثلها انعدام المشتقات النفطية في السوق المحلية على كافة القطاعات الحيوية والهامة التي تمس معيشة المواطن بدرجة أساسية.
واتهم الشباطي قوات التحالف بتعمد تصعيد "إجراءاتها التعسفية" لمنع دخول سفن المشتقات النفطية لميناء الحديدة وخاصة البنزين ما أدى إلى تدني مخزون الشركة من هذه المادة في ظل تنامي الاستهلاك.
ودعا الناطق الرسمي لشركة النفط اليمنية، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وكافة المنظمات الحقوقية والانسانية، للضغط على التحالف "للإفراج الفوري وغير المشروط" عن سفن المشتقات النفطية وضمان عدم احتجازها مستقبلاً تحت أي مبرر.
وفي بيان منفصل في وقت لاحق قالت شركة النفط بصنعاء الخاضعة للحوثيين، إنها اتخذت العديد من الإجراءات التي من شأنها الحفاظ على الاستقرار التمويني بالحد الأدنى.
ودعت المواطنين للتعاون معها وعدم الانجرار لدعوات الهلع والازدحام أو إحداث الفوضى في ظل تدني رصيد المخزون من مادة البنزين.
وقبل ثلاثة أشهر شهدت المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين أزمة وقود حادة بسبب "حجز دول التحالف للسفن المحملة بالنفط وعدم السماح لها بتفريع حمولتها في ميناء الحديدة".
وخلّف استمرار الحرب في اليمن منذ أكثر من أربع سنوات أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، جعلت معظم السكان بحاجة إلى مساعدات، في أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة "الأسوأ في العالم".