قالت إن الحوثيين أبلغوا الإماراتيين بتحييد منشآتهم الحيوية

صحيفة لبنانية: الإمارات استنجدت بإيران وروسيا للانسحاب من اليمن

بيروت (ديبريفر)
2019-07-11 | منذ 4 سنة

كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية اليوم الخميس، عن أن الإمارات طلبت المساعدة من إيران وروسيا لتسهيل انسحابها من اليمن الذي أكدت الصحيفة أنه "قرار إستراتيجي اتخذه حكام أبو ظبي".

وقالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية نقلاً عن "مصادر واسعة الاطلاع" إن انسحاب الإمارات من اليمن ليس مجرد "إعادة انتشار" كما تسوق له السلطات الإماراتية، وإنما "قرار إستراتيجي اتخذه حكام أبو ظبي نتيجة التهديد بوصول الحريق إلى داخل دارهم".

وأكدت المصادر أن الإمارات قررت الانسحاب بعدما تأكدت من "الأفق المسدود" للحرب التي أطلقتها السعودية وحلفاؤها دعماً للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لإعادته إلى الحكم في العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين (أنصار الله) منذ سبتمبر 2014.

ومنذ 26 مارس 2015، تقود السعودية والإمارات، تحالفاً عسكرياً يضم عدداً من الدول العربية والإسلامية دعماً للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في قتالها ضد الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات في سبتمبر 2014.

وأضافت الصحيفة أن حكام الإمارات فهموا أن الحرب في اليمن "مستنقع" يجب الخروج منه، خصوصا بعد "النزيف البشري الذي نجحت الإمارات على مدى أربع سنوات ونصف السنة في التغطية عليه، وتمكنت أخيراً من الحد منه عبر الابتعاد عن المواجهات المباشرة" من خلال تسليح "مليشيات" موالية لها في عدة مناطق باليمن، جنبت الجيش الإماراتي مزيدا من الخسائر.

وأشارت إلى أن أحد أسباب هذا الانسحاب هو "النزيف الاقتصادي الذي بات يسبب تململاً ليس في أبو ظبي فحسب، وإنما في بقية الإمارات، مع شعور بأن تبعات الحرب بدأت تترك تأثيرات إستراتيجية على الاقتصاد القائم أساسا على التجارة والخدمات".

وذكرت الصحيفة أن "اجتماعاً عقد قبل أسابيع بين ثلاثي أولاد زايد (محمد وهزاع وطحنون) وحاكم دبي محمد بن راشد الذي تمثل إمارته درّة النموذج الإماراتي، أبلغهم فيه (الأخير) بوضوح أن هناك ضرورة ملحة للخروج من هذا المستنقع".

وأكدت المصادر أن ابن راشد قال لأبناء زايد إن "نزول صاروخ يمني واحد في شارع من شوارع دبي كفيل بانهيار الاقتصاد والتضحية بكل ما حققناه". وأضافت أن أبناء زايد "سمعوا كلاماً مماثلاً" من حكام إمارة الفجيرة الذين "أبدوا خشيتهم من أن السياسة الحالية قد تجعل إمارتهم ساحة لأي معركة مقبلة، لكونها واقعة على بحر عمان وخارج مضيق هرمز".

وتحدثت الصحيفة اللبنانية عما أسمته "تصاعد تململ حكام الإمارات الست من التماهي الكامل" لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد مع سياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان "في توتير العلاقات مع الجيران الخليجيين والجار الإيراني، ومن التورط في الحرب اليمنية وأثمانها الاقتصادية".

وقالت الصحيفة إن الإماراتيين استنجدوا بإيران وروسيا لتسهيل انسحابهم من اليمن، وإن وفداً أمنياً إماراتياً رفيع المستوى زار طهران قبل بضعة أسابيع عقب التفجيرات التي استهدفت سفناً تجارية وناقلات نفط في ميناء الفجيرة الإماراتي يوم 12 مايو الماضي.

ونقلت الصحيفة عن "مصادر دبلوماسية مطلعة" قولها إن الوفد الإماراتي زار طهران مرتين حاملاً عرضاً من ثلاثة بنود هي: إعادة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها، وتأمين حماية مشتركة من البلدين للممرات البحرية لضمان تدفق النفط من كل الدول المطلة على الخليج، واستعداد الإمارات لمغادرة اليمن.

لكن وحسب صحيفة "الأخبار" كان الرد الإيراني صارماً ومفاده أن "لا شيء لدينا نتفاوض حوله معكم بعدما تخطيتم الخطوط الحمر"، مبينة أن الإماراتيين بعد الرفض الإيراني "توسلوا وساطة روسية مع طهران أثناء زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد لموسكو يوم 25 يونيو الماضي، وجاء الرفض الإيراني مرة أخرى بنفس اللهجة الصارمة".

وأشارت إلى أن "إرهاصات القرار بدأت مع زيارة وزير الخارجية الإماراتي لموسكو وإعلانه أن التحقيق في حادث الفجيرة لم يشر بدقة إلى الجهة الفاعلة، وأكد أن بلاده غير معنية بأي تصعيد مع طهران".

وقالت الصحيفة إن الإمارات والسعودية افترضتا أن الهجوم على ميناء الفجيرة سيقدح شرارة حرب أمريكية على إيران، لكن أملهما خاب بعدما تراجع ترامب في آخر لحظة عن ضربة عسكرية محدودة كانت ستنفذ على أهداف في إيران بعد إسقاط قوات الدفاع الجوي التابعة للحرس الثوري الإيراني طائرة أمريكية مسيرة يوم 20 يونيو الماضي.

وأردفت أن "الإماراتيين أدركوا أن الأمريكيين إذا لم يهاجموا إيران الآن فقد لا يهاجمونها أبدا، لذا جاءت انعطافة أبو ظبي الأخيرة بالانتقال من إستراتيجية القوة العسكرية أولا إلى إستراتيجية السلام أولا".

واستطردت الصحيفة "والأهم أن الاماراتيين لمسوا أن الاندفاعة اليمنية النوعية الأخيرة باتت قادرة على قلب الموازين الاستراتيجية للصراع بعد تفعيل أسلحة جديدة واستهداف منشآت حيوية كخط ينبع ومطار أبها وغيرهما، فيما أخفقت كل الجدران الاستراتيجية (كالباتريوت) في وجه هذه الهجمة".

وقالت الصحيفة إن الإمارات "تلقت رسالة واضحة من جماعة الحوثيين (أنصار الله) بعدما لاحت بوادر انعطافتها الأخيرة، مفادها أن منشآتها الحيوية لن تكون هدفاً للقصف، وأن المعركة ستكون حصراً مع السعوديين، وهو ما يفسر حصر القصف الأخير على أهداف حساسة في السعودية".

وخلصت الصحيفة إلى إن "التحول الإماراتي ليس مناورة، فهم أخفقوا أولا في هجوم (اللواء الليبي المتقاعد) خليفة حفتر على طرابلس الغرب، وأخيرا أيقنوا أن واشنطن ليست جاهزة لمواجهة مباشرة مع إيران، لذلك ستكمل الإمارات استدارتها لتشمل الموقف من سوريا".

وأوضحت أن الإمارات طلبت من القاهرة التوسط مع دمشق لإعادة تفعيل العلاقة من حيث توقفت، بعدما فرملها الأمريكيون مطلع هذه السنة، حد تعبير الصحيفة.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet