البنك المركزي اليمني يعلن تثبيت سعر الدولار

عدن (ديبريبفر)
2019-07-14 | منذ 5 سنة

البنك المركزي اليمني فرع عدن

أعلن البنك المركزي اليمني، عن تثبيت سعر الدولار عند مستوى 506 ريالات للدولار الواحد لأغراض استيراد السلع ( باستثناء الكماليات والمواد الأساسية المغطاة بالوديعة السعودية)، والتي مازالت عند 440 ريالاً للدولار الواحد.

وذكر البنك المركزي، ومقره الرئيس مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد، في بيان الليلة الماضية أن "هذا الإجراء نابع من المسؤولية الوطنية، وجاء لضمان توفر السلع المختلفة في جميع الأسواق اليمنية وبأسعارها الطبيعية".

وأشار إلى أن ذلك يأتي أيضاً نتيجة للمضاربة المستمرة على العملة من قبل جماعة الحوثيين وفريق السوق السوداء والصرافين ولجان تدمير الاقتصاد التابعين لها، كونهم تسببوا في عدم استقرار العملة وإثارة القلق والخوف في السوق، حد تعبير البيان.

ويقصد المركزي اليمني (مستوردي السلع غير الكماليات غير المشمولة بالوديعة السعودية؛ مستوردي المشتقات النفطية وجميع المستوردين للسلع الأخرى غير الأساسية بسعر 506 ريالات للدولار الواحد لمستوردي المشتقات النفطية وبقية السلع الأخرى، فيما تتم المصارفة للمستوردين المعتمدين للسلع الأساسية المدعومة من الوديعة السعودية بالسعر المعلن عنها مسبقا وهو 440 ريالاً للدولار الواحد).

وتوقع البيان أن تعارض جماعة الحوثيين هذا "الإجراء الوطني الذي يهدف إلى تحييد الاقتصاد ومعيشة الناس عن الاستغلال السياسي من قبلها كما تفعل دائماً"، كما توقع أن تمنع الجماعة التجار في المناطق الخاضعة لسيطرتها من الاستفادة من ذلك الإجراء، لتعزيز السوق السوداء التي تديرها وتمول نشاطها منها.

ودعا البنك المركزي جميع التجار إلى تقديم طلبات المصارفة عبر بنوكهم لطلبات التحويل وفتح الاعتمادات المستنديه لأغراض الاستيراد الجديدة وبشرط إيداع التجار مبيعاتهم اليومية في البنوك بموجب الآليات التفصيلية التي وضعها البنك المركزي وتم توزيعها على البنوك .

وحمل البنك المركزي اليمني واللجنة الاقتصادية العليا ، جماعة الحوثيين و ما أسماها لجان تدمير الاقتصاد التابعة لها، مسؤلية انهيار سعر العملة الوطنية وارتفاع مستوى معاناة المواطنين، بإحداث الأزمات، ورفع أسعار السلع وانتعاش السوق السوداء.. داعياً الأمم المتحدة ومنظماتها المختصة، إلى تحمل مسؤولياتها والقيام بدورها الإنساني، لإيقاف ممارسات واجراءات جماعة الحوثيين والوقوف مع الشعب اليمني أمامها.

وعبر البنك المركزي اليمني عن تطلعه بأن تدرك البنوك اليمنية مسؤوليتها الوطنية التاريخية في كسر الحصار الذي يمارسه المضاربون عليها وعلى الشعب اليمني وإعادة الدورة النقدية إلى البنوك والتفاعل مع التسهيلات التي يقدمها البنك المركزي والهادفة إلى خلق استقرار سلعي واستقرار في العملات الأجنبية حد قوله.

عملة نقدية

تراجع الريال

ويأتي إعلان البنك المركزي اليمني عن هذه الإجراءات في ضوء ما تشهده العملة المحلية من هبوط متواصل أمام العملات الأجنبية هذه الأيام، بعد تحسن قيمتها في الأشهر الأخيرة.

وقال صرافون ومتعاملون في صنعاء وعدن مساء الاحد، لوكالة "ديبريفر" للأنباء إن سعر الريال اليمني سجل انخفاضاً، ليصل إلى 574 ريالا للدولار الواحد للشراء و579 للبيع في صنعاء بينما سجل في عدن 576 للشراء و 582 ريالاً للبيع بعد أن كان استقر مابين 555 إلى 560 ريالا منذ أكثر من شهر.

كما ارتفع الريال السعودي إلى 151.7 ريالاً للشراء، والبيع 152.5 ريالاً بعد أن كان مستقراً عند 148 ريالا للشراء منذ أكثر من شهرين.

وأكد صرافون أن هناك تحفظ وحالة من الخوف في عمليات البيع والشراء لدى الكثير من شركات ومحلات الصرافة منذ الأسبوع الماضي، خاصة في الحوالات الخارجية بالعملة الصعبة والطبعات القديمة من الدولار التي مازال الكثير من الصرافين يمتنعون عن مصارفتها، على أن يتم استلام الحوالات من خلالها.

وكان عدد من شركات ومحلات الصرافة في مدينة عدن الساحلية، أوقفت يومي الجمعة والسبت الماضيين عمليات البيع والشراء بسبب المضاربة في السوق.

ويؤكد البنك المركزي باستمرار استعداده تغطية احتياجات البنوك التجارية والإسلامية من العملات الأجنبية، لإعادة الدورة النقدية للبنوك وخلق استقرار في أسعار السلع والخدمات وعدم تأثرها بالمضاربات في أسواق العمل.

وفي 4 يوليو الجاري أعلن البنك المركزي اليمني، أنه أجرى عملية مصارفة في إطار سعيه لإعادة الدورة النقدية للقطاع المصرفي من خلال نقل السيولة النقدية من السوق غير الرسمية إلى البنوك ولتشجيع التجار المستوردين على توريد مبيعاتهم غير المغطاة من الوديعة السعودية للبنوك أولا بأول وبسعر 506 ريالات للدولار الواحد .

وذكر قطاع الرقابة على البنوك في البنك المركزي في بيان، أنه جرى حينها بمقر البنك عملية مصارفة الدفعة الأولى من الطلبات المقدمة من بعض البنوك لعملائها بسعر صرف 506 ريالات للدولار و بسعر 133 ريالاً يمنياً للريال السعودي، وفقاً للآلية المعتمدة، والتي تم مشاركتها مع البنوك سابقاً.

ويوجد في البنك المركزي اليمني احتياط نقد أجنبي بأكثر من ثلاثة مليارات دولار، عبارة عن ملياري دولار أودعتها المملكة العربية السعودية، مطلع العام الماضي، بجانب مليار دولار وديعة سعودية سابقة منذ سنوات، إضافة إلى 200 مليون دولار أعلنت عنها المملكة في مطلع أكتوبر الماضي كمنحة للبنك، دعماً لمركزه المالي.

ويستورد اليمن أكثر من 90 بالمائة من احتياجاته الغذائية بما في ذلك معظم احتياجاته من القمح وكل احتياجاته من الأرز.

وكان البنك المركزي اليمني، أعلن في مطلع أبريل الماضي عن آلية جديدة موحدة لتغطية واردات البلاد من المشتقات النفطية بين البنك المركزي والبنوك المحلية ومستوردي النفط، في خطوة تهدف كما يبدو إلى تعزيز الاستقرار في سعر العملة المحلية "الريال" المتداعية أمام العملات الأجنبية.

وقال قطاع الرقابة في بيان حينها إن الآلية التي تم إقرارها تلزم مستوردي وموزعي المشتقات النفطية بالتعامل بالريال اليمني عبر البنوك المعتمدة فقط وسيتم تغطية المستوردين بالمقابل بالعملات الأجنبية.

ويقوم البنك المركزي اليمني منذ عشرة أشهر، بتوفير العملة الصعبة من الوديعة السعودية، للاعتمادات بسعر مخفض عن السوق لتغطية واردات المواد الأساسية، وفتح لموردي السلع الرئيسية (قمح، ذرة، أرز، سكر، حليب أطفال، زيت الطبخ)، اعتمادات تصل إلى حوالي 200 ألف دولار، على أن يقوموا بتوريد قيمتها إلى مقر البنك في عدن بالعملة المحلية وبالتسعيرة الرسمية.

واليمن منقسم بسبب الحرب الأهلية المستمرة للعام الخامس على التوالي بين جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران، وقوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي تقوده السعودية، لإعادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى الحكم في العاصمة صنعاء التي لا يزال الحوثيون يسيطرون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية العالية منذ أواخر العام 2014.

وبات الوضع المالي أكثر فوضوية منذ قررت حكومة الرئيس هادي "الشرعية" في سبتمبر 2016 نقل مقر البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، فيما رفض الحوثيون هذه الخطوة ما أدى إلى وجود بنكين مركزيين متنافسين يعملان في البلاد.

 

 


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet