أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية، بدولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور أنور قرقاش، اليوم الجمعة، التزام السعودية والإمارات بتعهداتهما الإنسانية تجاه اليمن باعتبارهما أكبر الجهات المانحة للعمل الإنساني في هذا البلد الفقير الذي يشهد حرباً دامية للعام الخامس على التوالي .
وقال قرقاش في تغريدات على "تويتر": "تُعد الإمارات والمملكة العربية السعودية أكبر الجهات المانحة للأعمال الإنسانية في اليمن، وستفيان دائماً بالتزاماتهما. في العام الماضي، سددتا تعهداتهما المشتركة، والتي بلغت 930 مليون دولار إلى الأمم المتحدة، في دفعة واحدة، وهي الأكبر في تاريخ الأمم المتحدة".
وأوضح أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تعملان حالياً مع الأمم المتحدة على وسائل الوفاء بالالتزامات للعام 2019، لضمان أكبر قدر من الإفادة للشعب اليمني، حد تعبيره.
وأشار قرقاش إلى أن "إجمالي المساعدات الإماراتية لليمن منذ أبريل 2015 حتى اليوم تجاوز 5.5 مليارات دولار".
تأتي تصريحات قرقاش رداً على ما كشفه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، يوم الخميس، عن أن الدول المانحة في التحالف العربي الذي تقوده السعودية، لم تدفع سوى نسبة ضئيلة من تعهداتها المالية لدعم الجهود الإنسانية في اليمن .
وقال لوكوك خلال إحاطته لمجلس الأمن الدولي، إن "أولئك الذين قدموا أكبر تعهدات - جيران اليمن في الائتلاف - لم يدفعوا حتى الآن سوى نسبة متواضعة مما وعدوا به"، وذلك في إشارة إلى تعهدات السعودية والإمارات اللتان تقودان تحالفاً عسكرياً لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في قتالها للعام الخامس على التوالي ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران.
وتحدث المسؤول الأممي عن خطة الاستجابة الإنسانية لليمن التي تعهد المانحون بتقديم مبلغ 2.6 مليار دولار في فبراير/شباط لصالحها، مبيناً أنه "على الرغم من أن غالبية المانحين دفعوا أكثر من 75 في المئة من تعهداتهم، إلا أنه لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه، حيث وصلت المدفوعات الآن إلى 34 في المئة فقط من المبلغ الموعود".
يذكر أن كلاً من السعودية والإمارات تعهدتا بدفع 750 مليون دولار في مؤتمر للأمم المتحدة في فبراير الماضي كان يسعى لجمع أربعة مليارات دولار.
وقال المندوب الدائم للسعودية لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي، يوم الخميس ، إن المملكة دفعت أكثر من 400 مليون دولار للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى هذا العام.
وأضاف للصحافيين أن السعودية وحدها دفعت أموالاً من أجل اليمن في 2019 أكثر من أي من المانحين الآخرين.
من جهتها، قالت بعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة إن الإمارات تعمل حالياً مع الأمم المتحدة فيما يتعلق بتفاصيل التزام عام 2019، لتحقيق أقصى إفادة ممكنة للشعب اليمني، مضيفةً أنها قدمت مساعدات لليمن بقيمة 5.5 مليارات دولار.
والإمارات شريك رئيسي في التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، للعام الخامس على التوالي، دعماً لقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً في حربها ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر منذ سبتمبر 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والوظيفية.
وأنتج الصراع في اليمن أوضاعاً إنسانية صعبة تؤكد الأمم المتحدة بأنها "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، وأن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمائة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.