قال وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً معمر الإرياني اليوم الجمعة، إن جماعة الحوثيين (أنصار الله) منعت المواطنين في مناطق سيطرتها شمالي اليمن من السفر وصادرت جوازاتهم الصادرة عن الحكومة "الشرعية"، موجهاً سهام انتقاداته مجدداً صوب المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث ودعاه إلى التحرك الفاعل لإيقاف هذه "الخطوة الخطيرة".
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في عدن والرياض والتابعة للحكومة "الشرعية" عن الإرياني قوله إن جماعة الحوثيين المدعومة من إيران أصدرت تعليماتها إلى النقاط الأمنية في مناطق سيطرتها بمصادرة جوازات السفر الصادرة عن مكاتب وفروع مصلحة الهجرة والجوازات في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً .
وحذر الإرياني من تبعات هذه الخطوة التي قال إنها جاءت "بعد الجهود التي بذلتها الحكومة الشرعية لتوفير الجوازات وتسهيل حصول المواطنين من كافة المحافظات عليها وسفرهم لغرض الدراسة والعلاج والعمل".
وحمل جماعة الحوثيين "المسئولية الكاملة عن هذا الإجراء الخطير الذي يؤكد مضيها في تصعيد الأزمة وتثبيت الإنقلاب، وخلق عراقيل وتعقيدات إضافية أمام المواطنين في مناطق سيطرتها وإبقائهم رهائن لسطوتها الأمنية وممارساتها القمعية، وإحباط كل الجهود التي تبذلها الحكومة لتخفيف المعاناة عن اليمنيين" حد قوله.
وجدد وزير الإعلام في حكومة "الشرعية" انتقاده للمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، قائلاً إن أدائه وصمته عن ما وصفها بـ "جرائم" جماعة الحوثيين ساهم في تصاعد وتيرة الانتهاكات التي ترتكبها بحق المواطنين في مناطق سيطرتها.
وأردف "الشعب اليمني ينتظر من المبعوث الأممي تحركاً فاعلاً لوقف هذه الخطوة الخطيرة والتي تتعارض مع متطلبات السلام والجهود التي تبذل لرفع المعاناة الإنسانية عن كاهل أبناء شعبنا اليمني".
وفي نهاية يونيو الماضي قدمت حكومة الإنقاذ التابعة لجماعة الحوثيين شكوى إلى الأمم المتحدة بشأن رفض حكومة "الشرعية" التعامل مع جوازات ووثائق السفر الصادرة من مصلحة الهجرة والجوازات بصنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وطالب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين هشام شرف، المنسق المقيم للأمم المتحدة منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي بنقل رسائل لرئيس وأعضاء مجلس الأمن للتدخل لوقف ما أسماها هذه التجاوزات وعدم تسييس مثل هذه القضايا التي تمس الحقوق الإنسانية.
واليمن منقسم بسبب الحرب الطاحنة بين جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران، وقوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً المدعومة بتحالف عربي تقوده السعودية ويشن آلاف الضربات الجوية على قوات الحوثيين لإعادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى الحكم في العاصمة صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد منذ أواخر عام 2014.
وكانت الحكومة اليمنية "الشرعية" أصدرت مطلع ديسمبر الماضي، قراراً يقضي بمنع التعامل مع جوازات السفر الصادرة من المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين وأصدرت تعميماً إلى سفارات جميع الدول بعدم التعامل مع الجوازات الصادرة من مناطق الحوثيين ابتداءً من يناير 2016.
وفي منتصف أبريل الماضي قررت الحكومة اليمنية "الشرعية" إلغاء الخدمات التي تقدمها مصلحة الهجرة والجوازات في العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين وبطلان الوثائق الثبوتية الصادرة عنها.
واشترطت الحكومة "الشرعية" على المسافرين إلى خارج اليمن استخراج جوازات من المحافظات الواقعة تحت سيطرتها ومنها عدن ومأرب، ويشكو المواطنون من هذه الإجراءات التي تكبدهم خسائر مالية كبيرة كنفقات سفر ومبيت ومأكل خلال رحلة السفر، والإقامة في مدينتي مأرب وعدن والتحديات الأمنية وظروف التنقل فضلاً عن عدم قدرة مصلحة الجوازات في عدن ومأرب على استيعاب القادمين من مناطق سيطرة الحوثيين وتأخر إصدارالجوازات والتي أدت في بعض الحالات إلى وفاة المرضى بانتظار استكمال الإجراءات.
وخلّفت الحرب أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، جعلت معظم السكان بحاجة إلى مساعدات، في أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة "الأسوأ في العالم"، وتقول إن نحو 14 مليون شخص، أو نصف سكان اليمن، قد يواجهون قريبا مجاعة، فيما تؤكد منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن نحو 1.8 مليون طفل يعانون من سوء التغذية.