حذرت جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، اليوم الأحد، من التصعيد العسكري الذي قالت إن التحالف العربي بقيادة السعودية يخطط له في جبهات الحدود والساحل الغربي لليمن، وذلك عقب وصول تعزيزات عسكرية أمريكية من جند ومعدات وصواريخ وأسلحة إلى المملكة.
وأكد المجلس السياسي الأعلى الذي أنشأته جماعة الحوثيين لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها، في اجتماعه اليوم الأحد بصنعاء، برئاسة القيادي الحوثي مهدي المشاط رئيس المجلس، حرص الجماعة على أمن البحر الأحمر خصوصاً في ظل التوتر الذي تشهده المنطقة والإقليم.
وذكر المجلس الحكم التابع للحوثيين، أن "الجيش واللجان الشعبية" التابع للجماعة جاهز لأي تصعيد يحضر له ما أسماه "العدوان" بقيادة السعودية في جبهات الحدود والساحل الغربي لليمن على البحر الأحمر.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بنسختها في صنعاء التي يديرها الحوثيون، عن المجلس السياسي الأعلى دعوته "المجتمع الدولي إلى الالتزام برفع الحصار عن اليمن وفي مقدمة ذلك الحصار البحري وعدم التضييق على وصول الغذاء والسفن التجارية إلى الموانئ اليمنية وفي مقدمتها ميناء الحديدة".
وفي ما يتعلق بانسحاب القوات الاماراتية من اليمن، شكك مجلس الحكم التابع للحوثيين في ذلك قائلاً إن "المشاريع الخطيرة التي تديرها قوى العدوان في عدد من المحافظات الجنوبية رغم الإعلان غير المباشر من قبل بعضها عن الانسحاب من اليمن وحديثها عن السلام، بينما أفعالها في الميدان تؤكد سعيها لتقسيم اليمن وتغذية الصراعات وإذكاء الخلافات بكافة أنواعها بين أبنائه".
تأتي تحذيرات مجلس الحكم التابع للحوثيين، عقب وصول تعزيزات عسكرية امريكية إلى السعودية الخميس الماضي بناء على طلب المملكة بهدف تعزيز أمن الملاحة في الخليج والبحر الأحمر.
ويعيش اليمن منذ أكثر من أربع سنوات، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية.
وأكد قائد القيادة الأمريكية المركزية، الجنرال كينيث ماكينزي، يوم الخميس من السعودية، أن بلاه ستعمل بقوة مع شركائها لتعزيز أمن الملاحة في مياه منطقة الخليج، وذلك في ظل تصاعد التوتر في المنطقة بين طهران من جهة والولايات المتحدة وحلفائها في دول الخليج العربية.
وأضاف ماكينزي: "نجري في الوقت الحالي مباحثات مع المجتمع الدولي حول أهمية حرية الملاحة في الشرق الأوسط بما يتيح مرور النفط والسلع في المنطقة".
ووصلت الخميس الماضي، برفقة الجنرال ماكينزي، تعزيزات عسكرية أمريكية إلى السعودية تشمل 500 جندي وطائرات حربية ومقاتلات الجيل الخامس من طراز f-22 المتطورة ووسائط دفاع جوي، في خطوة تعزز من تواجد الولايات المتحدة العسكري في الشرق الأوسط بسبب ما اعتبرته تهديداً إيرانيا، وتطالب واشنطن حلفاءها بالمساعدة في حماية المياه الإستراتيجية قبالة سواحل إيران واليمن بعد هجمات على ناقلات نفط في مياه الخليج خلال الشهور الماضية.
وفي المؤتمر الصحفي المشترك مع الجنرال ماكينزي، أكد الأمير السعودي فهد بن تركي بن عبد العزيز، قائد القوات المشتركة للتحالف العربي، أن التحالف سيواصل مرافقة السفن في البحر الأحمر، مضيفاً: "كنا نقوم بذلك على مدى السنوات القليلة الماضية وحققنا نجاحا كبيرا بالرغم من وقوع بعض الضرر على الشحن المدني".