Click here to read the story in English
أثارت تصريحات نسبتها مصادر في الحكومة المعترف بها دولياً، لمسؤولة في المنظمة الدولية للهجرة سخطاً كبيراً في أوساط اليمنيين وكشفت ازدواجية التعامل الدولي في البلد الذي يعيش صراعاً دموياً على السلطة للعام الخامس على التوالي.
وحسب مصادر في الحكومة اليمنية "الشرعية" نفت مديرة مكتب المنظمة الدولية للهجرة في محافظة عدن ساجتكا ساهاني خلال لقائها نائب وزير التخطيط والتعاون الدولي في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً نزار باصهيب" وجود أي صلة للمنظمة بإقامة مخيم للاجئين الأفارقة في مدينة إب وسط اليمن على الرغم من وجود رئيس بعثة المنظمة ديفيد ديرتك أثناء وضع حجر الأساس للمخيم في العاشر من يوليو الجاري رفقة قيادات حوثية.
وأفادت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في عدن والرياض والتابعة للحكومة "الشرعية" أن لقاء باصهيب وساهاني أكد "على عدم صلة المنظمة بإقامة أي مخيم للمهاجرين الأفارقة في محافظة إب"، وناقش "جهود وأدوار المنظمة بمجال التعامل مع اللاجئين والمهاجرين الأفارقة غير الشرعيين، ومدى قيام المنظمة بمهامها وفقاً للمعايير المحددة من خلال عملية التقييم الدوري للأوضاع الخاصة بالهجرة بعموم محافظات الجمهورية".
وكانت جماعة الحوثيين (أنصار الله) أعلنت عن تسليم قطعة أرض بمنطقة عسم في مدينة إب تبلغ مساحتها 20 ألف متر مربع بتكلفة تقديرية بلغت 10 ملايين دولار لإقامة المخيم الذي وضع له حجر الأساس في 10 يوليو بحضور رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة ديفيد ديرتك مسؤولا حماية المهاجرين وإدارة المخيمات بالمنظمة الدولية للهجرة سارة بايكلتو وكارولين لايد.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في صنعاء والتي يديرها الحوثيون، حينها أن أمين عام المجلس المحلي بمحافظة إب أمين الورافي، بحث مع رئيس بعثة المنظمة الدولية الإجراءات المتعلقة بعملية الإيواء والترحيل الطوعي للمهاجرين غير الشرعيين من دول القرن الأفريقي.
ويتدفق آلاف المهاجرين الأفارقة إلى السواحل اليمنية بشكل سنوي، حيث يحاولون استخدام اليمن بلد عبور إلى السعودية ودول أخرى في الشرق الأوسط، وحسب المنظمة الدولية للهجرة فقد بلغ عدد المهاجرين الأفارقة الذين وصلوا اليمن بطرق غير شرعية خلال الثلاثة الأشهر الأولى من عام 2019، أكثر من 37 ألفاً ، ووفق أرقام أممية سابقة، يستضيف اليمن نحو 280 ألف لاجئ ومهاجر، معظمهم من الصومال.
وكانت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، قالت إن جماعة الحوثيين (أنصار الله) تخطط لإنشاء معسكر كبير في مدينة إب جنوبي العاصمة صنعاء لاستقطاب واستقبال المهاجرين الأفارقة من أجل تجنيدهم في صفوف الجماعة التي نفت ذلك.
وأشارت "الشرق الأوسط" إلى ناشطين في محافظة إب عبروا عن استغرابهم من اختيار مدينة إب لإقامة المعسكر، مبينين أن جماعة الحوثيين تختار عادة المخيمات الخاصة باللاجئين قرب المناطق الشاطئية التي عبروا منها.
ونسبت الصحيفة إلى الناشطين القول إن جماعة الحوثيين "تخطط ليس لإيواء المهاجرين ولكن من أجل توطينهم في المدينة التي نزح إليها أكثر من مليون يمني بسبب الحرب من مناطق الحديدة وتعز والضالع والبيضاء".
من جهتها نفت جماعة الحوثيين الأنباء المتداولة " بشأن إنشاء دار أو مركز إيواء للمهاجرين غير الشرعيين من الأفارقة داخل محافظة إب".
وقالت جماعة الحوثيين في بيان لما تسمى اللجنة الوطنية لشؤون اللاجئين ومتابعة المهاجرين غير الشرعيين التابعة للجماعة في بيان اطلعت عليه وكالة ديبريفر للأنباء "إن ما يدور من لغط وإشاعات تم تداولها مؤخراً بشأن إنشاء دار أو مركز إيواء للمهاجرين غير الشرعيين من الأفارقة داخل محافظة إب، إنما هي إدعاءات وإشاعات لا أساس لها من الصحة وتتعارض كلياً مع برامج وسياسات اللجنة تجاه مثل هذه القضايا".
وأضافت اللجنة أنها قامت بالتنسيق مع مكتب المنظمة الدولية للهجرة في اليمن لإنشاء نقاط ومراكز مؤقتة ومحدودة المساحة للمهاجرين (غير الشرعيين) من الأفارقة وإقامتها خارج مناطق التجمعات السكنية المحلية، بهدف تجميعهم لفترات وجيزة تمهيداً لترحيلهم إلى بلدانهم أو إعادة توطينهم في أي بلد آخر تراه الهجرة الدولية مناسباً لهم.
وتتهم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، جماعة الحوثيين بتنفيذ عمليات تجنيد واسعة للمهاجرين الأفارقة في صفوفها بعد أن تقوم بإغرائهم بالأموال ومنح الرواتب والجنسية.
ويدور في اليمن منذ أكثر من أربع سنوات، صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ أواخر العام 2014.
وتؤكد الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني في اليمن هو "الأسوأ في العالم"، وأن البلاد أصبحت على شفا المجاعة مع ارتفاع عدد المحتاجين لمساعدات إنسانية وحماية عاجلة إلى أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمائة من السكان، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.
وتسبب الصراع في مقتل نحو 11 ألف مدني يمني، وجرح مئات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين داخل اليمن وفرار الآلاف خارج البلاد.