اعتبر المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حسين نقوي حسيني، أن التطورات الأخيرة في الخليج كحرب اليمن، دفعت بالمملكة العربية السعودية إلى "تغيير نهجها بجدية والاتجاه لإزالة التوتر" بين البلدين الخصمين.
وقال المسؤول الإيراني في حديثه لوكالة "إيسنا" الإيرانية للأنباء، اليوم الاثنين، إن "الأخطاء التي ارتُكبت في منطقة الخليج الفارسي کحرب اليمن، خلقت مستنقعا للقوات السعودية والإماراتية، وقد شهدنا مؤخراً تغير موقف الإمارات واتجاه بوصلتها نحو الانسحاب من التحالف العربي، ويمكن القول إن سلسلة هذه التطورات أدت إلى تغيير نهج السعودية".
تأتي هذه التصريحات الإيرانية عقب ساعات من توجيه وزارة الخارجية في طهران، الشكر إلى السعودية لجهودها "في تأمين عودة سالمة للناقلة النفطية الإيرانية، هابينس 1" التي رست في ميناء جدة غربي المملكة في مايو الماضي نتيجة عطل فني، لكن الرياض احتجزتها بسبب خلاف على تكلفة إصلاحها، قبل أن تعلن طهران الإفراج عنها أمس الأحد.
وذكر المسؤول الإيراني في حديثه اليوم الاثنين، أنه "عادة ما تتم المفاوضات وإزالة التوتر بخطوات صغيرة، ومن الضروري أن تعمل وزارة الخارجية والجهاز الدبلوماسي بشكل نشط في هذا المجال".
وأكد أن توترات المنطقة لا تصب في مصلحة أحد، موضحاً بالقول: "لا يستفيد أي بلد من التوتر بما في ذلك السعودية. الرياض لم تستفد من التوترات بل اضطرت لشراء المعدات العسكرية والأسلحة، وتكبدت خسائر وأضرار".
وأكمل حسيني: "يبدو أن نهج السعودية بات يتغير، بطبيعة الحال، تعاونها مع الولايات المتحدة مستمر على أساس الاتفاقيات والعقود السابقة ومؤخراً وافقت أمريكا على إرسال الأسلحة إلى السعودية".
وتشهد العلاقات السعودية الإيرانية، توتراً مستمراً منذ عقود، كما يخوض البلدان منذ أعوام حروباً بالوكالة في عدد من الدول العربية كاليمن وسوريا والعراق.
وتقود السعودية منذ نحو أربعة أعوام ونصف، تحالفاً عسكرياً لدعم الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً في حربها ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ أواخر العام 2014.
وأواخر يونيو الماضي بدأت الإمارات العربية المتحدة الشريك الرئيس في التحالف الذي تقوده السعودية، بسحب أغلب قواتها من اليمن بعد قرابة أربع سنوات ونصف من مشاركتها في العمليات العسكرية هناك، مبررة ذلك بإعادة الانتشار وإفساح المجال للمشروع السياسي بعد تحقيق مجموعة من أهداف التحالف.