اشترطت المملكة العربية السعودية، حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للتعاون، لإقامة علاقات تعاون بين الدول العربية وإيران.
وأكد المندوب الدائم للسعودية لدى الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي في كلمة المملكة أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء، بصفته رئيساً للمجموعة العربية لشهر يوليو الجاري ونيابة عن الدول العربية، "الاستعداد لإقامة علاقات تعاون بين الدول العربية وإيران قائمة على مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها".
وجددت السعودية اتهامها لإيران بالاستمرار في ممارسات تقوض الأمن والسلم الدوليين. ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عن مندوب المملكة قوله: "إن استمرار السلوك السلبي لإيران في المنطقة ليس من شأنه إلا تقويض الأمن والسلم الدوليين فالدعم الواضح الصريح لمليشيات الحوثي الانقلابية أصبح يشكل تهديداً للأمن الإقليمي ولحركة الملاحة الدولية وخطراً على المدنيين في المنطقة".
واعتبر أن "تهديد الحكومة الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز واستمرارها بمهاجمة واحتجاز السفن التجارية يحمل مجلس الأمن مسؤولية الوقوف بحزم والاضطلاع بمهامه الرئيسية والعمل على صون الأمن والسلم الدوليين".
وأضاف: "إننا نسعى إلى استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة وإن السبيل الحقيقي والوحيد لذلك إنما يتمثل في احترام جميع الدول في المنطقة لمبادئ حسن الجوار والامتناع عن استخدام القوة أو التلويح بها والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وانتهاك سيادتها".
وأردف: "إن سلوك إيران في المنطقة ينافي تلك المبادئ ويقوّض مقتضيات الثقة وبالتالي يهدد الأمن والاستقرار تهديداً مباشراً وخطيراً مع التأكيد على استعدادنا لإقامة علاقات تعاون بين الدول العربية وإيران قائمة على مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها".
اتهامات للحوثيين
وعن الأوضاع في اليمن الذي يشهد حرباً طاحنة للعام الخامس على التوالي بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران، قال المندوب السعودي، إن "استمرار المليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران ببسط وفرض السيطرة على مفاصل الدولة في صنعاء عاصمة الجمهورية اليمنية الشقيقة للعام الخامس على التوالي أوجد بؤرة في المنطقة تحتضن الأعمال الإرهابية وتصر على الاستمرار في زيادة الكوارث الانسانية من تجويع وانتشار للأوبئة".
واتهم المعلمي جماعة الحوثيين بالاستمرار في "استخدام الموارد والمساعدات الإنسانية الدولية سلاحًا لمفاوضاتها غير الشرعية غير آبهة بالشعب اليمني واحتياجاته الأساسية".
وجدد مندوب السعودية الشكوى من هجمات الحوثيين على أراضي بلاده قائلاً: "ما تقوم به هذه المليشيات من ترويع للآمنين واستهداف المنشآت المدنية والبنى التحتية في المملكة العربية السعودية يكشف عن الطبيعة والفكر الهدام الذي لا يعرف سوى الخراب والدمار".
وطالب المعلمي مجلس الأمن الدولي بالدفع والتأكيد على تنفيذ قراراته ذات الصـلة 2140 و 2216 و2451 ، مؤكداً أن "حل الأزمة اليمنية يكمن في الحوار السياسي وفق المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".