Click here to read the story in English
قال المتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثيين (أنصار الله) محمد عبد السلام، إن الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، لا تريد تنفيذ اتفاق ستوكهولم بشأن مدينة الحديدة وموانئها الإستراتيجية غربي اليمن، لأنها لا تريد التوصل لحل سياسي ينهي الحرب الدامية المستمرة في هذا البلد الفقير منذ أكثر من أربع سنوات.
وأضاف عبد السلام وهو أيضاً رئيس الوفد المفاوض لجماعة الحوثيين في مقابلة مع قناة " RT " روسيا اليوم " ، يوم الأربعاء في موسكو، "أن جماعة الحوثيين ترحب بالحل السياسي الشامل"، مشيراً إلى أن الطرف الآخر (في إشارة إلى حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي) هو الذي يرفضه..
وأوضح أن وفد الحوثيين الزائر لموسكو حالياً، بحث مع المسؤولين الروسيين الأوضاع في اليمن وسبل تطبيق اتفاق ستوكهولم.
وزعم عبد السلام أن أنصار هادي لا يريدون تنفيذ اتفاق ستوكهولم لأنهم لا يريدون حلاَ سياسياً.. معتبراً أن الحصار يؤثر سلباً على معيشة اليمنيين ويساهم في انتشار الأوبئة والأمراض.
وبشأن انسحاب الإمارات من اليمن، أفاد محمد عبد السلام أن استهداف الحوثيين للمطارات السعودية كان أحد أسباب انسحاب القوات الإماراتية من البلاد.
وقررت الإمارات، الشريك الرئيس في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، خفض جزئي لقواتها من الساحل الغربي لليمن، ضمن عملية توزيع جديدة لقواتها في إطار ما أسمته أبو ظبي "خطة إعادة انتشار لأسباب إستراتيجية وتكتيكية"، في بعض مناطق اليمن الذي أنشأت فيه قواعد عسكرية كبيرة خلال الحرب التي تدور رحاها منذ قرابة أربع سنوات ونصف، لكنها تقول إنها لا تزال على التزاماتها تجاه التحالف والحكومة المعترف بها دوليا في اليمن.
ويدور في اليمن صراع دموي على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية والإمارات، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ أواخر العام 2014، ما أنتج أوضاعاً إنسانية صعبة، جعلت معظم سكان هذا البلد الفقير بحاجة إلى مساعدات عاجلة، في أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة "الأسوأ في العالم".
وزعم المتحدث الرسمي للحوثيين في حديثه لـ "روسيا اليوم"، أن الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، قتل بطريقة عفوية أثناء هروبه من العاصمة اليمنية.. مضيفا أن الرئيس الراحل دفن بحضور أبنائه.
وقُتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، في منزله بصنعاء على يد حلفائه الحوثيين في 4 ديسمبر 2017، بعدما أعلن قبلها بيومين فض شراكة حزبه المؤتمر الشعبي العام مع جماعة الحوثيين، ودعا إلى انتفاضة ضدها بعد أن ضاق ذرعاً بتصرفاتها وآخرها حصارها له في منزله.
واتفق طرفا الصراع خلال مشاورات للسلام في السويد جرت في ديسمبر 2018 برعاية الأمم المتحدة، على وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر وإعادة انتشار قواتهما من ميناء ومدينة الحديدة ومينائي الصليف ورأس عيسى، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ الثلاثة، مع إرسال بعثة تابعة للأمم المتحدة لمراقبة ذلك، بالإضافة إلى تبادل كافة الأسرى لدى الطرفين وتخفيف حصار الحوثيين على مدينة تعز.
لكن الاتفاق الذي كان من المفترض الانتهاء من تنفيذه في يناير الماضي، تعثر حتى الآن وسط تبادل الطرفين للاتهامات بعرقلة التنفيذ.
وأعلنت جماعة الحوثيين، في 13 مايو الماضي، اختتام المرحلة الأولى من إعادة انتشار قواتها من الموانئ الثلاثة، من جانب أحادي بإشراف ثلاث فرق تابعة للأمم المتحدة تنفيذاً لاتفاق ستوكهولم.
لكن الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً، أعلنت على لسان مسؤوليها، رفضها لذلك، واعتبرت خطوة الحوثيين "تضليل ومسرحية هزلية".
ويسيطر الحوثيون على مدينة الحديدة وموانئها منذ أواخر العام 2014، فيما تحتشد قوات يمنية مشتركة موالية للحكومة "الشرعية" والتحالف العربي، في أطراف المدينة منذ مطلع نوفمبر الماضي بغية انتزاع السيطرة عليها من قبضة الحوثيين.
وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمئة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، فيما يعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.
وأسفر الصراع في اليمن عن مقتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار عشرات الآلاف خارجها.