Click here to read the story in English
نظم عمال وموظفو شركة الخطوط الجوية اليمنية منطقة ومحطة عدن جنوبي البلاد اليوم الخميس وقفة احتجاجية للمطالبة بإيقاف التجاوزات لقوانين الطيران المدني ودعم الناقل الوطني "الخطوط الجوية اليمنية".
وكانت وكالة "ديبريفر" للأنباء كشفت يوم الجمعة الماضية أن رجل الأعمال أحمد العيسي الذي يشغل منصب نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية للشؤون الاقتصادية، يسعى للاستحواذ على الخدمات الأرضية في مطار عدن الدولي في مخالفة صريحة لقوانين الطيران المدني باليمن.
وقالت مصادر خاصة لـ "ديبريفر" إن العيسي استورد معدات الخدمات الأرضية بما يؤكد تواطؤ جهات وشخصيات في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً لإتمام سيطرته على خدمات المناولة الأرضية لشركات الطيران في مطار عدن.
ودعا المحتجون الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، للوقوف إلى جانب الناقل الوطني ودعمه وحل الصعوبات التي تعيق استمرار الشركة في التشغيل وأداء الأعمال الموكلة إليها خدمة للمسافرين وكذلك إيقاف ما وصفوها بالتجاوزات المخالفة لقوانين الطيران المدني في اليمن.
وأكدوا مواصلة أعمالهم وحل أي صعوبات أو تحديات تعيق استمرار الخدمة في الشركة التي تحتضن أكثر من خمسة وعشرين ألف شخص، من الموظفين وأسرهم، وأنها لن تكون إلا شركة رائدة وطنية تؤدي أعمالها لكافة أبناء الشعب كناقل وطني .
وطالبت نقابة عمال وموظفي الخطوط الجوية اليمنية في بيان الوقفة، الرئيس اليمني بالحفاظ على الناقل الوطني"الخطوط الجوية اليمنية" وإيقاف التصاريح غير القانونية والتجاوزات المخالفة لقوانين الطيران المدني في البلاد، مؤكدة أن الخطوط الجوية اليمنية رافد اقتصادي للدولة وليست لأشخاص.
وشدد البيان على أن الخدمات الأرضية في كل مطارات الجمهورية حق للناقل الوطني بناء على بروتوكول وقوانين الدولتين "اليمن والمملكة العربية السعودية" المالكتان للخطوط الجوية اليمنية بنسبة 51% و 49% على التوالي.
وطالب البيان أيضاً كافة الجهات المعنية بإيقاف التجاوزات التي تضر بالاقتصاد الوطني، معبراً عن الرفض القاطع لتدمير مؤسسات الدولة لحساب شركات خاصة.
وأكدت مصادر "ديبريفر" أن " شراء المعدات ووصولها إلى عدن من الخارج لم يكن ليتم إلا بعد حصول التاجر العيسي على تصريح من الهيئة العامة للطيران المدني، وهذا مخالف للقوانين".
واعتبرت المصادر هذه الخطوة تمهيد لانقضاض التاجر العيسي على الخطوط الجوية اليمنية التي تتعرض لحملة شرسة بهدف محاولة إيقاف تشغيلها لحساب شركات طيران منافسة، أبرزها "طيران بلقيس" الشركة المملوكة لرجل الأعمال أحمد العيسي.
وتزايدت مؤخراً الاتهامات لرجل الأعمال النافذ أحمد صالح العيسي ، بالاستيلاء على مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الموانئ وشركة مصافي عدن وسوق الوقود في عدن، ومحافظات أبين ولحج والضالع.
ويعتبر كثيرون العيسي الواجهة الأساسية للوبي الفساد المتحكم في رأس السلطة ممثلة بـ"جلال" نجل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ونائب الرئيس علي محسن الأحمر.
وفي يناير الفائت أشار تقرير خبراء من الأمم المتحدة يراقبون العقوبات ضد اليمن، إلى بعض جوانب الفساد في حكومة هادي ومنها القيام بسرقات ضخمة وتهريب النفط الخام في محافظة مأرب الغنية بالنفط في شمال شرق البلاد، وتحويل الأموال العامة إلى مجموعة العيسي، وهي شركة نقل للوقود، ومالكها أحمد العيسي، إضافة إلى استحداث آلية استيراد أعطت الأفضلية "لدائرة أعمال صغيرة قريبة من كبار المسؤولين الحكوميين" تسهم في حدوث انتهاكات للقانون الإنساني.
وكانت صحيفة "لوموند" الفرنسية سلطت الضوء في منتصف ديسمبر الفائت على دور رجل الأعمال اليمني أحمد صالح العيسي (51 عاماً) في الحياة السياسية والاقتصادية في اليمن هذا البلد الفقير الذي يشهد صراعاً دموياً على السلطة منذ أكثر أربع سنوات بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية، وقوات جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران، ما أدى إلى "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" وفق تأكيدات الأمم المتحدة.
وذكرت الصحيفة الفرنسية بأن هذا الوضع، يثير ردوداً غاضبة في عدن، فرجل الأعمال متهم بإبقاء المصفاة السوفيتية القديمة في المدينة التي يسيطر عليها معطلة، من أجل مواصلة بيع الوقود للمولدات الخاصة في عدن، ما أدى إلى نقص كبير.
وأشارت الصحيفة بذلك إلى سيطرة العيسي على شركة مصافي عدن الحكومية، وأصبح اليد الطولى في إصدار القرارات الجمهورية المتعلقة بمسئولي هذه الشركة العملاقة التي تأسست مطلع خمسينيات القرن الماضي، كأول شركة لتكرير النفط الخام في منطقة الجزيرة العربية والخليج.
