قالت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الجمعة، إن نائب الوزير ومبعوث الرئيس بوتين الخاص إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، التقى سفراء السعودية والإمارات واليمن، بطلب منهم، وذلك بعد يومين فقط من لقائه في موسكو بوفد لجماعة الحوثيين (أنصار الله).
وذكرت الخارجية الروسية في بيان، أن لقاء بوغدانوف بسفراء السعودية، رائد قرملي، والإمارات، معضد حارب الخييلي، واليمن، أحمد سالم الوحيشي، تناول "تبادلاً مفصلاً للآراء حول الأوضاع العسكرية السياسية والإنسانية، التي تتشكل في الجمهورية اليمنية".
وأفادت أن أطراف اللقاء "أكدت ضرورة تنفيذ اتفاق ستوكهولم، الذي تم التوصل إليه نتيجة المفاوضات اليمنية في السويد في ديسمبر 2018، إضافة إلى تطبيق القرارين 2451 و2452 لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة".
ولم يتحدث بيان الخارجية الروسية عن أي تفاصيل أخرى جرت في اللقاء، فيما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بنسختها في عدن والرياض والتابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، أن السفير اليمني لدى موسكو أكد خلال اللقاء عدم إمكانية تنفيذ آلية الامم المتحدة للتحقق والتفتيش في موانئ الحديدة بالشكل المطلوب إلا إذا تم تطبيق اتفاق الحديدة بانسحاب الحوثيين من مدينة وموانئ الحديدة وتنفيذه كما ورد في اتفاقات ستوكهولم المبرمة بين طرفي الصراع في اليمن.
يأتي هذا اللقاء بعد يومين فقط من لقاء نائب وزير الخارجية الروسية ، ميخائيل بوغدانوف، بوفد لجماعة الحوثيين (أنصار الله) يترأسه الناطق باسم الجماعة، محمد عبدالسلام، في العاصمة الروسية موسكو.
وخلال لقائه بوفد الحوثيين، يوم الأربعاء الفائت، بوغدانوف، عن بدء تحرك بلاده من أجل "الرؤية الروسية لتحقيق الأمن في الخليج واليمن"، وفق ما ذكره رئيس وفد الحوثيين وبيان للخارجية الروسية، حينها.
وأكد الناطق باسم الحوثيين عقب لقائه المسؤول الروسي، أن "اللقاء الذي جاء بدعوة رسمية روسية، تطرق إلى العراقيل والعوائق التي يفتعلها الطرف الآخر أمام تنفيذ اتفاق الحديدة خاصة بعد تنفيذ الفريق الوطني لكل الخطوات الخاصة بإعادة الانتشار من موانئ الحديدة من طرف واحد والتي كانت محل ترحيب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بما في ذلك روسيا".
ويعيش اليمن منذ نحو أربع سنوات ونصف، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية.
وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمئة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، فيما يعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.
واتفق طرفا الصراع خلال مشاورات للسلام في السويد جرت في ديسمبر 2018 برعاية الأمم المتحدة، على وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر وإعادة انتشار قواتهما من ميناء ومدينة الحديدة ومينائي الصليف ورأس عيسى، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ الثلاثة، مع إرسال بعثة تابعة للأمم المتحدة لمراقبة ذلك، بالإضافة إلى تبادل كافة الأسرى لدى الطرفين وتخفيف حصار الحوثيين على مدينة تعز.
لكن الاتفاق الذي كان من المفترض الانتهاء من تنفيذه في يناير الماضي، تعثر حتى الآن وسط تبادل الطرفين للاتهامات بعرقلة التنفيذ.
ويسيطر الحوثيون على مدينة الحديدة وموانئها منذ أواخر العام 2014، فيما تحتشد قوات يمنية مشتركة موالية للحكومة "الشرعية" والتحالف العربي، في أطراف المدينة منذ مطلع نوفمبر الماضي بغية انتزاع السيطرة عليها من قبضة الحوثيين.