Click here to read the story in English
أكد قائد أمني رفيع في قوات الحزام الأمني الموالية للإمارات العربية المتحدة في محافظة عدن جنوبي اليمن، مساء اليوم السبت، استمرار الوجود العسكري الإماراتي في اليمن، ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
وقال العميد منير اليافعي المكنى بـ"أبو اليمامة" قائد اللواء أول دعم وإسناد التابع لقوات الحزام الأمني، لموقع "عدن تايم" الإخباري المقرب من الإمارات، إن "الحديث عن انسحاب الإمارات من اليمن ليس له أي أساس من الصحة وإن الإمارات مستمرة في دعم التحالف حتى إنجاز كافة أهداف عاصفة الحزم في اليمن".
وأضاف أبو اليمامة: "نواصل تدريب وتأهيل القوات الجنوبية بدعم من الأشقاء في التحالف ممثلا بالسعودية والإمارات، ولا غرابة من هجمات الأعداء على الإمارات أو على الجنوبيين في جبهات القتال"، مشيراً إلى أن "هناك أصوات نشاز تستهدف الإمارات لدورها الكبير في مساعدة الجنوبيين واليمنيين عموماً في التصدي لمليشيا الحوثي ومحاربة الإرهاب" حد تعبيره.
والإمارات شريك رئيس في تحالف عسكري تقوده السعودية لدعم الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً في حربها منذ نحو أربع سنوات ونصف ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية.
وقررت الإمارات العربية المتحدة في يونيو الماضي، خفض قواتها ضمن خطة "إعادة انتشار" لأسباب "إستراتيجية وتكتيكية"، في بعض مناطق اليمن الذي أنشأت فيه أبو ظبي قواعد عسكرية كبيرة خلال الحرب، لكنها تقول إنها لا تزال على التزاماتها تجاه التحالف والحكومة المعترف بها دوليا في اليمن.
وأكدت الإمارات، الثلاثاء الفائت، أنها ليست بصدد مغادرة اليمن، داعيةً جماعة الحوثيين إلى النظر للخطوة الإماراتية بخفض قواتها على أنها إجراء لبناء الثقة لإنهاء الصراع.
وأنشأت الإمارات عدة قوات وتشكيلات عسكرية وأمنية يمنية تحت مسميات "النخب والأحزمة" خصوصاً في المحافظات الجنوبية ودربتها وأشرفت على تجهيزاتها وتعمل تحت إمرتها تقدر بآلاف الجنود، بدعوى محاربة تنظيم القاعدة ومحاربة الحوثيين.
ولا تخضع هذه القوات التي أنشأتها الإمارات لتوجيهات الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً.
وأمس الجمعة ، قالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية للأنباء، نقلاً عن مصدر وصفته بـ"مطلع"، إن عدد الجنود الإماراتيين الذين كانوا متواجدين في اليمن، يصل إلى نحو 10 آلاف جندي قبل إعلان أبو ظبي بدء انسحاب قواتها من اليمن أواخر يونيو الماضي.
ونقلت الوكالة الأمريكية في تقرير نشرته الجمعة، عن المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، قوله إن الإمارات العربية المتحدة قامت بتخفيض قواتها في اليمن بنسبة تتراوح بين 50 و75 بالمئة.
وأكد المصدر أن القوات الإماراتية قامت بتدريب نحو 90 ألف جندي يمني في جنوب اليمن، وأن قادة الألوية الإماراتية مستمرون في التواجد باليمن، من أجل مواصلة توجيه وتقديم المشورة العسكرية لتلك القوات، بالإضافة إلى عملهم عن كثب مع الولايات المتحدة في عمليات مكافحة الإرهاب، حد تعبيره.
واعتبرت الوكالة الأمريكية الانسحاب الإماراتي قد يكون خطوة كبيرة في الحرب الدائرة باليمن، خصوصاً وأن الإمارات تقول إن تخفيض قواتها يهدف إلى تعزيز المفاوضات مع الحوثيين لإنهاء الحرب الدائرة في اليمن للعام الخامس على التوالي.
لكن الوكالة أكدت أن انسحاب القوات الإماراتية لن يغير من التوازن العسكري في الحرب الدائرة باليمن، خصوصاً وأن القوات التي دربتها المتحالفة مع أبو ظبي، لا تزال موجودة على الخطوط الأمامية للمعارك خصوصاً في جبهة الساحل الغربي.
الإمارات تحكم الجنوب
وأشارت الوكالة إلى أن الإمارات استطاعت "ترسيخ نفسها كحاكم فعلي في جنوب اليمن، من خلال تمويل وتسليح الميليشيات، بما في ذلك الانفصاليون الجنوبيون، كما يدير الإماراتيون قاعدة جوية رئيسية في عدن".
وأكد مسؤول في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في تصريح لـ"أسوشيتد برس"، أن "انسحاب الإمارات لن يقلل من سلطتها على الجنوب".
فيما نقلت الوكالة عن مصدرها "المطلع" تأكيده أن "لدى الإمارات فعلاً رجالها في جميع أنحاء اليمن، وتسيطر تقريباً على كل شيء في عدن وغيرها من المناطق، التي تخضع نظرياً لسيطرة الحكومة الشرعية".