Click here to read the story in English
اعتبرت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، يوم السبت، قرار جماعة الحوثيين (أنصار الله) إعادة خدمة التدريس الإلزامية لخريجي الثانوية العامة والجامعات في مناطق سيطرتها؛ "خطوة خطيرة" ضمن مخطط يستهدف العملية التعليمية في البلاد التي تعيش صراعاً دموياً على السلطة دخل عامه الخامس.
وقال وزير الإعلام في الحكومة اليمنية "الشرعية" معمر الإرياني في سلسلة تغريدات على "تويتر" تابعتها وكالة ديبريفر للأنباء إن قرار الحوثيين "خطوة خطيرة في مخطط تجريف العملية التعليمية وتسريح الكادر التعليمي واستبداله بكوادر غير مؤهلة.
وأضاف أن هدف الحوثيين من هذا القرار تخريج "جيل من الأميين والجهلة الذين يسهل السيطرة والتأثير عليهم"، مشيراً إلى أن الطلاب يتعرضون "لأكبر عملية غسل للعقول ومسخ وتجريف للهوية عبر استغلال المدارس والمعاهد والجامعات ومنابر المساجد في محاولة لخلق واقع جديد في مناطق سيطرة الجماعة، حد قوله.
ودعا وزير الإعلام في حكومة "الشرعية" باليمن، جميع المدرسين والطلاب إلى "عدم التعامل مع هذه القرارات كونها صادرة عن سلطة غير شرعية".
واستنكر الصمت الدولي على ممارسات الحوثيين التي قال إنها "تهتك النسيج الاجتماعي والتعايش بين اليمنيين".
وطالب الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، بالتدخل لوقف هذه الممارسات التي تؤكد عدم جدية جماعة الحوثيين في السلام ومضيها في التصعيد، دعياً إلى الضغط من أجل النأي بالعملية التعليمية عن الصراع والتوظيف السياسي، حسب قوله.
وقررت حكومة الإنقاذ التابعة لجماعة الحوثيين الأربعاء الماضي، إعادة خدمة التدريس الإلزامية لخريجي الثانوية العامة والجامعات، وذلك بعد 18 عاماً من تجميد العمل بهذه الخدمة.
ولم تحدد حكومة الحوثيين غير المعترف بها خارجياً، موعداً لبدء العمل في هذه الخدمة، لكنها شكلت لجنة تضم عدداً من الوزراء برئاسة وزير التربية والتعليم الذي تقدم بمشروع القرار، يحيى الحوثي شقيق زعيم جماعة الحوثيين (أنصار الله)، وذلك بهدف "وضع المعايير والإجراءات التنظيمية لإدارة وتنظيم هذه العملية ".
وتقول جماعة الحوثيين إن الهدف من هذه الخطوة "الاستفادة من طاقات وقدرات الشباب اليمني، وإتاحة المجال أمامهم لتحقيق دورهم المبكر في خدمة وطنهم وتنمية روح المسؤولية والعمل الإيجابي لديهم".
ويعتقد مراقبون أن هذه خطوة الحوثيين الأولى نحو إعادة تفعيل ما يسمى "خدمة الدفاع الوطني" التي كانت قائمة قبل مايو 2001، وذلك بشقيها العسكري والمدني، والتي تفرض على خريجي الثانوية العامة، خدمة التجنيد والتدريس الإجباريتين.
فيما يؤكد متابعون أن الحوثيين يهدفون من وراء هذا القرار لملء الفراغ الذي تركه عدد غير قليل من معلمي المدارس نتيجة عزوفهم عن العمل بسبب توقف رواتبهم الشهرية، أو انضمام عدد منهم إلى صف الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
ويعيش اليمن منذ نحو أربع سنوات ونصف، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية.