توصّل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وجماعة الحوثيين (أنصار الله) إلى "صيغة توافقية" بشأن معالجة الإشكاليات الفنية المرتبطة بإيصال المساعدات الغذائية إلى الفئات المستهدفة في مناطق سيطرة الجماعة.
جاء ذلك خلال لقاء رئيس حكومة الإنقاذ التابعة لجماعة الحوثيين الدكتور عبدالعزيز بن حبتور مع الممثل المقيم لبرنامج الأغذية العالمي باليمن ستيفن أندرسون.
وحسب وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في صنعاء والتي يديرها الحوثيون، تناول اللقاء الذي حضره عدد من وزراء حكومة الإنقاذ، "الجهود المبذولة" من قبل البرنامج الأممي والهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية، التي تتولى إدارة المساعدات في مناطق سيطرة الحوثيين، من أجل "معالجة الإشكاليات الفنية المرتبطة بعملية إيصال المعونات الغذائية إلى مستحقيها من الفئات الأشد فقراً في ظل الحرص المشترك للتغلب على التحديات القائمة وتأكيد سلاسة وشفافية الإجراءات المنظمة لهذه العمليات بالاستفادة من التقنيات الفنية المتاحة ولما فيه إنهاء الأسباب التي أدت إلى التوقف الجزائي لنشاط البرنامج مؤخراً".
واطلع اللقاء على "الإجراءات المشتركة بشأن الخطوات الفنية المتبقية واللازمة للبدء في الآلية الجديدة والانتقال إلى عملية الدفع النقدي للمستحقين، وإمكانية وضع لائحة قانونية مؤقتة تنظم هذه العملية وتساعد في المتابعة والمراقبة والتقييم".
وذكرت وكالة "سبأ" أن اللقاء "خلص إلى صيغة توافقية بشأن معالجة الإشكاليات الفنية على أن يقوم الفنيين من الطرفين بمراجعتها ورفعها إلى الجهات العليا لاعتمادها تمهيدا للتنفيذ".
يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان الحوثيين عن انعقاد "لقاء حكومي" برئاسة القيادي البارز محمد على الحوثي، عضو مايسمى المجلس السياسي الأعلى الذي انشأته الجماعة لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها، ومعه رئيس حكومة الإنقاذ الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، ناقش تقريراً عن التدخلات الإنسانية للمنظمات الأممية والدولية في العاصمة صنعاء والمحافظات .
ووفقاً لـ "سبأ" بنسختها في صنعاء تطرق اللقاء إلى "علاقات التعاون مع برنامج الأغذية العالمي والجهود المشتركة القائمة لمعالجة الإشكاليات الفنية المرتبطة بآلية توزيع المعونات الغذائية للفئات المستحقة بعد التأكد من سلامتها" .
وعرض القيادي الحوثي عبد المحسن طاووس المُعيّن رئيساً للهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية نتائج اللقاءات التي عقدتها الهيئة مع برنامج الأغذية بشأن تلك الإشكاليات والتفاهمات الأولية التي تم التوصل إليها، وكذلك "النقاط التي لا زالت محل النقاش حول الآلية الفنية التي بموجبها سيتم توزيع المساعدات للفئات المستهدفة وكذا شفافية الإجراءات في هذه العملية بما يلبي رؤية المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ في تعزيز الشراكة مع البرنامج وفقاً لخطوات واضحة تحقيق استفادة أكبر عدد من الفئات المستحقة من نشاط البرنامج" حد تعبيره.
وأكد اللقاء "ضرورة استكمال مناقشة ما تبقى من إشكاليات فنية بما يراعي صون السيادة اليمنية وشفافية الإجراءات وآلية إيصال المعونات ومتطلبات الانتقال إلى نظام الدفع النقدي للمستفيدين".
وتشهد العلاقات بين جماعة الحوثيين وبرنامج الأغذية العالمي توتراً كبيراً، إذ يتهم البرنامج الحوثيين بسرقة المساعدات الإنسانية التي يقدمها للمحتاجين في اليمن وأعلن في 20 يونيو الفائت، تعليقاً جزئياً لتوزيع المساعدات في المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، مؤكداً أنه يسعى من هذه الإجراءات إلى الاتفاق على آلية تضمن وصول الأغذية إلى من يحتاجون إليها..
فيما يتهم الحوثيون البرنامج الأممي بالعبث بحياة اليمنيين من خلال تزويدهم بمواد غذائية فاسدة ومنتهية.
وتسبّب الصراع الدامي الدائر في اليمن للعام الخامس على التوالي، في مقتل وجرح عشرات آلاف الأشخاص، وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 ملايين شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، فيما يعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.