قال عبدالخالق عبدالله المستشار السياسي السابق لولي عهد أبوظبي، مساء الأحد، إن اليمن لن يبقى موحداً، ما دفع سياسيين وناشطين يمنيين إلى شن هجوم حاد ضده، مؤكدين بأن مصير الدول لا تقرره دولة طارئة.
وكتب الأكاديمي عبدالخالق عبدالله في تغريدة على حسابه بـ"تويتر"، "لن يكون هناك يمن واحد موحد بعد اليوم".
واستفزت هذه التغريدة سياسييين وناشطين يمنيين وشنوا هجوماً حاداً على عبدالخالق، إذ قال مختار الرحبي مستشار وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ، "لا يحق لك ولا لغيرك تقرير مصير الشعب اليمني، كما لا يحق لي ولا لغيري تقرير مصير الشعب الإماراتي في حال طلبت إحدى الإمارات الصغيرة الانفصال عن دولة الإمارات."
وأضاف الرحبي: "دعوا الشعب اليمني يقرر ماذا يريد بعيدا عن مزاجكم المتقلب" مشيراً إلى أن جنوب اليمن ليس عيدروس، وليس "الإرهابي" هاني بن بريك، وهما رئيس ونائب ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" الذي تشكل بدعم إماراتي في العام 2017.
من جهته اعتبر الصحفي والكاتب اليمني فهد سلطان، أن ما تحدث به عبدالخالق عبدالله، لا يختلف عن موقف بلاده الرسمي.
وقال: "هذا موقف الإمارات الرسمي، وخرج إلى النور بوضوح، كان الشرفاء يتحدثون من وقت مبكر بأن للإمارات أهدافا لا علاقة لها بدعم الشرعية".
وأكد سلطان أن هذا التصريح "يجب أن يؤخذ بعين الجدية ولو كان اتخاذ الموقف متأخراً". مشيرا إلى أن "الأحزمة (الأمنية) والتفخيخ للبلاد ودعم الحوثي يجب أن يكون مقابله موقف واضح".
فيما قال الكاتب والباحث السياسي اليمني نبيل البكيري إن "التاريخ لا يقرر مصيره طارئو الجغرافيا والوجود، فضلا عن الأقزام ومُحْدَثُو النعمة".
وأضاف مخاطباً الأكاديمي الإماراتي "يا دوك، لا تذهب بعيدا يا كسنجر شواطئ الراحة".
وشدد البكيري على أن اليمن "ستبقى جمهورية موحدة شاء من شاء وأبى من أبى".
بدوره وصف الإعلامي اليمني، محمد الضبياني، عبدالخالق عبدالله بأنه أحمق على هيئة أستاذ علوم سياسية، وقال "أحمق على هيئة أستاذ علوم سياسية، خطابه مليء بالسخف والصفاقة، يتحدث بغطرسة مكذوبة، وأمانٍ هلامية".
وأضاف "يقسمون بلاد الآخرين وفق هواهم المأزوم، ومساعيهم الفاجرة التي تصنع الموت لا الحياة، وتزرع الشوك، وتفخخ الأوطان بالضغينة والقتل والمليشيا ومشاريع التمزيق".
وأردف قائلا: "خبتم وخابت مساعيكم الخاطئة".
وقال الناشط اليمني خالد العلواني، إن "شرعنة التشظي والنزعات الانفصالية سابقة، سيكون لها آثارها المدمرة على اليمن وأمن المنطقة".
وخاطب الأكاديمي الإماراتي متسائلا: "هل تقبل أن ينادي اليمنيون بتقسيم الإمارات، أم إنه يحل لكم ما لا يحل لغيركم، وأين الشرعية التي يناصرها التحالف العربي؟".
وبين الحين والآخر تتصاعد اتهامات مسؤولين في الحكومة اليمنية "الشرعية" للإمارات بمحاولة الاستيلاء على مدن يمنية، وفرض سيطرتها على المواقع الاستراتيجية، بما في ذلك الجزر اليمنية في البحر الأحمر وصولاً إلى باب المندب.
والإمارات شريك رئيس في تحالف عسكري تقوده السعودية لدعم الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً في حربها منذ نحو أربع سنوات ونصف ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية.
وأنشأت الإمارات عدة قوات وتشكيلات عسكرية وأمنية يمنية تحت مسميات "النخب والأحزمة" خصوصاً في المحافظات الجنوبية ودربتها وأشرفت على تجهيزاتها وتعمل تحت إمرتها تقدر بآلاف الجنود، بدعوى محاربة تنظيم القاعدة ومحاربة الحوثيين.
ولا تخضع القوات التي أنشأتها الإمارات لتوجيهات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.