قال رئيس المكتب التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي آخيم شتاينر، يوم الإثنين، إن البرنامج يعمل مع السلطات المحلية في مدينة الحديدة غربي اليمن، لإعادة وإنعاش وتأهيل ميناء المدينة الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين (أنصار الله) منذ سبتمبر 2014.
وأضاف شتاينر في تصريحات للصحفيين خلال مغادرته صنعاء، أن إعادة تأهيل الميناء جزء من أولويات المرحلة القادمة لضمان المضي قدماً في خطوات تنفيذ اتفاق السويد.
وأوضح أن زيارته إلى مدينة الحديدة، جاءت ضمن اتفاق السويد الذي توصل له طرفا النزاع في اليمن أواخر العام الماضي، لضمان تشغيل ميناء الحديدة مرة أخرى.
وأشار إلى إن إعادة تشغيل الميناء أولوية ستساعد في التقدم باتفاق السويد، كما يعد أمراً حيوياً ومهماً للمساعدات الغذائية، وسيسهم في دعم الاقتصاد اليمني.
وتابع شتاينر "مبدأنا الأساسي هو استمرار العمل يداً بيد مع المنظمات الإنسانية وكافة الأطراف اليمنية لمساعدة الشعب اليمني واستعادة وتعافي اقتصاده ".
واستطرد "نتواجد في اليمن لمساعدة الشعب منذ أكثر من أربعين عاماً، وتواجدنا في الحديدة منذ فبراير هو أكبر دليل على حرصنا لتوفير المساعدة للسكان في المدينة".
وأكد المسؤول الأممي أن اليمنيين والعالم يتطلعون لتنفيذ اتفاق ستوكهولم، والدور الذي سيلعبه هذا الاتفاق في السعي تجاه السلام والعمل الذي ستقوم به منظمات الأمم المتحدة.
ويدور في اليمن منذ أكثر من أربع سنوات صراع دموي على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله ) المدعومة من إيران، ما أنتج أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، جعلت معظم السكان بحاجة إلى مساعدات، في أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة "الأسوأ في العالم".
ويعتبر ميناء الحديدة الشريان الرئيسي للحياة في اليمن، إذ تمر عبره 80 بالمئة من احتياجات اليمنيين من الغذاء والدواء. وهو المدخل الرئيسي للمساعدات الموجهة الى نحو ثمانية ملايين من السكان معظمهم في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
وأبرم طرفا الصراع "الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجماعة الحوثيين (أنصار الله)" خلال مشاورات السويد التي جرت في ديسمبر الماضي برعاية الأمم المتحدة، اتفاقاً يقضي بوقف إطلاق النار وإعادة انتشار قواتهما من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ومدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ الثلاثة، مع إرسال بعثة تابعة للأمم المتحدة لمراقبة إعادة الانتشار، بالإضافة إلى تبادل كافة الأسرى لدى الطرفين، وتخفيف حصار الحوثيين على مدينة تعز جنوب غربي اليمن.
لكن الاتفاق الذي كان من المفترض الانتهاء من تنفيذه في يناير الماضي، تعثر حتى الآن سيما ما يتعلق بالحديدة.
ويسيطر الحوثيون على مدينة الحديدة وموانئها منذ أواخر العام 2014، فيما تحتشد قوات يمنية مشتركة موالية للحكومة "الشرعية" والتحالف العربي منذ مطلع نوفمبر الماضي، في أطراف المدينة بغية انتزاع السيطرة عليها من قبضة الحوثيين.