أخفق مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الاثنين في تجاوز حق النقض (الفيتو) الذي استخدمه الرئيس دونالد ترامب لتمرير مبيعات أسلحة للسعودية والإمارات رفضها الكونغرس.
ولم يتمكن مجلس الشيوخ من الوصول إلى أغلبية الثلثين التي كان يحتاجها لتجاوز حق النقض في ظلّ هيمنة الجمهوريين على أكثرية مقاعده، فقد صوّت خمسة من الأعضاء الجمهوريين وعددهم 53 لصالح تجاوز حق النقض بينما امتنع 15 عضوا عن التصويت.
وكان الرئيس الجمهوري قرّر في مايو الالتفاف على الكونغرس من خلال اللجوء إلى آلية طوارئ لإقرار هذه الصفقات المثيرة للجدل والبالغة قيمتها 8,1 مليارات دولار والتي وضعها ترامب في خانة التصدي للتهديد الإيراني.
وأصدر الكونغرس سلسلة قرارات لمنع إدارة ترامب من إبرام هذه الصفقات مع كل من السعودية وحلفاء آخرين للولايات المتحدة في طليعتهم الإمارات العربية المتحدة، في صفعة قاسية تلقّاها يومها البيت الأبيض.
ويهدف الكونغرس إلى الضغط على الحكومة السعودية لتحسين سجلها في مجال حقوق الإنسان وبذل المزيد من الجهد لتفادي سقوط قتلى ومصابين من المدنيين في حرب اليمن، حيث تقود السعودية والإمارات تحالفاً عسكرياً دعماً للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران.
ويقول ترامب إن قطع مبيعات السلاح عن السعودية "تضعف القدرة التنافسية للولايات المتحدة على الصعيد الدولي وتضر بالعلاقات المهمّة التي نقيمها مع حلفائنا وشركائنا".
وأعرب السيناتور الديموقراطي بن كاردين عن أسفه لعدم تصويت زملائه الجمهوريين ضد الفيتو الرئاسي، معتبراً أنهم بقرارهم هذا "تخلّوا عن مسؤولياتهم" في مراقبة عمل السلطة التنفيذية.
وأَضاف كاردين "علينا واجب قانوني وأخلاقي في آن معاً لضمان أنّ الأسلحة الأمريكية لا تستخدم في قمع حقوق الإنسان أو ارتكاب أعمال عنف ضدّ مدنيين أبرياء".
وينفذ التحالف الذي تقوده السعودية منذ ٢٦ مارس ٢٠١٥ ضربات جوية وبرية وبحرية دعماً للحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً في حربها ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ سبتمبر 2014.
وأسفر الصراع عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح مئات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار الآلاف خارجها.
وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.