شن محافظ تعز السابق، الدكتور أمين أحمد محمود، هجوماً على حزب التجمع اليمني للإصلاح (فرع الإخوان المسلمين في اليمن)، متهماً إياه بتحويل المعركة الهادفة إلى إنهاء ما أسماه "الانقلاب الحوثي واستعادة الجمهورية" إلى معركة داخل صفوف الشرعية اليمنية المعترف بها دولياً.
وفي منشور مقتضب له على صفحته بالفيسبوك، ورصدته وكالة "ديبريفر" للأنباء الدولية، قال المحافظ السابق لمحافظة تعز جنوب غربي اليمن: "نقولها بصراحة وبكل أسف، نجح الإصلاح بحرف بوصلة معركتنا الرئيسية لاستعادة الجمهورية وإنهاء الانقلاب إلى معركة داخل صفوف الشرعية".
وأصدر الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أواخر ديسمبر الماضي، قراراً بإقالة محافظ تعز الدكتور أمين محمود وتعيينه عضواَ في مجلس الشورى اليمني، وتعيين نبيل شمسان خلفاً له، إثر تصاعد الخلافات بين محمود والقوى العسكرية والأمنية المنتمية لحزب الإصلاح في تعز، وانعكاسها على الأوضاع في المحافظة.
ويطلق محافظ تعز السابق، بين الحين والآخر منشورات وتغريدات ينتقد فيها سياسات ومواقف وأجندات حزب الإصلاح الذي يسيطر على كثير من أجزاء المحافظة ذات الكثافة السكانية بما فيها مركز المحافظة.
ومن تلك الانتقادات ما جاء على لسانه في حوار أجري معه مؤخراً قال فيه: "إن ما يقوم به حزب الإصلاح لا يخدم المناطق المحررة ويضعف الشرعية التي يتدثر بها رموز الحزب ذاته، ويؤخر التحرير ويخدم الميليشيات الحوثية".
وتحكم القوى التابعة لحزب الإصلاح سيطرتها على مدينة تعز مركز المحافظة وبقية مديريات المحافظة الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية اليمنية، بعدما أجبرت قوى أخرى في المحافظة موالية للحكومة وليست موالية للحزب على الانسحاب من المدينة في أواخر مارس الماضي، وتسليمها للفصائل المسلحة التابعة لحزب الإصلاح (الأخوان المسلمين).
جاءت اتهامات محافظ تعز السابق، الدكتور أمين أحمد محمود، لتضاعف الاتهامات لحزب الإصلاح المسيطرة على قرار الشرعية، بالتراخي في جبهات القتال في المحافظات الشمالية، ما أدى إلى تأخير الحسم العسكري والنصر على جماعة الحوثيين (أنصار الله) التي تسيطر أيضاً على أجزاء من محافظة تعز.
وتصاعدت في الآونة الأخيرة الاتهامات، ضد حزب الإصلاح الذي يتعرض باستمرار لانتقادات لاذعة في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، لدوره الذي يصفه منتقدوه بالـ"مشبوه" في العمليات العسكرية التي تخوضها قوات التحالف العربي وقوات ما يسمى "المقاومة" بتشكيلاتها المختلفة خصوصاً تخاذله في تحريك جبهات طوق العاصمة صنعاء "نهم، صرواح، والبيضاء"، رغم امتلاكه أكبر ترسانة عسكرية بشرياً ولوجستياً يتجاوز عددها أكثر من 120 ألف مقاتل، موالون لنائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر المقرب من الإصلاح، وغالبيتهم قابعين في محافظة مأرب شمال وسط البلاد والتي يسيطر عليها "الإصلاح".
ويدور في اليمن منذ أكثر من أربع سنوات، صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية والإمارات، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ أواخر العام 2014.
ويقول منتقدو حزب الإصلاح إن هذا الحزب "يرى كل ما في الشرعية مكسباً له وهو الأحق بإدارته وفقا لمزاجه بعيداً عن فكرة الدولة، فهو ظاهرياً مع الدولة، وخلف الستار يبقى الإصلاح بعقلية الداعية الديني المتشدد المنتمي لحزب الإصلاح عبدالله العديني".
وعزا المراقبون تأخر الحسم في معظم جبهات الشمال إلى رغبات وقناعات لدى مسؤولين عسكريين ومدنيين داخل حكومة الشرعية وفي مؤسسة الرئاسة اليمنية التي يسيطر حزب الإصلاح على مقاليد القرار فيها، إذ يسعون إلى إطالة الحرب وعدم تمكين الرئيس عبد ربه منصور هادي من أي نصر قد يعيد رسم خارطة سياسية جديدة إلى ما بعد التسوية لإنهاء الصراع في ليمن.
ويرى مراقبون ومتابعون سياسيين يمنيون أن جزء كبير من قوات الحكومة المعترف بها دولياً والوحدات العسكرية التي تدين بالولاء للإخوان المسلمين، تسير وفق أجندات لا تخدم هزيمة الحوثيين، وتنفذ خطط الحزب وأهدافه ولا يهمهم استعادة كيان الدولة.