اعتبر محمد علي الحوثي، القيادي البارز في جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، عضو ما يسمى المجلس السياسي الأعلى الذي أنشأته الجماعة لحكم المناطق الخاضعة لسيطرتها، أن شعار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتمثل في محاربة إيران في اليمن، بات ورقة محروقة ومبررا مكشوفا لا يستطيع ما أسماه "العدوان" الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي وحلفائهم استغلالها.
وقال القيادي الحوثي في تغريدات على "تويتر" رصدتها وكالة ديبريفر الدولية للأنباء، مساء اليوم الأربعاء: "لا داعي لمزاعم الدعم للجمهورية اليمنية، مع وجود التنسيق العلني مع إيران، فهو رسالة إماراتية فضحت زيف أهداف العدوان ودجل مبرره لقتل اليمنيين".
تصريح القيادي الحوثي حسم الجدل حول مغزى تصريح سابق له الثلاثاء قال فيه إن "رسالة الإمارات من إيران رسالة إيجابية"، كونها كشفت أن استخدام شعار محاربة إيران في اليمن بات ورقة محروقة.
وأضاف القيادي البارز في جماعة الحوثيين: "انتصرنا بسقوط مبرر عدوانهم وخالفت الإمارات مجلس تنسيق مبس ومبز، في ظل ظرف حساس، كون تنسيق الإمارات - إيران لا يمكن أن يكون شكلياً مع إعلان السعودية تحالفا إسلامياً ضدها، وإعلان أمريكا تحالفا لتأمين الملاحة". وتابع: "لقد أستغل التصعيد الأمريكي، حتى التحريض ضد إيران مبررا لاستمرار دعم العدوان على اليمن".
والإمارات شريك رئيس في تحالف عسكري تقوده السعودية لدعم الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً في حربها منذ نحو أربع سنوات ونصف ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية.
وقررت الإمارات العربية المتحدة في يونيو الماضي، خفض قواتها ضمن خطة "إعادة انتشار" لأسباب "إستراتيجية وتكتيكية"، في بعض مناطق اليمن الذي أنشأت فيه أبو ظبي قواعد عسكرية كبيرة خلال الحرب، لكنها تقول إنها لا تزال على التزاماتها تجاه التحالف والحكومة المعترف بها دوليا في اليمن.
وفي 17 يوليو الجاري ، دعا محمد علي الحوثي، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى "مواصلة حلب الخليج بعيدا عن اليمن"، وذلك ردا على تصريحات ترامب، بشأن خروج إيران من اليمن.
واعتبر القيادي الحوثي في تغريدات على "تويتر" حينها، أن "ترامب فشل في معركته مع إيران في مضيق هرمز، فعاد لاستحلاب الخليج عبر اليمن".
وكان الرئيس الأمريكي أكد، في اليوم ذاته، عزم بلاده إخراج إيران من اليمن، ووقف تدخلاتها في البلد الذي عانى "من إرهاب ميليشيا الحوثي التابعة لطهران".
وقال ترامب، خلال تصريحات في اجتماع لمجلس الوزراء بالبيت الأبيض، إن واشنطن لا تسعى لتغيير النظام في طهران، لكنها تريد انسحابها من اليمن، مؤكداً رفضه امتلاك طهران للسلاح النووي. وتحدث عن إحراز تقدم مع إيران.
وتتهم السعودية وحلفائها، إيران بدعم جماعة الحوثيين، بتهريب الأسلحة والصواريخ الباليستية إليها عبر المياه الإقليمية، والتي يستهدفون بها باستمرار الأراضي السعودية، وهو ما تنفيه طهران والجماعة.
كما تتهم السعودية إيران بالتدخل في شؤون دول المنطقة، وزعزعة استقرار البحرين والعراق سوريا ولبنان واليمن عبر دعم وتسليح مجموعات مسلحة في هذه الدول.
وتحول القتال في اليمن منذ تدخل التحالف بقيادة السعودية في 26 مارس 2015 لدعم قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران، إلى حرب بالوكالة بين إيران والسعودية.
وتصاعدت حدة التوترات بين إيران والسعودية في السنوات الست الأخيرة بسبب حروب بالوكالة بينهما في العراق وسوريا ولبنان واليمن يدعم فيها كل من البلدين طرفا مختلفا من أطراف الصراع فيها بهدف الزعامة على منطقة الشرق الأوسط.
وتقدّم القوات الأمريكية دعماً لوجستياً واستخباراتياً للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن. كما تشن الطائرات الأمريكية دون طيار "درونز" ضربات جوية ضد عناصر تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في اليمن.
وأنتج الصراع في اليمن أوضاعاً إنسانية صعبة وتؤكد الأمم المتحدة بأنها "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، وأن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمائة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.