Click here to read the story in English
قالت الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً، إن "تزامن الهجومين الإجراميين اللذان استهدفا العاصمة عدن اليوم الخميس، يؤكد أن مصدرهما وغايتهما واحدة، وهي استهداف استقرار وأمن مدينة عدن.
واعتبرت الحكومة اليمنية في بيان صحفي نشرته صفحة مجلس الوزراء على "تويتر" مساء الخميس، أن الهجومين يهدفان أيضاً إلى "قطع الطريق على كل فرص السلام والاستقرار في اليمن كوسيلة لتحقيق المخططات الإرهابية التي تتلاقى وتتحرك بدعم من إيران".
وأضافت: أن "الجرائم التي ترتكبها مليشيا التمرد الحوثية تستدعي أن تقف جميع القوى الوطنية في صف واحد لمواجهة مشروع إيران وأدواتها في اليمن"، مشيرةً إلى أن هذه الهجمات "تؤكد بأنه لا يمكن أن يعم السلام في اليمن مالم يتم إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة لسلطتها على كافة مناطق اليمن".
وسقط 49 قتيلاً وعشرات الجرحى في هجومين استهدافا صباح اليوم الخميس عرضاً عسكرياً ومركز شرطة في محافظة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا (الشرعية) عاصمة مؤقتة للبلاد، وفقاً لآخر إحصائية أعلنتها وزارة الداخلية في هذه الحكومة.
وكانت جماعة الحوثيين (أنصار الله)، أعلنت في وقت سابق اليوم الخميس، أنها استهدفت بطائرة مسيّرة وصاروخ باليستي قصير المدى، عرضاً عسكرياً لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن وقوات الحكومة المعترف بها دولياً في معسكر الجلاء بمديرية البريقة في محافظة عدن، قتل فيه 36 عسكرياً بينهم قائد اللواء الأول دعم وإسناد العميد منير اليافعية المكنى بـ"أبو اليمامة".
وجاء الهجوم الحوثي بعد دقائق من هجوم آخر لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه، قُتل وجُرح فيه عدد من الجنود بتفجير سيارة مفخخة استهدف مقر شرطة في مديرية الشيخ عثمان بمحافظة عدن.
وأكدت الحكومة اليمنية "الشرعية" في بيانها، أنها "ماضية في طريق استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب بكافة الوسائل والأدوات، وستظل عدن وكافة المدن المحررة شامخة وقوية".
وذكرت الحكومة أن ما حدث اليوم في عدن "يبرز الدور الإيراني المعادي والتدميري في اليمن من خلال دعمها ورعايتها لمليشيا الحوثي الإجرامية وتزويدهم بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة والأسلحة النوعية، بغية نشر الفوضى وتمكين مشروعها العنصري" حد تعبير البيان.
وللعام الخامس على التوالي، يدور في اليمن صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية.
وكان رئيس مجلس الوزراء اليمني الدكتور معين عبدالملك، قال في تغريدة على تويتر إن "الاستهداف المتزامن من قبل قوى التمرد الحوثي والجماعات الإرهابية لأمن واستقرار العاصمة عدن يؤكد التنسيق والتكامل تحت إدارة إيرانية واضحة".
وأفاد رئيس الوزراء بأنه وجه "الأجهزة العسكرية والامنية في العاصمة المؤقتة عدن برفع درجة استعدادها لمواجهة الاعمال الاجرامية والارهابية وتنفيذ الخطط العسكرية والامنية المعدة بالتعاون مع قوات تحالف دعم الشرعية لتثبيت الامن والاستقرار في المناطق والمحافظات المحررة".
وأكد عبد الملك خلال اتصالاً هاتفياً بقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن فضل العمري أن الحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها "لن تقف مكتوفة الايدي في ظل استمرار هذا التمادي والمساعي الحوثية لإطالة أمد الحرب، وتعميق مأساة الشعب اليمني والكارثة الإنسانية الأسوأ في العالم التي تسببت بها المليشيا".
ولفت إلى أن "استمرار تصعيد ميليشيا الحوثي الانقلابية ولجوئها إلى الاعمال الارهابية بالتزامن مع التحركات الدولية والاممية للوصول إلى حل سياسي ينهي الحرب التي اشعلتها، يعطي مؤشراً واضحاً على رفضها الصريح لجهود السلام، والمضي قدما في تنفيذ أجندة داعميها لتخفيف الضغط والعزلة الدولية التي يواجهها النظام الإيراني المتمرد" حد تعبيره.
وطالب رئيس الحكومة اليمنية الشرعية بموقف حازم في وجه ما أسماه "المخطط الإيراني التوسعي في المنطقة، ومشروعها التخريبي والتدميري الذي سيكتوي بناره العالم بأجمعه دون استثناء"
واعتبر أن "استعادة الدولة الشرعية وانهاء الانقلاب عسكرياً أو بتطبيق المرجعيات المتوافق عليها محلياً ودولياً للحل السياسي والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216، هو السبيل الوحيد لمواجهة الاخطار المحدقة والمقبلة لهذه المليشيا المتمردة على المستوى المحلي والاقليمي والدولي".
ضبط النفس
من جانبه دعا المجلس الانتقالي الجنوبي المسلح والمدعوم إماراتياً في اليمن، المواطنين إلى "ضبط النفس ورباطة الجأش والصبر" وذلك في أعقاب عقب الهجمات الدامية التي شهدتها مدينة عدن صباح الخميس واستهدفت قوات موالية للإمارات.
وأكدت قيادة المجلس في بيان متلفز ألقاه نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك، أنه في حالة انعقاد دائم لمتابعة خلفيات الحادث ومن يقف وراءه.
وجاء في البيان: "إننا إذ نقدر حالة الغليان الشعبي الكبير وحجم الخسارة التي منينا بها إلا أنها تزيدنا قوةً وعزماً وإصراراً على الثبات والأخذ بثأر الابطال".
والمجلس الانتقالي الجنوبي المسلح، كيان مدعوم من الإمارات العربية المتحدة ثاني أهم دولة في تحالف تقوده السعودية لدعم الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً في حربها ضد الحوثيين.
وتم إنشاء المجلس في مايو العام ٢٠١٧، وتنضوي تحت مظلته بعض القوى من جنوبي اليمن تطالب بالانفصال عن شماله واستعادة الدولة في جنوبي البلاد التي كانت قائمة قبل عام 1990 عندما توحد شطري اليمن، ولكن تحت مسمى "الجنوب العربي" وليس "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" على الرغم من أنه يرفع علمها كعلم للجنوب.
ويُنصِّبُ الانتقالي الجنوبي المسلح نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن المجلس يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.
ولا يعترف المجلس بـ"يمنيته" كما أنه يعادي الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً. رغم أنه يمتلح جناح مسلح تحت مظلة "الشرعية اليمنية" كقوات الحزام الأمني التي تدعمها الإمارات وتم استهدافها اليوم، إلا أنه لا ينصاع لأي توجيهات للحكومة.
ويفرض المجلس الانتقالي الجنوبي عبر جناحه المسلح والمدعوم إماراتياً، سيطرته العسكرية على أغلب المناطق في مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد. كما يفرض سيطرته على العديد من المدن والمديريات في المحافظات الجنوبية لليمن.
ونفذ المجلس الانتقالي الجنوبي المسلح، في نهاية يناير 2018، محاولة انقلاب عسكري فاشلة ضد الحكومة اليمنية الشرعية في عدن راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.