دعا المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، أطراف الصراع في اليمن إلى الإيفاء بالتزامها بالسلام، وذلك عقب سقوط هجوم نفذته اليوم الخميس، جماعة الحوثيين (أنصار الله) على عرض عسكري لقوات الحكومة المعترف بها دولياً في عدن سقط إثره عشرات القتلى والجرحى.
وعبر غريفيث في تغريدة على "تويتر" رصدتها وكالة "ديبريفر" للأنباء عن شعوره بقلق بالغ إزاء تصاعد العنف في اليمن والاعتداءات في محافظتي عدن (جنوب) وصعدة (شمال).
وقال المبعوث الأممي في تغريدته: "أشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد العنف في اليمن والاعتداءات في عدن اليوم وصعدة يوم الاثنين، والتي أودت بحياة العشرات بمن فيهم المدنيون والأطفال".
وأضاف: "أدعو الأطراف إلى الايفاء بالتزامها بالسلام وبذل المزيد من الجهود من أجل التوصّل إلى حل سياسي للنزاع في اليمن".
وسقط 49 قتيلاً وعشرات الجرحى في هجومين استهدافا صباح اليوم الخميس عرضاً عسكرياً ومركز شرطة في محافظة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا (الشرعية) عاصمة مؤقتة للبلاد، وفقاً لآخر إحصائية أعلنتها وزارة الداخلية في هذه الحكومة.
وأعلنت جماعة الحوثيين (أنصار الله)، مسؤوليتها عن الهجوم، مؤكدة أنها استهدفت بطائرة مسيّرة وصاروخ باليستي قصير المدى، عرضاً عسكرياً لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن وقوات الحكومة المعترف بها دولياً في معسكر الجلاء بمديرية البريقة في محافظة عدن، قتل فيه 36 عسكرياً بينهم قائد اللواء الأول دعم وإسناد العميد منير اليافعية المكنى بـ"أبو اليمامة".
وجاء هجوم الحوثيين بعد دقائق من هجوم آخر لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه، قُتل وجُرح فيه 13 جندياً بتفجير سيارة مفخخة استهدف مقر شرطة في مديرية الشيخ عثمان بعدن.
ويوم الاثنين الفائت، قُتل 14 شخصاً بينهم أطفال وأُصيب 26 آخرين في قصف استهدف سوق شعبي في مديرية قطابر الحدودية بمحافظة صعدة الحدودية أقصى شمالي اليمن، تبادل الحوثيون والتحالف العربي الاتهامات بشأن قصف السوق.
ويعيش اليمن للعام الخامس على التوالي، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية والإمارات، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية.
وتؤكد الأمم المتحدة أن الحرب في اليمن خلقت "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، وأن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمئة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، فيما يعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.
واتفق طرفا الصراع خلال مشاورات للسلام في السويد جرت في ديسمبر 2018 برعاية الأمم المتحدة، على وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر وإعادة انتشار قواتهما من ميناء ومدينة الحديدة ومينائي الصليف ورأس عيسى، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ الثلاثة، مع إرسال بعثة تابعة للأمم المتحدة لمراقبة ذلك، بالإضافة إلى تبادل كافة الأسرى لدى الطرفين وتخفيف حصار الحوثيين على مدينة تعز.
لكن الاتفاق الذي كان من المفترض الانتهاء من تنفيذه في يناير الماضي، تعثر حتى الآن وسط تبادل الطرفين للاتهامات بعرقلة التنفيذ.
ويسيطر الحوثيون على مدينة الحديدة وموانئها منذ أواخر العام 2014، فيما تحتشد قوات يمنية مشتركة موالية للحكومة "الشرعية" والتحالف العربي، في أطراف المدينة منذ مطلع نوفمبر الماضي بغية انتزاع السيطرة عليها من قبضة الحوثيين.