قوات موالية للإمارات تستمر في ترحيل الشماليين من عدن والاستيلاء وحرق ممتلكاتهم

شاهدان يرويان لـ"ديبريفر" عن ترحيل شماليين من عدن رغم توجيهات الرئيس اليمني

عدن (ديبريفر)
2019-08-03 | منذ 3 سنة

بسطة للخضروات والفواكه لمواطن شمالي أحرقتها قوة من الحزام الأمني
أكدت مصادر محلية وإعلامية متطابقة في محافظة عدن جنوبي اليمن، أن قوت موالية الإمارات العربية المتحدة ومدعومة منها، ما تزال مستمرة لليوم الثالث على التوالي في طرد وترحيل أبناء المحافظات الشمالية من مدينة عدن والاستيلاء على ممتلكاتهم وتدميرها وحرقها التي تتخذها، وذلك على الرغم من توجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي للسلطات المحلية بمنع هذه الأعمال.

وأوضحت المصادر أن قوات ما يسمى "الحزام الأمني" الموالية للإمارات في محافظة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد، استمرت اليوم السبت، في تنفيذ حملات لملاحقة والقبض على مواطنين من أبناء المحافظات الشمالية وأغلبهم يعملون في مهن بسيطة في عدد من مديريات عدن.

وبدأت عملية ترحيل وطرد ابناء المحافظات الشمالية من محافظة عدن جنوبي اليمن التي يصفها المراقبون بالـ"عنصرية"، مساء الخميس الفائت عقب هجوم نفذه الحوثيين على عرض عسكري صباح اليوم ذاته، راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى من العسكريين الموالين للتحالف العربي بينهم قائد رفيع يدعى منير اليافعي (أبو اليمامة) قائد اللواء الأول إسناد التابع للحزام الأمني في عدن.

 

روايتان لشاهدين

إلى ذلك روى شاهدا عيان من أبناء محافظة عدن لوكالة "ديبريفر" الدولية للأنباء، طلبا عدم الكشف عن هويتهما لدواعٍ أمنية، ما شاهداه بأعينهما من عملية ترحيل مواطنين ينتمون للمحافظات الشمالية، من مدينة عدن أمس واليوم.

وقال شاهد عيان من أبناء مدينة عدن، إنه رأى صباح اليوم السبت عربة عسكرية تابع للحزام الأمني ينزل جنود من عليها ويقومون بتكسير وحرق إحدى "بسطة" لبيع الخضروات والفواكه في أحد شوارع مديرية الشيخ عثمان وقاموا بالقبض على صاحب "البسطة" ورميه على متن العربة واقتادوه لمكان مجهول، موضحاً أن هذا الشخص ينتمي إلى محافظة شمالية.

وذكر الشاهد أنه علم في وقت لاحق بأن قوات الحزام الأمني قامت بترحيل الشخص "الشمالي صاحب البسطة"، عبر شاحنات كبيرة تم جمع العشرات من أبناء المحافظات الشمالية على متنها ونقلهم إلى حدود محافظة تعز "الشمالية" ورميهم هناك ومنعهم من العودة إلى عدن.

في السياق ذاته، تحدث لوكالة "ديبريفر" شاهد عيان آخر من أبناء مدينة عدن، كيف قامت قوات من الحزام الأمني مساء أمس الجمعة بالاعتداء ضرباً على شخص يملك محل صغير لبيع المواد الغذائية (بقالة) في مديرية المنصورة والقبض عليه وتحطيم جزء مما بداخل بقالته ونهب بعض محتوياتها وإغلاق المحل، قبل أن يأخذوا هذا الشخص على متن "طقم عسكري" إلى مكان غير معلوم.

وأوضح شاهد العيان الذي يعيش في الحي ذاته، أن صاحب البقالة ينتمي لإحدى المحافظات الشمالية حيث نزح وعائلته من محافظة الحديدة قبل قرابة عام بسب الحرب وقام بفتح محل صغير لبيع المواد الغذائية يقتات منه هو وعائلته.

وأشار الشاهد إلى أنه تواصل هاتفياً مع مالك "البقالة" الذي أبلغه أن قوة من الحزام الأمني نقلته على متن شاحنة كبيرة تضم عشرات "الشماليين" إلى حدود محافظة تعز وطلبت منهم المغادرة نحو الشمال وعدم العودة إلى أي محافظة جنوبية.

وأكد شاهدا العيان أن عمليات ترحيل المواطنين البسطاء من أبناء المحافظات الشمالية مستمرة منذ مساء يوم الخميس الماضي في كثير من مناطق مدينة عدن.

  خلال نقل قوات الحزام الأمني في عدن عشرات من ابناء المحافظات الشماليين على متن شاحنات إلى حدود محافظة تعز

لا أثر لتوجيهات هادي

وفي رد أحد الشاهدين على سؤال "ديبريفر" عن ما إذا كانت عمليات ترحيل اليمنين الشماليين من عدن قد توقفت بعد توجيهات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مساء أمس للسلطات المحلية بوقف هذه الأعمال، أفاد شاهد العيان، بأن عمليات الترحيل لم تتوقف نهائياً حتى بعد توجيهات هادي، مؤكداً أن سلطات الحكومة اليمنية "الشرعية" تكاد تكون غير موجودة في عدن في ظل سيطرة قوات الحزام الأمني على أغلب أجزاء المدينة الساحلية.

وكان الرئيس هادي، وجه مساء أمس الجمعة، السلطات المحلية والأجهزة الأمنية في المحافظات الجنوبية بوقف عمليات الترحيل التي طالت أبناء المحافظات الشمالية من عدد من المدن الجنوبية على خلفية الهجمات الدامية التي شهدتها عدن يوم الخميس الماضي.

وأفادت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في عدن والرياض والتابعة للحكومة "الشرعية" أن الرئيس هادي "وجه السلطات المحلية والأجهزة الأمنية في محافظات عدن ولحج والضالع، بوقف أي ممارسات خارجة عن النظام والقانون ضد المواطنين والممتلكات الخاصة".

كما وجه الرئيس اليمني خلال اتصالات هاتفية مع نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية أحمد الميسري ومحافظ عدن أحمد سالم ربيع، بـ "نبذ الممارسات الخاطئة التي يقوم بها البعض على أساس مناطقي أو سياسي بعد الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة المؤقتة عدن يوم الخميس".

وكانت قوات الحزام الأمني بمحافظة عدن المدعومة إماراتياً أغلقت، يوم الخميس، كافة المنافذ البرية بين المحافظات الشمالية والجنوبية ومنعت حركة المغادرة إلى خارج اليمن عبر مطار عدن، واعتقلت المئات من أبناء المحافظات الشمالية من مالكي وعمال محلات تجارية ومطاعم وبوفيهات وسيارات أجرة ونازحين من الحديدة وتعز، وتم نقلهم على متن ناقلات وشاحنات كبيرة إلى خارج المدينة، بحجة الاشتباه وتقديمهم معلومات لجماعة الحوثيين.

وللعام الخامس على التوالي، يدور في اليمن صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية.

والإمارات شريك رئيس في تحالف عسكري تقوده السعودية لدعم الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً في حربها منذ نحو أربع سنوات ونصف ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية.

وسقط ما لا يقل عن 49 قتيلاً وعشرات الجرحى في هجومين استهدفا صباح الخميس عرضاً عسكرياً ومركز شرطة في محافظة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد.

وأعلنت جماعة الحوثيين (أنصار الله)، مسؤوليتها عن أحد الهجومين، مؤكدة أنها استهدفت بطائرة مسيّرة وصاروخ باليستي قصير المدى، عرضاً عسكرياً لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن وقوات الحكومة المعترف بها دولياً في معسكر الجلاء بمديرية البريقة غربي محافظة عدن.

وقتل في الهجوم على العرض العسكري 36 عسكرياً بينهم قائد اللواء الأول دعم وإسناد العميد منير اليافعية المكنى بـ"أبي اليمامة"، وفقاً لبيان وزارة الداخلية في حكومة "الشرعية".

وجاء هجوم الحوثيين بعد دقائق من هجوم آخر قُتل فيه 13 جندياً بتفجير سيارة مفخخة استهدف مقر شرطة في مديرية الشيخ عثمان أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنه.

وأنشأت الإمارات عدة قوات وتشكيلات عسكرية وأمنية محلية في المحافظات الجنوبية لليمن، ودربتها وأشرفت على تجهيزاتها وتعمل تحت إمرتها تضم آلاف الجنود في إطار إستراتيجية تزعم أبو ظبي أنها لمواجهة الحوثيين، ومحاربة تنظيم القاعدة الذي استغل الحرب في اليمن وحاول توسيع سيطرته في البلاد.


وتؤكد الأمم المتحدة أن الأزمة الإنسانية في اليمن هي "الأسوأ في العالم"، وأن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمئة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، فيما يعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.

 


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet