أعلنت جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن يوم السبت عن توصلها لاتفاق مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، يقضي بتوزيع المساعدات الإغاثية للمتضررين من الحرب في مناطق سيطرة الجماعة، نقداً، بدلاً عن المساعدات العينية.
وقال محمد على الحوثي القيادي البارز في الجماعة عضو المجلس السياسي الأعلى الذي أنشأه الحوثيون لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم شمالي البلاد، إن جماعته وقعت الاتفاق مع برنامج الأغذية الذي سيبدأ توزيع المساعدات بالنقد في وقت قريب، بحسب آلياته المتبعة، دون مزيد من التفاصيل.
ووفقاً لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في صنعاء والتي يديرها الحوثيون، يتضمن الاتفاق "تنفيذ المسح الميداني لاختيار المستفيدين وتسجيلهم في النظام البيومتري وفقاً للترتيبات المتفق عليها بما يحقق المبدأ الأساسي المتمثل في تقديم برامج المساعدات الغذائية بكفاءة وفعالية وتحقيق استفادة أكبر عدد من الأسر الأكثر فقرا وعوزا من برنامجي المعونات الغذائية والنقدية للبرنامج" .
كما يتضمن الملحق تأكيد الشفافية والمسألة في مختلف العمليات المرتبطة بتسجيل المستهدفين وعملية إيصال المعونات إليهم وتسهيل الوصول إلى المشاريع التي يقدمها البرنامج العالمي.
ومنذ أشهر يطالب الحوثيون بتوزيع المساعدات الإغاثية إلى المتضررين نقداً، بعد اتهامهم للبرنامج الأممي بالعبث بحياة اليمنيين من خلال تزويدهم بمواد غذائية فاسدة ومنتهية.
فيما اتهم البرنامج الحوثيين بسرقة المساعدات الإنسانية التي يقدمها للمحتاجين في اليمن وأعلن في 20 يونيو الفائت، تعليقاً جزئياً لتوزيع المساعدات في المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، مؤكداً أنه يسعى من هذه الإجراءات إلى الاتفاق على آلية تضمن وصول الأغذية إلى من يحتاجون إليها.
وتتهم الحكومة اليمنية جماعة الحوثيين بأنها تريد السيطرة على أموال المساعدات حيث يسهل الحصول عليها نقداً.
وحتى اللحظة لم يصدر أي تعليق من البرنامج حول الاتفاق.
وسبق توقيع الاتفاق عقد اجتماع بين الطرفين استعرض النتائج التي تم التوصل إليها "بشأن الترتيبات الفنية والإجرائية لعملية مسح وتسجيل الأشخاص الأكثر احتياجا وعوزا بأمانة العاصمة والمحافظات .
وتناول الاجتماع الإجراءات المتعلقة بمعالجة البيانات والتوجه نحو صرف المعونات النقدية للمستهدفين وفقا لخطوات شفافة تواكب الحرص المشترك على معالجة أيما اختلالات قد تطرأ بهذا الجانب مع ضمان وصول المعونات لمستحقيها وضمان سلامة المواد الغذائية المقدمة مع التأكيد على احترام القوانين الوطنية، بحسب ما ذكرته وكالة "سبأ" بنسختها في صنعاء.
وتسبّب الصراع الدامي الدائر في اليمن للعام الخامس على التوالي، في مقتل وجرح عشرات آلاف الأشخاص، وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 ملايين شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، فيما يعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.