توعد السعودية وقدم نصيحة للإمارات

زعيم الحوثيين يعتبر ما يجري في عدن من ممارسات عنصرية "فضيحة للتحالف وعملائه"

صنعاء (ديبريفر)
2019-08-04 | منذ 3 سنة

عبدالملك الحوثي

اعتبر زعيم جماعة الحوثيين (أنصار الله)، عبدالملك الحوثي، ما يجري في مدينة عدن جنوبي اليمن من اعتقالات وترحيل لأبناء المحافظات الشمالية، "ممارسات عنصرية وفضيحة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية وعملائه، ويكشف حقيقة مشاريع التقسيم والتفتيت الأجنبية في اليمن".

وقال الحوثي في كلمة متلفزة له اليوم الأحد بمناسبة اختتام المراكز الصيفية التي أقامتها جماعته في مناطق سيطرتها: "إن ما يحصل في عدن من ممارسات عنصرية يكشف حقيقة مشاريع التقسيم والتفتيت الأجنبية في اليمن بعناوينها المذهبية والمناطقية والعنصرية"، مؤكداً أن مصلحة اليمنيين هي "في الأخوة والتعاون والسلام والاستقرار" حد تعبيره.

عبدالملك الحوثي الذي ما تزال جماعته المدعومة من إيران تسيطر منذ أواخر عام 2014 على أغلب المناطق في شمالي اليمن وتخوض حرباً دامية منذ نحو 4 سنوات ونصف ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عسكري دولي تقوده السعودية والإمارات، قال أيضاً في كلمته إن "الممارسات في عدن فضيحة للعدو (التحالف) وعملائهم ويجب أن تواجه بالإدانة وتعزيز الروابط الأخوية".

وأشار إلى أن "البعض يمجد الإماراتي الذي جاء يحتل بلده ويكره أبناء بلده ويعاديهم ويعتدي عليه"، مضيفاً: "العدو يحرص أن تكون الحالة السائدة في اليمن هي حالة التفرق والتباعد والاقتتال والمشاكل والأزمات".

ومدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد، تشهد منذ الخميس الفائت، حملات تنفذها قوات الحزام الأمني المدعومة من الإمارات العربية المتحدة والموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي المسلح، لاعتقال وترحيل وطرد طالت المئات من أبناء المحافظات الشمالية في حملات يصفها المراقبون بـ"عنصرية".

وجاءت حملات الحزام الأمني بعد ساعات من وقوع هجوميين داميين في المدينة صباح الخميس، استهدفا مركز شرطة وعرضاً عسكرياً لقوات موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي ومدعومة إماراتياً سقط فيهما ما لا يقل عن 50 قتيلاً وعشرات الجرحى من العسكريين بينهم قائد رفيع تابع للمجلس.

وأعلنت جماعة الحوثيين (أنصار الله)، مسؤوليتها عن أحد الهجومين، مؤكدة أنها استهدفت بطائرة مسيّرة وصاروخ باليستي قصير المدى، عرضاً عسكرياً لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن وقوات الحكومة المعترف بها دولياً في معسكر الجلاء بمديرية البريقة غربي، وقتل فيه 37 عسكرياً بينهم قائد اللواء الأول دعم وإسناد العميد منير محمود اليافعي المكنى بـ"أبي اليمامة".

وجاء هجوم الحوثيين بعد دقائق من هجوم آخر قُتل فيه 13 جندياً بتفجير سيارة مفخخة استهدف مقر شرطة في مديرية الشيخ عثمان أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنه، يوم الجمعة.

وفي جانب الحرب الدائرة في اليمن بين الحوثيين وحكومة "الشرعية" والتحالف، توعد زعيم جماعة الحوثيين التحالف بمواجهة أي تصعيد عسكري "بكل قوة وعزيمة".

وقال عبدالملك الحوثي إن "النظام السعودي يغرق أكثر وأكثر في هذا العدوان. ويجب أن يأخذ الدرس ويعتبر بصمود وتماسك الشعب اليمني".

وتابع: "النظام السعودي بذل كل جهده في اليمن وحلبه الأمريكي حتى يكاد ضرعه أن يجف"، مؤكدا أنه "كلما تمادى السعودي في عدوانه فلن نألوَ جهدا في الرد بما نستطيع من ضربات موجعة" حد قوله.

وحذر زعيم الحوثيين النظام السعودي من "تأثيرات الضربات الموجعة عليه وعلى من يقف وراءه من قوى دولية على رأسها أمريكا". وأضاف "على السعودي أن يأخذ العبرة من عملية التاسع من رمضان ويدرك أن مصلحته ومصلحة المنطقة هي في السلام والكف عن العدوان".

وأكد الحوثي أن "العدوان على اليمن والتصعيد سيقابله مزيد من التصعيد" من جانب القوات التابعة لجماعته، وأن "موقف النظام السعودي المعادي للشعب اليمني كان له تأثير كبير على إمكانية الذهاب لأداء فريضة الحج. وكلما أدخل النظام السعودي المشاعر المقدسة في مواقفه وحساباته كلما أثبت أنه ليس جديرا بإدارتها".

وجماعة أنصار الله (التي كانت تُسمى بحركة الشباب المؤمن) هي حركة سياسية دينية مسلحة تتخذ من محافظة صعدة الحدودية مع السعودية أقصى شمالي اليمن، مركزاً رئيسياً لها.

ومؤخراً كثفت جماعة الحوثيين (أنصار الله) بصورة غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من أربع سنوات، هجماتها بطائرات دون طيار، وصواريخ باليستية على القوات السعودية واليمنية وعلى أهداف سعودية حيوية، أبرزها مطارات مدن المملكة القريبة من اليمن.

ويقول الحوثيون إن عملياتهم تأتي رداً على "جرائم" التحالف ضد المدنيين والبنية التحتية في اليمن.

ومع تصاعد وتيرة العمليات العسكرية للحوثيين على الأراضي في السعودية يرى مراقبون ومحللون عسكريون وسياسيون، أن الموازين انقلبت لصالح الحوثيين مع انتقالهم من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم على السعودية، بعد أكثر من أربع سنوات من الحرب الدامية في هذا البلد الفقير.

ووجه عبدالملك الحوثي في كلمته اليوم، نصيحة إلى دولة الإمارات المشاركة في التحالف، قائلاً: "على الإمارات أن تَصدُق وتكون جادة في إعلان الانسحاب من اليمن لمصلحتها على المستوى الاقتصادي وكل المستويات"، معتبراً أن "استمرار الإمارات في العدوان وفي احتلال اليمن يشكل خطورة عليها وهي تتحمل مسؤولية ذلك".

وزعم الحوثي أن التحالف يعيش حالة التخبط والتفكك يوما بعد يوم.

وفي يونيو الماضي قررت الإمارات، خفض قواتها ضمن خطة "إعادة انتشار" لأسباب "إستراتيجية وتكتيكية" وفق ادعاءاتها، في بعض مناطق اليمن الذي أنشأت فيه أبو ظبي قواعد عسكرية كبيرة خلال الحرب التي تدور رحاها منذ نحو أربع سنوات ونصف.

لكن الإمارات تقول إنها لا تزال على التزاماتها تجاه التحالف والحكومة المعترف بها دوليا في اليمن، وتؤكد أنها ليست بصدد مغادرة اليمن، وأنه على جماعة الحوثيين النظر إلى الخطوة الإماراتية بخفض قواتها على أنها إجراء لبناء الثقة لإنهاء الصراع.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet