فيما بن بريك يزعم وجود مخطط لإسقاط عدن بيد الإخوان المسلمين

الزُبيدي يبلغ غريفيث: لا سلام في اليمن دون وجود الجنوبيين كطرفٍ رئيسٍ في المشاورات

أبو ظبي – عدن (ديبريفر)
2019-08-06 | منذ 3 سنة

رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي رفقة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث
أبلغ رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المسلح المدعوم إماراتياً في اليمن، عيدروس الزبيدي، اليوم الثلاثاء، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، بأن السلام لن يتحقق أبداً في اليمن "من دون وجود الجنوبيين كطرفٍ رئيسٍ ومستقل" في العملية السياسية لإنهاء الحرب الدامية الدائرة في هذا البلد الفقير منذ نحو أربع سنوات ونصف.

جاء ذلك خلال لقاء الزبيدي بغريفيث في العاصمة الإماراتية أبوظبي حيث يقيم الأول، وذلك لنقل تعازي الأمم المتحدة، إلى أسرة قائد اللواء الأول دعم وإسناد في قوات الحزام الأمني المدعومة إماراتياً العميد منير اليافعي المكنى، بحسب وسائل إعلام تابعة للمجلس الانتقالي.

وذكرت وسائل الإعلام تلك أن اللقاء ناقش تطورات الحالة الأمنية في مدينة عدن والجنوب بشكل عام، وكذا مستجدات العملية السياسية وجهود السلام لحل الأزمة، وسُبل مشاركة الجنوبيين في عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة للتوصل إلى حلٍ شاملٍ للأزمة اليمنية.

ونقلت تلك الوسائل الإعلامية عن المبعوث الأممي تعبيره خلال اللقاء عن أسفه الشديد للهجوم الذي تعرض له معسكر الجلاء، ووصفه ما حصل بـ"التطور الخطير".

ودعا الزبيدي خلال اللقاء المبعوث الأممي إلى "الإسهام بشكل جدي في رفع المعاناة عن الشعب الجنوبي الذي يتعرض لهجمات إرهابية واعتداءات حوثية مستمرة في ظل صمت دولي غير عادل" حد قوله.

واستهدف هجومان صباح الخميس الماضي مركز شرطة وعرضاً عسكرياً لقوات موالية للإمارات سقط فيهما ما لا يقل عن 50 قتيلاً وعشرات الجرحى من العسكريين بينهم قائد رفيع.

وأعلنت جماعة الحوثيين (أنصار الله)، مسؤوليتها عن أحد الهجومين، مؤكدة أنها استهدفت بطائرة مسيّرة وصاروخ باليستي قصير المدى، عرضاً عسكرياً لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن وقوات الحكومة المعترف بها دولياً في معسكر الجلاء بمديرية البريقة غربي محافظة عدن.

وقتل في الهجوم على العرض العسكري 36 عسكرياً بينهم قائد اللواء الأول دعم وإسناد في قوات الحزام الأمني المدعومة إماراتياً العميد منير اليافعي المكنى بـ"أبي اليمامة".

وجاء هجوم الحوثيين بعد دقائق من هجوم آخر قُتل فيه 13 جندياً بتفجير سيارة مفخخة استهدف مقر شرطة في مديرية الشيخ عثمان أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنه، يوم الجمعة.

والثلاثاء الفائت، وزير النقل اليمني السابق عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي المسلح، مراد الحالمي، إن هناك تنسيق أممي أوروبي لإشراك ممثلين عن الجنوب في العملية السياسية لإنهاء الحرب الدامية في اليمن.

كان المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، حذر أواخر يوليو الماضي ، من أن تقسيم اليمن قد يكون الحل الوحيد إذا طال الصراع في هذا البلد الذي يعاني حرباً طاحنة للعام الخامس على التوالي.

وقال غريفيث في إحاطة صحفية في مقر الأمم المتحدة بجنيف في 23 يوليو: "كلما طال أمد الصراع، كلما أصبح من الصعب إيجاد حل، ويصبح الاتجاه إلى تجزئة اليمن هو الحل الوحيد، وهو أمر يدعو إلى القلق".

وهذه المرة الأولى التي يتحدث فيها المبعوث الأممي عن الحل بتجزئة اليمن.

وقبل 22 مايو 1990 كان اليمن مقسم إلى شطرين شمالي وجنوبي قبل أن يدخل الشطرين في وحدة اندماجية في ذلك اليوم.

والمجلس الانتقالي الجنوبي، كيان مدعوم من الإمارات العربية المتحدة ثاني أهم دولة في تحالف تقوده السعودية لدعم الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً في حربها ضد الحوثيين.

وتم إنشاء المجلس في مايو العام ٢٠١٧، وتنضوي تحت مظلته بعض القوى من جنوبي اليمن تطالب بالانفصال عن شماله واستعادة الدولة في جنوبي البلاد التي كانت قائمة قبل عام 1990 عندما توحد شطري اليمن، ولكن تحت مسمى "الجنوب العربي" وليس "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" على الرغم من أنه يرفع علمها كعلم للجنوب.

ويُنصِّبُ الانتقالي الجنوبي المسلح نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن المجلس يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.

وللعام الخامس على التوالي، يدور في اليمن صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية، ما أنتج أوضاعاً إنسانية صعبة، جعلت معظم سكان هذا البلد الفقير أساساً بحاجة إلى مساعدات عاجلة، في أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة "الأسوأ في العالم".

ويفرض الانتقالي الجنوبي، سيطرته العسكرية على أغلب المناطق في مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد، كما يفرض سيطرته على العديد من المدن والمديريات في المحافظات الجنوبية لليمن، ونفذ المجلس في نهاية يناير 2018، محاولة انقلاب عسكري فاشلة ضد الحكومة الشرعية في عدن راح ضحيتها عشرات القتلى والجرح.

 

بن بريك يتهم الإصلاح مجدداً

إلى ذلك زعم نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المسلح، هاني بن بريك، اليوم الثلاثاء، أن الهجوم الذي استهدف معسكر الجلاء في مدينة عدن الخميس الفائت، جاء ضمن "مخطط كبير للقضاء على عدد كبير من القيادات العسكرية والأمنية التابعة للتحالف العربي والانتقالي الجنوبي والسيطرة على عدن من القوات التابعة للحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دولياً.

وقال بن بريك في مؤتمر صحفي بعدن، اليوم الثلاثاء، إن "معسكر الجلاء تم إصابته بصاروخ تم إطلاقه من الشمال الغربي لمحافظة عدن في بداية لتنفيذ مخطط كبير للإخوان المسلمين (حزب الإصلاح اليمني) ابتداء من يوم الخميس الماضي للسيطرة على عدن".

وذكر بن بريك أن العميد منير اليافعي لم يكن هو فقط، بل كان المخطط يهدف لضرب منصة العرض العسكري التي كان من المفترض تواجد قيادات عسكرية للتحالف وقيادة المجلس الانتقالي والقيادات العسكرية فيها، حد زعمه.

وأضاف أن "قائد التحالف وصل لبوابة المعسكر والعميد أبو اليمامة نزل من المنصة لاستقباله بالقرب من حرس الشرف خلف المنصة حيث سقط الصاروخ وتتبعه بناء على شريحة هاتف العميد اليافعي".

وزعم نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي أن أطقم عسكرية تابعة للحكومة الشرعية، انتشرت بعد التفجير مباشرة في عدة مناطق بعدن، للسيطرة على المدينة لتوقعها بأن الصاروخ سيقتل قيادة التحالف والمجلس الانتقالي السياسية والعسكرية.

واعتبر أن العملية الإرهابية لتفجير مركز شرطة الشيخ عثمان في عدن وعملية المحفد في محافظة أبين من قبل مسلحي تنظيمي داعش والقاعدة، مرتبطة بعملية معسكر الجلاء لنشر الفوضى والسيطرة على الجنوب.

وشن مسلحو القاعدة، يوم الجمعة، هجوماً واسعاً على معسكر لقوات الحزام الأمني في مديرية المحفد وسيطروا عليه لساعات قبل أن تتمكن قوات الأمن وبإسناد من طائرات أباتشي إمارتية من استعادة المعسكر عقب سقوط ما لا يقل عن 21 جندياً.

كما زعم نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، أن جنوب اليمن يتعرض لمؤامرة خطيرة، تهدف إلى إسقاط عدن بيد تنظيم الإخوان المسلمين. ويقصد بذلك حزب الإصلاح فرع الإخوان المسلمين في اليمن.

وذكر أن "قوات المجلس الانتقالي الجنوبي لن تقف مكتوفة اليد أمام أي اعتداءات تطال الشعب في الجنوب".

ودأب الانتقالي الجنوبي وقياداته، على مهاجمة حزب الإصلاح (فرع الإخوان المسلمين في اليمن)، لاسيما وأن هذا الحزب هو من يسيطر على مقاليد القرار في الرئاسة اليمنية والحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً.

وتتهم قوى سياسية يمنية أبرزها المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الإمارات، قوى في حزب الإصلاح تسيطر على القرار في الرئاسة والحكومة الشرعية اليمنية، بالعمل على زعزعة الأمن والاستقرار وعرقلة عملية تطبيع الأوضاع في عدن والمحافظات الجنوبية "المحررة" وكذا التخاذل في تأخير الحسم العسكري ضد الحوثيين.

ومنذ يوم الخميس وحتى الأحد الماضيين شهدت مدينة عدن العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، حملات ترحيل وطرد لأبناء المحافظات الشمالية في المدينة، تنفذها قوات الحزام الأمني المدعومة من الإمارات والتابعة للانتقالي الجنوبي، وذلك في حملات يصفها المراقبون والسياسيون بالـ"عنصرية".


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet