أكد مصدر رفيع في الحكومة البريطانية، اليوم الثلاثاء، استعداد ورغبة بريطانيا في التوصل لاتفاق "بريكست" جديد للخروج من الاتحاد الأوروبي، وذلك بعدما نشرت صحيفة بريطانية أن رئيس الوزراء الجديد بوريس جونسون، يسعى لخروج دون اتفاق.
ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن دبلوماسيين أوروبيين قولهم إنهم يعتقدون أن الخروج دون اتفاق هو السيناريو الرئيسي لدى الحكومة البريطانية.
لكن المصدر الحكومي قال لرويترز، إن هذا غير صحيح وإنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يدرك أن جونسون لا يمكنه إعادة طرح الاتفاق الذي رفضه البرلمان ثلاث مرات وأدى إلى استقالة رئيسة الوزراء تيريزا ماي.
وأضاف المصدر: "نريد اتفاقا. من المحزن أنهم لا يريدون التفاوض معنا".. مشيراً إلى أن "رفض اتفاق الانسحاب بهامش كبير في مجلس العموم ثلاث مرات يعني أن عليهم (الأوروبيون) أن يكونوا مستعدين لإعادة التفاوض من أجل التوصل لاتفاق. نحن مستعدون لهذا وراغبون فيه".
وشدد جونسون مراراً منذ تولى منصب رئيس الوزراء البريطانية قبل أسبوعين، على أن الاتحاد الأوروبي إذا استمر في رفض إعادة التفاوض على اتفاق الانسحاب الذي اتفقت عليه رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي ورفضه البرلمان البريطاني لضمان خروج سلس لبلاده من الاتحاد، فإنه سيُخرج بريطانيا من التكتل يوم 31 أكتوبر القادم دون اتفاق، الأمر الذي قوبل برفض مفاوض الاتحاد الأوروبي في ملف "بريكست"، ميشال بارنييه.
وأثارت تصريحات جونسن أثار القلق في الأسواق العالمية ودفع الجنيه الإسترليني للهبوط، فيما دعا بعض نواب البرلمان لافتراض أن الخروج دون اتفاق هو هدفه النهائي.
وبدون اتفاق بريكست بين لندن وبروكسل، ستتحول بريطانيا بشكل تلقائي إلى "بلد ثالث" مع الاتحاد الأوروبي وستخضع التجارة بين الطرفين لقواعد منظمة التجارة العالمية.
وفي 27 يوليو الفائت، وضع رئيس الوزراء البريطاني الجديد، دول الاتحاد الأوروبي بين خيارين هما التخلي عن الترتيب الخاص بأيرلندا لإبرام اتفاق لخروج بلاده من الاتحاد، أو الاستعداد لمواجهة خروجها دون اتفاق، يوم 31 أكتوبر القادم، سواء توصلت لاتفاق أم لم تتوصل.
وطالب رئيس الوزراء البريطاني الاتحاد الأوروبي بحذف بند "شبكة الأمان الخاصة بأيرلندا" المثير للجدل والذي يهدف لضمان بقاء حدود أيرلندا مفتوحة.
من جهتها أكدت متحدثة باسم الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، أن المفوضية الأوروبية، وهي الهيئة التنفيذية للاتحاد، مستعدة لبحث خروج بريطانيا في الأسابيع القادمة، معربة عن أملها في تجنب الخروج دون اتفاق، لافتةً إلى أن الاتحاد مستعد أيضاً لمثل هذه النتيجة.
وقالت المتحدثة في إفادة صحفية: "المفوضية ما زالت متاحة على مدى الأسابيع المقبلة في حال رغبت المملكة المتحدة في إجراء محادثات لتوضيح موقفها بتفصيل أكبر سواء في اتصال هاتفي أو لقاء فعلي".
وتقول الحكومة البريطانية إن السبيل الوحيد للتوصل إلى اتفاق سيكون بالتخلي عن الترتيب الخاص بأيرلندا الشمالية، وهو ترتيب يهدف لعدم العودة لفرض قيود على الحدود بين أيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي وبين إقليم أيرلندا الشمالية البريطاني، والتي انتهى العمل بها بموجب اتفاق سلام أبرم عام 1998.
ويمنع "الترتيب" الذي تحدث عنه جونسون عودة الضوابط إلى الحدود البرية بين أيرلندا وأيرلندا الشمالية التابعة لبريطانيا والتي تمتد 500 كيلومتر وألغيت بموجب اتفاق الجمعة العظيمة للسلام المبرم في 1998.
يذكر أن الحكومتين البريطانية والأيرلندية، وقعتا في 10 أبريل 1998، اتفاقاً تاريخياً بدعم من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وضع حداً لثلاثين عاما من العنف السياسي والطائفي الدموي بين الجمهوريين القوميين الكاثوليك، والوحدويين البروتستانت، أوقعت أكثر من 3500 قتيل.