قال نائب رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وزير الداخلية أحمد الميسري، مساء اليوم الأربعاء، إن قوات حكومته مارست "الصبر والحكمة للحفاظ على الاستقرار في مدينة عدن، وذلك بعد اشتباكات شهدتها المدينة سقط فيها ما لا يقل عن شخص وأصيب اثنان آخران.
وأضاف المسيري في بيان بثته قناة "الحدث" السعودية، مساء الأربعاء، أن "بيان الموتور هاني بن بريك (نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح)، إثارة للفتنة ولا تخدم إلا الحوثي وحده"، حد تعبيره.
وتابع: "سمعتم جميعا بيان هاني من بريك لإعلان الحرب ضد الشرعية. أبلغتنا قيادة التحالف رسمياً رفضها لهذا البيان المنفلت، ونحن بدورنا أبلغناهم جاهزيتنا".
وأكد قائلاً: "نحن سنقوم بواجبنا الشرعي في حماية مؤسسات الدولة وهذا ماتم وسيتم بتنسيق مع دول التحالف العربي وهم أكدوا أنهم عوناً لنا لتصدي لهذه الجهات الخارجة عن الأمن والقانون".
واعتبر وزير الداخلية اليمنية، أن "اتخاذ قرار دفن الشهيد أبو اليمامة في مقبرة القطيع بالقرب من مقر الرئاسة والحكومة كان يهدف للفتنة".
وقال: "أوقفنا التمرد في عدن، والتحالف بقيادة السعودية والإمارات أكد لنا رفضه الكامل لتمرد بن بريك".. داعياً قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي المسلح إلى تحديد موقفها من هاني بن بريك. كما دعا سكان عدن إلى الهدوء.
وكان هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح المدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة، حرض انصاره على الزحف نحو قصر رئاسة الجمهورية في منطقة "معاشيق" شرقي عدن وإسقاطه، ما أدى إلى سقوط ما لا يقل عن قتيل وإصابة اثنان آخران.
واندلعت اشتباكات عنيفة، الأربعاء، في محيط قصر رئاسة الجمهورية في منطقة "معاشيق" في مديرية كريتر شرقي عدن، بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح المدعوم إماراتياً، وحراسة القصر من ألوية الحماية الرئاسية المدعومة من السعودية والتي يقودها العميد ناصر نجل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وذلك عندما حاول متظاهرون موالون للانتقالي الجنوبي اقتحام القصر الرئاسي عقب تشييع قائد لواء الدعم والإسناد في قوات الحزام الأمني الموالي للإمارات، العميد منير اليافعي الذي لقي مصرعه مع العشرات في هجوم صاروخي للحوثيين الخميس الماضي.
وشاهد مراسل وكالة "ديبريفر" الدولية للأنباء في عدن، انتشار أطقم عسكرية وأمنية في المنطقة المحيطة بمنزل نائب رئيس الحكومة اليمنية الشرعية، وزير الداخلية أحمد الميسري، في منطقة ريمي بمديرية المنصورة، حيث تم قطع كافة الطرقات المؤدية إلى منزله.
وللعام الخامس على التوالي، يدور في اليمن صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية والإمارات، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية، ما أنتج أوضاعاً إنسانية صعبة، جعلت معظم سكان هذا البلد الفقير أساساً بحاجة إلى مساعدات عاجلة، في أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة "الأسوأ في العالم"
واستغل انفصاليون جنوبيون الأوضاع المتردية في البلاد، وعززوا حضورهم بدعم الإمارات العربية المتحدة ثاني أهم دولة في التحالف الذي تقوده السعودية الداعمة للحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً في حربها ضد الحوثيين.
ودعمت الإمارات إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي المسلح في مايو العام ٢٠١٧، ودربت وسلحت قوات محلية موالية للمجلس.
ويُنصِّبُ الانتقالي الجنوبي المسلح نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن المجلس يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.
ويفرض الانتقالي الجنوبي، سيطرته العسكرية على أغلب المناطق في مدينة عدن والعديد من المدن والمديريات في المحافظات الجنوبية لليمن. ونفذ المجلس في نهاية يناير 2018، محاولة انقلاب عسكري فاشلة ضد الحكومة الشرعية في عدن راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.