الحكومة اليمنية تدعو التحالف لممارسة "ضغوطات عاجلة وقوية" على الانتقالي الجنوبي لوقف القتال

الرياض (ديبريفر)
2019-08-08 | منذ 3 سنة

دعت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً (الشرعية)، اليوم الخميس، قيادة التحالف العربي لدعم "الشرعية" في اليمن ممثلة بالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، إلى "ممارسة ضغوطات عاجلة وقوية" على المجلس الانتقالي الجنوبي المسلح لوقف القتال في مدينة عدن جنوبي البلاد.

وحمّلت حكومة الشرعية، في بيان، المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح المدعوم من دولة الإمارات، مسؤولية التصعيد المسلح في مدينة عدن التي تتخذها هذه الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد، وما يترتب عنه من نتائج وعواقب وخيمة تهدد أمن وسلامة المواطنين والأمن والاستقرار بشكل عام، وفقاً للبيان.

واعتبرت الحكومة اليمنية تحركات قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، "تصرفات لامسؤولة وصلت إلى حد استخدام السلاح الثقيل ومحاولة اقتحام مؤسسات الدولة ومعسكرات الجيش".

يأتي ذلك مع تجدد الاشتباكات العنيفة في عدن، اليوم الخميس، بين فصيلين عسكريين أحدهما تدعمه المملكة العربية السعودية والآخر تدعمه الإمارات العربية المتحدة، ما يسلط الضوء على صراع سعودي إماراتي في العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.

وأوضحت مصادر محلية لوكالة "ديبريفر" الدولية للأنباء، أن اشتباكات اليوم الخميس، يستخدم فيها أسلحة ثقيلة بينها الدبابات بعدما اتسعت رقعة المواجهات المسلحة لتصبح حرب شوارع بين ألوية الحماية الرئاسية التابعة للحكومة "الشرعية" المدعومة من السعودية، وقوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المسلح المدعومة من الإمارات، ما أدى إلى سقوط مالا يقل عن شخص، وإصابة آخرين.

وقالت حكومة الشرعية التي يقيم أغلب أعضائها في العاصمة السعودية الرياض بما في ذلك الرئيس عبدربه منصور هادي، في بيانها اليوم، إن "الحكومة والجيش والأمن وانطلاقاً من مسؤولياتهم الوطنية ملتزمين بالحفاظ على مؤسسات الدولة وسلامة المواطنين وسيعملون على التصدي لكل محاولات المساس بالمؤسسات والأفراد وبدعم كل العقلاء والشرفاء ومساندة أشقائنا في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة".

وذكر البيان أن الحكومة تعمل مع قيادة تحالف دعم الشرعية على تشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث التي تشهدها مدينة عدن.

وجددت الحكومة، توجيه الدعوة إلى قيادة التحالف ممثلة بالسعودية والإمارات إلى ممارسة ضغوطات عاجلة وقوية على المجلس الانتقالي الجنوبي لمنع أي تحركات عسكرية في مدينة عدن، وإلزام كافة الوحدات والتشكيلات الأمنية والعسكرية الانضواء في إطار المؤسسة الأمنية والعسكرية وعدم الخروج على الدولة ومؤسساتها وأجهزتها، حد تعبير البيان.

وأضاف بيان الحكومة الشرعية: "إن بلادنا لم تتجاوز حتى اليوم تبعات انقلاب وتمرد مليشيات الحوثي وما خلفه ذلك من انهيار مؤسسات الدولة ومنظومة الخدمات وانقطاع رواتب موظفي القطاع العام وانهيار الاقتصاد وتفاقم الأزمة الإنسانية الكارثية، وهو أمر يوجب أن يدفع كل العقلاء للتحلي بالمسؤولية وتغليب العقل والحكمة والمصلحة الوطنية العليا وتجنيب مدينة عدن والمناطق المحررة تبعات أي تمرد أو اقتتال أهلي أو فوضى وتداعيات كارثية تطال الناس والممتلكات وتشكل ضربة فادحة لجهود تحالف دعم الشرعية ومهمته في اليمن ولا تصب في مصلحة أحد سوى مليشيا الحوثي الانقلابية ومشروع إيران الطائفي في المنطقة".

إلى ذلك قالت وسائل إعلام تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المسلح إن رئيس المجلس عيدروس الزبيدي، وصل إلى مطار عدن الدولي مساء اليوم الخميس قادماً من العاصمة الإماراتية أبو ظبي حيث يقيم هو وعائلته وعدد من قيادات المجلس.

يأتي وصول الزبيدي إلى عدن في ظل تصاعد الاقتتال في المدينة بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا وقوات تابعة للحكومة اليمنية الشرعية.

واندلعت الاشتباكات، أمس الأربعاء، عقب دعوة نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك ابناء جنوب اليمن إلى "النفير العام لإسقاط الحكومة الشرعية الفاسدة والسيطرة على قصر معاشيق الرئاسي"، وذلك بعد تشييع قائد رفيع في قوات تابعة للمجلس في هجوم صاروخي للحوثيين الخميس الماضي.

وللعام الخامس على التوالي، يدور في اليمن صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية والإمارات، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية.

واستغل انفصاليون جنوبيون الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم بدعم الإمارات العربية المتحدة ثاني أهم دولة في التحالف الذي تقوده السعودية الداعمة للحكومة "الشرعية".

ودعمت الإمارات إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي المسلح في مايو العام ٢٠١٧، ودربت وسلحت قوات محلية تابعة للمجلس.

ويفرض الانتقالي الجنوبي، سيطرته العسكرية على أغلب المناطق في مدينة عدن وعدد من المدن والمديريات في المحافظات الجنوبية لليمن. ونفذ المجلس في نهاية يناير 2018، محاولة انقلاب عسكري فاشلة ضد الحكومة الشرعية في عدن راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.

ويُنصِّبُ الانتقالي الجنوبي المسلح نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن المجلس يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.

 


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet