احتدام المعارك في عدن والحكومة "الشرعية" تعول على التحالف للسيطرة على الوضع

عدن - ديبريفر
2019-08-09 | منذ 3 سنة

حرب شوارع تعم معظم مناطق محافظة عدن

Click here to read the story in English

احتدمت المعارك صباح اليوم الجمعة في مدينة عدن جنوبي اليمن بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المسلح المدعوم من دولة الإمارات وقوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، فيما جددت الأخيرة تأكيدها أنها تعول على التحالف بقيادة السعودية للسيطرة على الوضع.

وقالت مصادر محلية لوكالة ديبريفر للأنباء إن المواجهات احتدمت في أحياء عدة بمدينة عدن منها محيط قصر الرئاسة في كريتر وحي العريش بخور مكسر ومحيط جولة كالتكس ونقطة العلم وعقبة عدن.

وأفادت المصادر أن الحركة توقّفت في شوارع رئيسية في المدينة نتيجة المعارك، وسقطت قذائف في أحياء سكنية.

وأشارت إلى أن قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي انسحبت من محيط مصافي عدن بعد اشتباكات مع قوات من حرس المنشآت.

ووفقاً لقناة "الجزيرة" القطرية فقد قتل خمسة من مسلحي قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، بينما قتل ثلاثة من أفراد قوات الحماية الرئاسية اليمنية التابعة للحكومة "الشرعية".

ووصف وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً معمر الإرياني الحالة العامة في محافظة عدن بأنها "غير مستقرة حتى الآن، وتتطلب تضافر الجهود لوقف مثل هذه الأعمال التصعيدية".

وقال الإرياني في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية نشرته في عددها الصادر اليوم الجمعة، إن "ما يحدث هو سيناريو مكرر لأحداث 2014 في صنعاء، للانقلاب على الحكومة الشرعية تحت ذريعة محاربة حزب الإصلاح".

وأضاف أن هذه الفئة التي وصفها بالخارجة عن القانون تعمل على تفجير الوضع وإعادة الأحداث بمنظور آخر إلى عدن، من خلال اختلاق الأزمات، وهذا الحزب هو شريك مع الحكومة في مواجهة الميليشيات الانقلابية الحوثية، وهم يستغلّون هذا في تنفيذ مآربهم، على حد تعبيره.

واعتبر وزير الإعلام في حكومة "الشرعية"، "هذه الأعمال متكررة في مساعٍ لإفشال مساعي الحكومة للقيام بواجباتها تجاه المجتمع وتوفير الاستقرار والأمن في جميع المناطق المحررة" بحسب قوله.

وأردف "المواقف السعودية مهمة ومحورية لوقف مثل هذه الأعمال" مؤكداً أن حكومته تعول كثيراً على تحالف دعم الشرعية في ضبط الأمور وإعادتها إلى نصابها.
من جهته شدد وزير الدفاع في الحكومة "الشرعية" الفريق الركن محمد المقدشي، يوم الخميس، على أهمية "استعداد الوحدات العسكرية للتصدي لأي ممارسات خارجة عن النظام والقانون".

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في عدن والرياض والتابعة للحكومة "الشرعية" أن المقدشي أجرى اتصالات هاتفية مع قادة المناطق العسكرية الأولى والثانية في حضرموت (شرق)، والرابعة في عدن، وقائدي محور عتق في شبوة (جنوب شرق) وتعز (جنوب غرب).

وحث الوزير المقدشي على أهمية التزام الوحدات العسكرية في مختلف المناطق والمحاور بالمحافظات "المحررة"، بـ"الاستعداد لتنفيذ المهام الموكلة والحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة".

جاء ذلك بالتزامن مع وصول رئيس المجلس الانتقالي الجنوب عيدروس الزبيدي إلى عدن قادماً من العاصمة الإماراتية أبوظبي لينضم إلى نائب رئيس المجلس هاني بن بريك، والقائد الفعلي لقوات الحزام الأمني، المدعومة إماراتياً، الشيخ السلفي عبد الرحمن شيخ، الذي ظهر منذ الأربعاء في الميدان، في خطوة نادرة تعكس دفعاً من الإمارات بأبرز رجالاتها في اليمن للوجود في عدن لإدارة المعارك على الرغم من موقف الرياض المناهض للخطوة، والذي انعكس في استمرار وجود قوات سعودية في قصر المعاشيق (مقر الحكومة والرئاسة) فضلاً عن تغطية وسائل الإعلام المحسوبة عليها لما يجري على أنه انقلاب جديد، بحسب ماذكره محللون سياسيون.

ويعيش اليمن للعام الخامس على التوالي، صراعا دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية والإمارات، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية.

وتتفق قوات الحكومة اليمنية "الشرعية" مع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي في قتال الحوثيين، لكنهما يختلفان في أهدافهما وأجندتهما.

واستغل انفصاليون جنوبيون الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم وقوتهم بدعم الإمارات العربية المتحدة ثاني أهم دولة في التحالف الذي تقوده السعودية الداعمة للحكومة "الشرعية".

ودعمت الإمارات التوجهات الانفصالية في اليمن بالمساعدة في إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي المسلح في مايو العام ٢٠١٧، ودربت وسلحت قوات محلية تابعة للمجلس.

ويفرض الانتقالي الجنوبي، سيطرته العسكرية على أغلب المناطق في مدينة عدن وعدد من المدن والمديريات في المحافظات الجنوبية لليمن. ونفذ المجلس في نهاية يناير 2018، محاولة انقلاب عسكري فاشلة ضد الحكومة "الشرعية" في عدن راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.

ويُنصِّبُ الانتقالي الجنوبي المسلح نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"،


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet